اهتمت الصحف العربية، الصادرة اليوم الخميس، بعدة مواضيع في مقدمتها؛ العلاقات بين مصر والسودان، وزيارة ولي العهد السعودي الى واشنطن، وفوز الرئيس بوتين بولاية أخرى، والإقالات والتعيينات الجديدة على مستوى الإدارة الأمريكية، والوضع في ليبيا، وبوادر حرب باردة جديدة على مستوى العالم، واحتمالات التصعيد في الشرق الأوسط. ففي مصر، كتبت يومية (الأخبار)، بقلم أحد كتابها، أن المباحثات الأخيرة التي جرت بين الرئيسين المصري والسوداني في القاهرة، "نجحت في دعم العلاقات بين البلدين وبدء مرحلة جديدة من العلاقات الاستراتيجية". وأضاف كاتب المقال أن الرئيسين المصري والسوداني "أحسنا في لم شمل الشعبين الشقيقين والنظر للمصالح المشتركة التي تفيد البلدين خاصة مشاريع الربط الكهربائي والربط البري والنهري والسكك الحديدية التي يمكن أن تربط شمال القارة بجنوبها بما يساهم في تيسير حركة نقل البضائع والسلع والتنمية الاقتصادية المشتركة وتعزيز التضامن السياسي المشترك في الإطارين العربي والإفريقي والتعاون في مكافحة الإرهاب". وفي سياق متصل، كتبت يومية (الأهرام)، في مقال بعنوان "حلم وحدة النيل"، أن حلم وحدة النيل هو الحقيقة "الخالدة التي يتمناها الشعبان المصري والسوداني، وهو المخرج الصحيح للبلدين من كل المشكلات التي يعانيها الشعبان، والحقيقة الجغرافية والإنسانية التي تضمن لهما مستقبلا واعدا ومكانة فائقة داخل حوض النيل وإفريقيا". وتابعت الصحيفة أن مصر والسودان "لو أصبحا يدا واحدة لتغيرت الأمور كثيرا في البلدين لأن الشعبين في الشمال والجنوب يرتبطان منذ الأزل بعلاقات مصيرية أساسها النيل جعلت منهما شعبا واحدا، ولم تنجح الخلافات السياسية في أن تباعد بينهما أو تمزق أواصر القربى ووحدة المصير والتاريخ المشترك". وفي الشأن المحلي، اهتمت الصحف باحتفالية المرأة المصرية والأم المثالية، حيث كتبت أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي كرم، أمس، عددا من الأمهات المصريات من "النماذج المشرفة والمتميزة للمرأة المصرية في شتى المجالات". وفي السعودية، انصب اهتمام الصحف المحلية على الزيارة التي يقوم بها حاليا ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن، وكتبت صحيفة (الرياض) في افتتاحيتها أن "المملكة والولاياتالمتحدة طوتا مرحلة متذبذبة في التقارب كانت متأثرة بتداعيات 11 شتنبر، وبما خلفته ولاية الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، من إخفاقات في الملفين السوري والإيراني". واضافت أنه "من خلال زيارة ولي العهد إلى أميركا تتحقق مكاسب مشتركة يلمس آثارها البلدان في الأعوام المقبلة، حيث تتعمق الصداقة وتقوى سواعد الاقتصاد وتتضاعف مسؤولية الحفاظ على استقرار منطقة تتوسط شبكة مصالح عالمية اقتصاديا وسياسيا وعسكريا". ومن جهتها، كتبت صحيفة (اليوم)، في افتتاحيتها، أن محادثات ولي العهد والرئيس الأمريكي في واشنطن انصبت، إلى جانب العلاقات بين البلدين، على "معالجة العديد من الملفات السياسية الساخنة في المنطقة، لا سيما ما يتعلق منها بالأزمتين السورية واليمنية والتدخل الايراني السافر في شؤون بعض الدول العربية والعمل على مكافحة ظاهرة الارهاب واحتوائها أينما وجدت، وتقليم أظافر الارهابيين وصولا الى تحقيق الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة والعالم". كما توقفت اليوميات المحلية عند تصويت مجلس الشيوخ الأمريكي أمس ضد مشروع قرار يدعو إلى وقف دعم الولاياتالمتحدة لتحالف دعم الشرعية في اليمن، وكتبت يومية (الوطن) في هذا الصدد أن الأسباب التي حدت بالمجلس إلى التصويت ضد المشروع تتمثل في "عدم تعريض التعاون مع شركاء أميركا في مكافحة الإرهاب للخطر، وإمكانية أن تزيد القيود الجديدة على الدعم العسكري الأميركي من الإصابات المدنية، إضافة إلى أن انحسار الدور الأميركي قد يفاقم الوضع الإنساني في اليمن". وفي الإمارات، كتبت صحيفة (الخليج)، في افتتاحية