اختارت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية شعار "الطقس والمناخ: التدبير والتدبر"، لاحتفالها باليوم العالمي للأرصاد الجوية، الذي يصادف ال23 من مارس من كل سنة. مديرية الأرصاد الجوية في بلاغ لها، توصلت به هسبريس، أوردت أن "الطقس والمناخ والماء عناصر حيوية لرفاه وصحة المجتمع، وأمنه الغذائي، كما أنها يمكن أيضا أن تكون مدمرة"، وأوضحت أن "الظواهر القصوى، مثل الأعاصير المدارية والأمطار الغزيرة وموجات الحرارة والجفاف والعواصف الشتوية ودرجات الحرارة المنخفضة إلى حد التجمد، قد تسببت في إزهاق الأرواح وتدمير سبل العيش على مر العصور؛ غير أن تغير المناخ ينعكس بوضوح من خلال زيادة شدة ووتيرة بعض هذه الظواهر". وأكدت المديرية أن الظواهر القصوى المتطرفة في بداية عام 2018 استكمالا لما شهده عام 2017 عرفت استمرار الطقس الشديد، و"كان موسم الأعاصير عام 2017 هو الأكثر تكلفة من أي وقت مضى بالنسبة إلى الولاياتالمتحدة وقضى على ما أثمرت عنه التنمية خلال عقود في الجزر الصغيرة في منطقة البحر الكاريبي، مثل دومينيكا". وشددت "الأرصاد الجوية" على أن لمغرب، كباقي دول العالم، لا يستثنى من انعكاسات التغيرات المناخية، موردة أن الحالة الجوية أصبحت تتسم بارتفاع وتيرة الظواهر الجوية القصوى، و"كمثال على ذلك فيضانات 2008-2009-2010 و2014، وتواتر موجات الحر خلال هذا الصيف، بالإضافة إلى موجات البرد شتاء هذه السنة"، موضحة أن "التقرير الخامس الذي أصدرته الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (GIEC)، التابعة للأمم المتحدة، أكد علميا حقيقة التغيرات المناخية وارتفاع درجة حرارة الأرض، وأشار كذلك إلى أن الأنشطة البشرية قد تكون المسؤول الأول عن أسباب ارتفاع درجة حرارة الأرض خلال السنوات الأخيرة". ويعد اليوم العالمي للأرصاد الجوية، يقول البلاغ، مناسبة للتعريف بدور الأرصاد الجوية الوطنية في المحافظة على الأشخاص والممتلكات، مشددا على أنه من أجل القيام بمهامها من رصد وملاحظة وقياس وتنبؤ والقيام بجميع الأنشطة التي تساهم في حماية الأشخاص والممتلكات، "تسخر مديرية الأرصاد الجوية الوطنية طاقات بشرية ذات كفاءة عالية، من مهندسين وتقنيين، تعمل بأحدث الآليات والتقنيات من أجل توفير أدق المعلومات الرصدية". كما تقوم على إرساء أرصاد جوية قطاعية تعتمد على سياسة القرب، وعلى تبني معايير تتميز بالدقة والجودة العالية وتستند إلى تنمية البحث العلمي واستعمال التكنولوجيا المتطورة وتأهيل الموارد البشرية. ونظرا للتحديات الجديدة التي أصبح يواجهها المغرب كسائر بلدان العالم بسبب التغيرات المناخية وارتفاع وتيرة وحدة الظواهر القصوى، وأمام الاهتمام المتزايد للمواطنين وكذا المشرفين على كل القطاعات الحيوية بتتبع أحوال الطقس والتفاعل مع المعلومات المناخية، "تعمل مديرية الارصاد الجوية الوطنية بشكل متواصل على تطوير نظام الإنذار الرصدي وجودة التنبؤات الرصدية على الصعيدين الجهوي والمحلي، بالإضافة إلى تحسين السهر الرصدي المتمثل في رصد وتتبع الظواهر الجوية على كل المستويات"، تقول المديرية. وتسخر لذلك شبكة تتكون من 44 مركزا إقليميا مزودا بالموارد البشرية ذات كفاءة والآليات الضرورية، و156 محطة رصد آلية أوتوماتكية، وأزيد من 500 محطات مناخية، و5 محطات بحرية، بالإضافة إلى آليات حديثة ومتطورة للاستشعار عن بعد، كسبعة رادارات لمراقبة الطقس وتتبع نشاط السحب والعواصف الرعدية وصور الأقمار الصناعية وشبكة لرصد الصواعق ومحطات لقياس عناصر الأرصاد الجوية المختلفة في طبقات الجو العليا. كما ترتكز على الدعم الجهوي من أجل تركيز سياسة القرب والرفع من دقة التنبؤات وآجال الاستباق في الإنذارات. كما عملت مديرية الأرصاد الجوية الوطنية، وفق البلاغ ذاته، على تحسين دقة وكفاءة النماذج العددية، وتزويد الدراسات والأبحاث حول المناخ بالمعلومات الرصدية الضرورية التي تمكّن من بناء قاعدة للبيانات والمعارف المناخية تساعد على تقديم خدمات مناخية موثوقة قائمة على العلم لدعم التنمية المستدامة وبناء القدرة على التعايش مع المناخ. وتعمل المديرية على إمداد جميع القطاعات الحيوية بمعلومات دقيقة وضرورية لاتخاذ القرار ووضع استراتيجيات التأقلم للحد من آثار وانعكاسات التغيرات المناخية. لأجل ذلك، طورت المديرية عدة منتوجات رصدية خاصة لمساعدة شركائها وزبنائها على اتخاد التدابير اللازمة من أجل الحد من الخسائر المادية والبشرية، كالنشرات الخاصة بالطرق والسكك الحديدية والملاحة الجوية والبحرية والفلاحة. وسعيا منها إلى تحسين الخدمات الرصدية، وضعت مديرية الأرصاد الجوية الوطنية مخططا لإرساء منظومة للجودة تخص جميع أنشطة المديرية، وتهدف إلى تطبيق أفضل الممارسات والمناهج والأساليب من أجل تحسين الخدمات المقدمة للمستفيدين. "ويهدف نظام الإنذار إلى السبق في اتخاذ التدابير اللازمة خلال الحالات الجوية القصوى لإعطاء المسؤولين والجهات المعنية الوقت الكافي للتدخل"، تقول المديرية، مضيفة: "تم تطوير منظومة هذا الإنذار المبكر بشراكة مع عدة قطاعات، وتقوم المديرية بإصدار نشرات إنذارية دقيقة وموجهة لكافة القطاعات السوسيو اقتصادية (كالوقاية المدنية والفلاحة ووكالات الحوض المائية، والإعلام ...)، فالمعلومة الرصدية التي يتم إرسالها لهذه القطاعات تعطي تفاصيل دقيقة، وعلى "ضوء هذه المعلومات تقوم مختلف الجهات بتحديد برنامج عمل استعجالي لتفادي آثار الفيضانات أو موجات البرد أو التساقطات الكثيفة للثلوج ... إلخ". وخلال هذه السنة التي سجلت فيها أرقاما قياسية من ناحية التساقطات الثلجية، لعبت مديرية الأرصاد الجوية الوطنية، بتنسيق مع السلطات المحلية وكل المتدخلين من مديريات جهوية ومصالح الوقاية المدنية والصحة ومصالح الطرق والتجهيز، دورا كبيرا في الحد بشكل كبير من آثار هذه الحالات القصوى للطقس.