تناولت الصحف الصادرة اليوم الجمعة في منطقة شرق أوروبا قضايا ومواضيع متنوعة، من بينها تصور الحكومة البولونية في مجال السياسة الخارجية خاصة مع محيطها الأوروبي، وموقف مؤتمر القادة الأوربيين من التحركات غير القانونية لتركيا في بحر ايجه وشرق البحر المتوسط ، ومستقبل العلاقات الروسية اليابانية، إضافة إلى مواضيع أخرى . ففي بولونيا، كتبت صحيفة "أونيط" أن الخطوط العريضة لسياسة الحكومة البولونية الخارجية ،التي أعلن عنها رئيس الدبلوماسية ياسيك شابوتوفيتش أمام البرلمان ،"تستحضر أولا وقبل كل شيئ مصالح بولونيا ،التي لا يمكن بالضرورة أن تتطابق مع محيط البلاد الإقليمي وجزء من أعضاء الاتحاد الأوروبي ،التي بدورها تدافع عن مصالحها وتوجهاتها العامة". وأضافت أنه "من الصعب أن تتوافق وتتطابق مصالح بولونيا في كل شيئ مع المحيط الأوروبي القريب والبعيد ،وبالتالي فإن مؤسسات الاتحاد الأوروبي يجب أن تأخذ بعين الاعتبار مصالح بولونيا الأمنية وموقعها الاستراتيجي في الواجهة الشرقية من القارة العجوز ،وتطلعاتها الاقتصادية وكذا تصوراتها لتنزيل استراتيجيتها الداخلية ،سواء تعلق الأمر بالقضاء والهجرة ،قبل توجيه الانتقاد لوارسو". ورأت صحيفة "فورسال" أن كل دولة داخل المنتظم الأوروبي "تراعي مصالحها بالدرجة الأولى وتنهج سياسة خارجية تتماشى وتطلعاتها وأهدافها الاستراتيجية ،وليس من المنطق والواقع أن تتقاطع أهداف كل دول الاتحاد الأوروبي ،ولهذا الغرض انشأت مؤسسات الاتحاد لتقريب وجهات النظر وضمان تحقيق التكامل والتوافق وفق المصلحة العامة" . واعتبرت أن "لا وجود لأية دولة في العالم تعطي الأولوية لاستراتيجيات الدول الأخرى ،سواء كانت حليفة أو صديقة أو شريكة،وأن التوافق والتناغم بين دول الاتحاد الأوروبي لا يعني التنازل عن المصالح الذاتية وتغليب مصلحة الآخرين ،وإلا سيكون ذلك قمة العبث والسذاجة ". ورأت صحيفة "فيبورشا" أن "أحدا لم يطلب من الحكومة البولونية أن تتنازل عن مصالح البلاد وعدم الدفاع عن ذلك في المحافل الدولية والإقليمية ،إلا أن هذه الحكومة ملزمة في ذات الوقت أن تراعي مصالحها داخل منتظم الاتحاد الأوروبي الحليف الاستراتيجي والأساسي ،والبحث عن التوافقات الممكنة لتجنب الصدامات والمواجهات ،التي لا تنفع وارسو في شيئ ". واضافت الصحيفة ،القريبة من المعارضة ، أن "فن تدبير السياسة الخارجية يجب أن يقوم على الحكامة وبعد النظر والتوافق والانسجام مع المحيط الجغرافي القريب بالخصوص والبعيد ،وإلا سيأتي الوقت الذي ستواجه بولونيا عزلة لن تفيد في أي شيئ وسيصعب الأمر على بولونيا لمواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية المعقدة والصعبة ". وفي اليونان كتبت (تا نيا) أن مسودة البيان الختامي لمؤتمر القادة الأوربيين المنعقد يوم الخميس نددت بحزم بالتحركات غير القانونية لتركيا في بحر ايجه وشرق البحر المتوسط ،وذلك تضامنا مع اليونان وقبرص ،اللتين ضغطا بكل قوة على تضمين ذلك في البيان. وقالت الصحيفة إن "المجلس الاوروبي يندد بحزم باستمرار التحركات غير القانونية لتركيا في شرق المتوسط وبحر ايجه ويشدد على تضامنه التام مع قبرص واليونان“ ،ردا على منع تركيا لسفينة اسكشاف نفطي من الوصول للسواحل القبرصية بحجة حماية حقوق الأقلية التركية في الجزيرة ،وأيضا للتشكيك التركي في اتفاقية لوزان التي ترسم الحدود البحرية مع اليونان ثم أيضا مواصلتها توقيف جنديين يونانيين دخلا الاراضي التركية عن طريق الخطأ. وأضافت أن ذلك يأتي أياما قليلة قبل القمة الأوربية التركية المتوقعة في فارنا ببلغاريا في 26 مارس الجاري ،حيث تعول دول الاتحاد على تقديم مزيد من