بعنوان "مؤشرات على التعقل" أن "ما راقبه العالم خلال الفترة القليلة الماضية على مستوى العلاقات الدولية، وما تخللها من توتر وتهديدات وتحديات (...) جعله يستعيد ذكريات الحرب الباردة بين الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفييتي السابق وبعض المراحل التي كان الصدام بينهما قاب قوسين أو أدنى (...) من كارثة قد تصل حد الفناء". واستدرك كاتب الافتتاحية بالقول إنه على الرغم من هذه الأجواء توجد "بوادر تعقل لإبعاد شبح المواجهات العسكرية"، من قبيل؛ القمة المرتقبة بين الرئيسين الأمريكي والكوري الشمالي في ماي المقبل، وإشارة بيونغ يانغ الى استعدادها للتخلي عن برنامجها النووي العسكري، وكذا الإعلان عن قمة قريبة بين الرئيسين الأمريكي والروسي لبحث مسألة سباق التسلح. ومن جهتها، اعتبرت صحيفة (البيان)، في مقال لأحد كتابها، أن "هناك جملة قضايا تتراكم الآن، قد تجعل من شهري ماي ويونيو، فترة حاسمة وساخنة لعموم المنطقة العربية"، موضحة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعطى لنفسه ولحلفائه الأوروبيين مهلة حتى 12 ماي، لتعديل نصوص الاتفاق الدولي مع إيران، مهددا بأن بلاده ستخرج من هذا الاتفاق، إذا لم يتم الأخذ بما تطلبه من تعديلات، فضلا عن تلميحه إلى اعتزامه السفر الى القدس منتصف شهر ماي، لافتتاح السفارة الأمريكية، وأيضا تزايد الحديث عن ضربات عسكرية امريكية محتملة ضد الجيش السوري وحلفائه، وكذا تنامي التهديدات الإسرائيلية في لبنانوسوريا. و لفتت الصحيفة الى أن ما يرفع من احتمالات التصعيد في الشرق الأوسط "حرص الرئيس الأمريكي على نقل الاهتمام الداخلي من مسألة التحقيقات القانونية حول دعم موسكو لحملته الانتخابية، إلى قضايا خارجية ساخنة (س لما أم حربا )"، موضحة أن ترامب سيحاول إقناع حزبه الجمهوري بأن أجندته الخارجية هاته ستطوي صفحة التحقيقات حول الدور الروسي في الانتخابات، وستساعد "الجمهوريين" على الفوز بمقاعد في الكونغرس خلال انتخابات نونبر القادم. وفي قطر، توقفت افتتاحية صحيفة (الراية) عند موقف قطر من واقع حقوق الإنسان في ليبيا، حين أكدت عبر وفدها الدائم لدى مكتب الأممالمتحدة بجنيف، خلال الحوار التفاعلي حول تقرير المفوض السامي بهذا الخصوص، ان "استمرار حالة الإفلات من العقاب للأشخاص المتهمين بارتكاب انتهاكات حقوق الإنسان في ليبيا يزيد من الفوضى التي تعد بيئة خصبة للمرتزقة ومرتعا للإرهاب الذي يجب أن يتداعى لمواجهته الجميع بروح من المسؤولية". وأضافت الصحيفة أنه، في ضوء ما أثاره تقرير المفوض السامي من قلق بخصوص "استمرار القتال بين الأطراف الليبية وانتهاكات القانون الدولي لحقوق الإنسان، واستهداف المرافق المدنية وفرض الحصار على المدن وسط صمت دولي مرفوض"، فقد "آن الأوان" لتتحمل الأطراف الليبية، بمساعدة المجتمع الدولي، "مسؤولية حشد الجهود الوطنية لحفظ الأمن وبسط سيادة الدولة على كامل أراضيها وحماية حدودها والحفاظ على مواردها وضمان تطبيق القانون وتحقيق العدالة وبناء دولة القانون". وعلى صعيد آخر، اهتمت صحيفتا (الوطن) و(الراية)، في افتتاحيتيهما، بالاجتماع الأول لمجلس إدارة اللجنة العليا للمشاريع والإرث لعام 2018 برئاسة أمير البلاد، باعتباره جزءا من "التنسيق" الجاري بين الجهات المعنية، لتأكيد التزامها بالموعد المحدد لتنفيذ ما تتطلبه استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم (قطر 2022) من مشاريع عملاقة، مسجلتان "أهمية استراتيجية التنويع الاقتصادي والاستثماري التي تنتهجها قطر في شتى المجالات خاصة في تحضيرها لهذه البطولة". وارتباطا أيضا بالشأن الدولي، جاء في مقال نشرته صحيفة (الوطن) حول "دلالات إقالة تيلرسون"، التأكيد أنه "لا يوجد عامل واحد يفسر هذا القرار في هذا التوقيت وبهذه الطريقة المهينة"، مرجحا أنه "نتاج مجموعة مركبة من العوامل"، بعضها ذاتي خاص ب"شخصية ترامب نفسه"، وبعضها الآخر يتعلق بعوامل موضوعية "تدفع" بالإدارة الأمريكية الحالية "نحو الهروب إلى الأمام من مشاكلها الداخلية باتخاذ مواقف أكثر تطرفا ورديكالية على الصعيد الخارجي". وحذر كاتب المقال من أن هذا القرار قد "يمهد لقرارات أكثر خطورة، في مقدمتها إلغاء الاتفاق الخاص ببرنامج إيران النووي في مايو القادم، ومنح ضوء أخضر لإسرائيل إن هي قررت القيام بعمل عسكري ضد (حزب الله)، حتى ولو خاطرت بإشعال حرب إقليمية"، فضلا عما قد ينجم عن "إضعاف محور إيران- سوريا-حزب الله من تقويض للطموحات الدولية والشرق أوسطية لروسيا البوتينية"، وهو ما لا ي ستبعد معه، براي الكاتب، أن "يكون ترامب قرر المغامرة بضرب عدة عصافير بحجر إسرائيلي واحد". وفي الأردن، كتبت صحيفة (الدستور) في مقال بعنوان "عودة القيصر.."، أن فوز فيلاديمير بوتين الساحق في الانتخابات الرئاسية لولاية أخرى يعيد التوازن إلى العالم، ويشكل صفعة لأمريكا وللغرب عموما، ويؤسس لمرحلة جديدة في السياسة الدولية، أهم مرتكزاتها أن أمريكا لم تعد القطب الوحيد. ويرى كاتب المقال أن أكثر المستفيدين أو بالأحرى المبتهجين ب "عودة القيصر"، هو الشعب الفلسطيني خاصة، والشعوب العربية عامة، رغم أن بوتين ليس عدوا لإسرائيل، ولكنه أيضا ليس عدوا للشعب الفلسطيني بل صديقا له، ويؤيد حقوقه الوطنية والتاريخية، وخاصة حقه في تقرير المصير، وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشرقية، وعودة اللاجئين، وفقا لقرارات الشرعية الدولية. وفي موضوع آخر، علقت صحيفة (الغد)، في مقال، على تعيين ميك بومبيو وزيرا للخارجية الأمريكية، مشيرة إلى أن "أهم ما في تعيينه أنه شخص يخبر الرئيس الأمريكي ما يريد سماعه، ويسير على خطاه في السياسة والحياة الشخصية على السواء، ما يزيد من شخصنة السياسة الأمريكية ويفقدها الرؤية الاستراتيجية". وبرأي كاتب المقال فإنه عدا تشابه مواقف بومبيو مع الرئيس الأمريكي، فإن المؤشرات حتى الآن تفيد بأنه "لا يمتلك تصورا متكاملا قائما على مبادئ للسياسة الخارجية"، مرجحا أن "يروج لأفكار كالتي يرددها ترامب من نوع (الواقعية المسؤولة)"، وهو ما يشي، يضيف الكاتب، بان السياسة الأمريكية "ستمضي في مسار تفكيك النظام الدولي الليبرالي، نحو المزيد من السياسات القومية والمركنتلية (الحماية التجارية) وعدم الانفتاح". أما صحيفة (الرأي)، فاهتمت بالزيارة التي قام بها العاهل الأردني لهولندا ومساهمتها في فتح آفاق جديدة للاقتصاد وجذب الاستثمار، مشيرة في افتتاحيتها إلى أن هذه الزيارة توجت بعقد اتفاقيات تضاف إلى اتفاقيات كثيرة تمت على مدى الزيارات الملكية إلى دول أخرى مؤثرة. وفي البحرين، لفتت صحيفة (الوطن) الى أن الجيش الإسرائيلي اعترف لأول مرة بمسؤوليته عن غارة جوية استهدفت في 5 شتنبر 2007 منشأة في شرق سوريا يشتبه بأنها كانت تؤوي مفاعلا نوويا تطوره دمشق سرا، في إعلان وصفته إسرائيل بأنه بمثابة "تحذير لإيران"، مضيفة أن الشكوك التي طالما حامت حول مسؤولية تل أبيب عن ذاك الهجوم الخاطف، تأكدت بالفعل. وسجلت اليومية، في مقال لأحد كتابها، أن كل أصابع الاتهام كانت تشير إلى وقوف سلاح الجو الإسرائيلي خلف تلك الغارة، إلا أنها المرة الأولى التي تعلن فيها تل أبيب صراحة مسؤوليتها عن تدمير هذه المنشأة السورية. وتحت عنوان "أحمد نجاد وخامنئي.. النار تحت الرماد"، أبرزت صحيفة (الأيام) أن الانتقادات اللاذعة التي وجهها الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد، للمرشد علي خامنئي، فتح ملف العلاقة بين الرجلين، التي "كانت جيدة في ظاهرها لكنها انطوت فيما يبدو على صراع خفي". وأوضحت الصحيفة أن أحمدي نجاد اتهم المرشد ب "نهب أموال الإيرانيين"، مقدرا ثروة المؤسسات التي تخضع لخامنئي "بدون رقابة" بما يعادل حوالي 190 مليار دولار أمريكي، في تصعيد غير متوقع لخلاف ظل طي الكتمان بينهما، مستحضرة إشارة نجاد الى أن "الاستياء الشعبي العام من أداء النظام شديد وخطير، ويتسع بسرعة كبيرة".