تزامناً مع اليوم العالمي لمناهضة الميز العنصري، أطلقت جمعية الأيادي المتضامنة حملة تحسيسية موجهة للرأي العام المغربي بأهمية التعايش ونبذ التفرقة والعنصرية، خصوصاً ضد المهاجرين من دول جنوب الصحراء ذوي البشرة السوداء. وتهدف الجمعية، التي تنشط في مجال الهجرة شمال المغرب، من خلال هذه الحملة، إلى مناهضة التنقيص من شأن المهاجرين القاطنين في المغرب أو استعمال مصطلحات غير محترمة، مثل "عزي"، "كحل"، "أبرشان"، "شكولاطة"، "كحلوش"؛ وهي المصطلحات يطلقها بعض المغاربة على المهاجر أسود اللون أو يشيرون بها إلى المهاجرين. وتركز جمعية الأيادي المتضامنة على التربية والتحسيس من أجل القضاء على الميز العنصري، إذ اعتبرت في بيان لها "أن العنصرية لا تنبع من نوع البشرة، العرق، الدين أو الجنس، بل من العقل البشري"، وأكدت أن "الحل في مواجهة التمييز العنصري والنفور من الآخر وسائر مظاهر عدم المساواة ينبغي أن يمر عبر القضاء على المفاهيم الزائفة المتعلقة بتفوق جنس بشري على آخر، إضافة إلى تعزيز دور المهاجرين وخلق فضاءات للتمازج الثقافي والتثاقف الحضاري والتقرب للمهاجرين القاطنين في المغرب". وقالت شيرين الحبنوني، مسؤولة التواصل في الجمعية، إن الحملة تتضمن إحداث رواق بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان بهدف تحسيس الطلبة بأهمية التعايش ونشر قيم السلم والسلام، إضافة إلى صورة تعبيرية لتداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وأضافت الحبنوني أن الجمعية نظمت "قافلة التعايش" منذ بداية الموسم الدراسي بتعاون مع الوزارة المنتدبة لدى وزير الخارجية المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، استهدفت 1046 تلميذا وتلميذة من مدن تطوان، الحسيمة، الناظور، طنجة، مارتيل، المضيق، الفنيدق، العرائش وأصيلا. وتعاظمت مظاهر التمييز العنصري ضد الأجانب من دول جنوب الصحراء، خصوصاً في السنوات الأخيرة التي عرفت إطلاق المملكة المغربية حملة كبيرة لتسوية الوضعية القانونية لآلاف المهاجرين، الذين بات عدد كبير منهم يقيمون بشكل قانوني فوق التراب الوطني. لكن نسبة مهمة من هؤلاء المهاجرين لم ينالوا حظهم من التسوية القانونية، وباتوا يعيشون في المغرب بطريقة غير قانونية. وغالباً ما يجتمع هؤلاء في أماكن للسكن بشكل عشوائي، خصوصاً في المدن الكبيرة، مثل الدارالبيضاء والرباط وطنجة، ما يعرضهم لحملات عنصرية من طرف بعض المغاربة. ويقصد بالتمييز العنصري، حسب الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري، أي تمييز أو استثناء أو تقييد أو تفصيل يقوم علي أساس العرق أو اللون أو النسب أو الأصل القومي أو الإثني، ويستهدف أو يستتبع تعطيل أو عرقلة الاعتراف بحقوق الإنسان والحريات الأساسية أو التمتع بها أو ممارستها. واختارت الأممالمتحدة هذه السنة الاحتفال بهذا اليوم الدولي تحت شعار "تعزيز التسامح والشمول والوحدة والاحترام للتنوع في سياق مكافحة التمييز العنصري"؛ وهو الشعار الذي يتماشى مع الأحداث الحالية التي يعرفها العالم، حيث لازالت مظاهر التمييز العرقي والعنصرية والتعصب منتشرة في عدة مناطق.