الأموال لتركيا لحثها على الالتزام بالاتفاق بشأن وقف تدفقات اللاجئين عبر بحر إيجة. صحيفة (كاثيمنيري) ذكرت من جانبها أن تركيا مصرة على توجيه تهم التجسس للجنديين اليونانيين ،الذين دخلا تركيا عبر الحدود البرية بعد أن ضلا طريقهما وذلك من خلال زعمها أنه عثر في هاتفيهما على خرائط عسكرية. ونقلت عن الرئيس اليوناني دعوته الاتحاد الأوربي الى ضرورة إرسال رسالة قوية الى تركيا ومطالبتها بالكف عن استفزازاتها في شرق المتوسط. وفي روسيا، تناولت صحيفة (كوميرسانت) العلاقات الروسية اليابانية على ضوء الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لليابان، وكتبت أن هذه العلاقات بدأت تعود تدريجيا إلى حالتها الطبيعية ،وأن البلدين يسعيان إلى إيجاد أرضية مشتركة لحل المشاكل العالقة بينهما. وأضافت الصحيفة أن روسيا تأمل في أن ترفع اليابان من حجم استثماراتها المباشرة في روسيا في الفترة المقبلة، التي تراجعت بشكل كبير في السنوات الأخيرة وانتقلت من 757 مليون دولار في عام 2012 إلى 18 مليون دولار فقط في عام 2017، وتركزت بالأساس في الشرق الأقصى الروسي. ونقلت الصحيفة عن مصادر يابانية مطلعة أن تراجع الاستثمارات اليابانية في روسيا يعزى بالأساس إلى "صعوبات ومخاطر" الاستثمار في الشرق الأقصى الروسي، وعدم وجود حوافز كبيرة للاستثمار بالمنطقة. صحيفة إزفيستيا ذكرت، من جهتها، أن البنك المركزي الروسي طلب من المؤسسات المصرفية بالبلاد إبلاغه عما إذا كانت قد سددت أي مدفوعات خلال فترة تعرضها للهجمات السيبرانية. وأضافت الصحيفة أن البنك المركزي يضع محاربة القرصنة ضمن صدارة أولوياته ،على اعتبار أن البنوك الروسية تكبدت السنة الماضية خسائر فاقت مليار روبل (حوالي 3ر17 مليون دولار). وقالت الصحيفة إنه يتعين على البنوك تحديث برامجها كي يكون بمقدورها محاربة الفيروسات والقيام بالمعاملات الاعتيادية في نفس الوقت، وذلك حتى يسهل على الزبناء القيام بالمعاملات المالية الضرورية وتكون حساباتهم المالية وبطائقهم البنكية محمية بما فيه الكفاية. وفي تركيا، كتبت صحيفة (دايلي صباح) أن تركيا تشكل الحدود الشرقية للاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، وبالتالي فإن المنطقة المحررة في عفرين من الجماعات الإرهابية، التي أنشأتها تركيا، ستكون منطقة عازلة للاتحاد الأوروبي وحلف الناتو على حد سواء. وأضافت الصحيفة أن هذه العملية ستساهم في منع تدفقات الهجرة نحو تركيا ومنها إلى القارة الأوروبية ، كما أنها ستمكن من عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم. صحيفة (ستار) ذكرت، من جهتها، أنه لو لم تتدخل تركيا في مدينة عفرين "لكانت العواقب وخيمة"، وأشارت إلى أن تركيا توجد في موقع جغرافي حساس للغاية ،مما حتم عليها ضرورة التدخل. وأكدت الصحيفة أنه "لو لم نقم بتنفيذ عملية (غصن الزيتون) في الوقت المناسب ، لدفعت الأمة التركية ثمنا غاليا في المستقبل". من جهتها، نقلت صحيفة (الفجر الجديد) تأكيد رئيس الدبلوماسية التركية مولود جاووش أوغلو أن "إذا توصلنا إلى تفاهم حول خارطة الطريق، حينها يمكننا التحدث عن اتفاق، وإذا تمكنا من تنفيذ مخطط فعال بمنجب، ساعتها يمكننا تعميمه على مدن ومناطق أخرى، بما في ذلك شرق نهر الفرات". ومضى أوغلو قائلا "لكن قبل ذلك، يتعين على وحدات حماية الشعب، الميليشيات الكردية السورية، الانسحاب من مدينة منبج ، كما وعدت بذلك واشنطن في عدة مناسبات لكن لم يحصل شيء من ذلك". وأكد الوزير التركي أنه "في حال لم يتم تطبيق خطة خروج عناصر وحدات حماية الشعب من منبج، فسيتوجب حينها مواصلة العمليات العسكرية للقضاء على الإرهابيين"