تحت شعار “الشمس والأرض والطقس”، أحيت مديرية الأرصاد الجوية، أول أمس السبت، وعلى غرار 189 دولة عضوا في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، اليوم العالمي للأرصاد الجوية الذي يصادف 23 مارس من كل سنة. وتعد الشمس قلب النظام الشمسي والمحدد الرئيسي للطقس والمناخ والحياة على الأرض، بالإضافة إلى تزويد الكوكب بما يكفي من الحرارة الضرورية لازدهار الكائنات الحية. وبدون الضوء والحرارة المنبعثين من الشمس باستمرار، ستتوقف كل الحياة على الأرض كما أن طاقة الشمس هي المحرك الأساسي لدورة الماء من خلال عملية التبخر المستمر للمياه، والتي تشكل بعد ذلك سحبا تعطي أمطارا. وتظهر قياسات الأقمار الصناعية على مدار الثلاثين عاما الماضية أن إنتاج الطاقة الشمسية لم يزد، وأن احترار المناخ لا يمكن أن يعزى إلى التغيرات في النشاط الشمسي. وإذا استمرت تركيزات غازات الدفيئة في التطور بنفس معدل اليوم، فقد نشهد ارتفاعا في درجات الحرارة تتراوح ما بين 3 و5 درجات مئوية بحلول نهاية القرن، وهذه القيم تتجاوز كثيرا السقف المحدد في اتفاقية باريس المناخية، والتي تهدف إلى احتواء الزيادة في متوسط درجة الحرارة أقل من 2 درجتين وأن تكون أقرب ما يمكن من 1.5 درجة مئوية. كما تعتبر الشمس مصدرا مهما للطاقة لمكافحة التغير المناخي وخير بديل مستدام للطاقة الأحفورية حيت أصبحت الطاقة الشمسية أرخص ومتاحة على نطاق أوسع، ويمكن أن تعوض الوقود الأحفوري مثل الفحم أو النفط في انتاج الطاقة. على الصعيد الوطني تمتلك المملكة المغربية أحد أعلى معدلات الإشعاع الشمسي في العالم حيت أطلق المغرب مشاريع كبرى متعلقة بالطاقة الشمسية، وأضحى بلدا رائدا في المنطقة بل على مستوى العالمي في هذا المجال. وتعد محطة نور للطاقة الشمسية الحرارية بالمغرب من أكبر المحطات الحرارية في العالم. وتعد قياسات الإشعاع الشمسي التي توفرها مصالح الأرصاد الجوية ضرورية لصناع القرار في صناعة الطاقة الشمسية حيت تساهم مديرية الأرصاد الجوية بشكل متواصل بمواكبة المشاريع البيئية المستدامة من خلال إمداد مختلف الشركاء بمعلومات ومعارف علمية وخدمات تركز على الطقس والمناخ والبيئة. وتقوم المديرية بتتبع وقياس الإشعاع الشمسي حيت تعتمد لإجراء هذه القياسات على أدوات دقيقة وحساسة تعطي معلومات حول مقدار الإشعاع الشمسي بالإضافة إلى تزويد شركاءها بمعلومات حول عدد الأيام المشمسة في السنة كما تتوفر المديرية على قاعدة بيانات مهمة في هذا المجال. ويعد اليوم العالمي للأرصاد الجوية مناسبة للتعريف بدور الأرصاد الجوية الوطنية في المحافظة على الاشخاص والممتلكات. ومن أجل القيام بمهامها من رصد وملاحظة وقياس وتنبؤ والقيام بجميع الأنشطة التي تساهم في حماية الأشخاص والممتلكات، تسخر مديرية الأرصاد الجوية الوطنية طاقات بشرية ذات كفاءة عالية من مهندسين وتقنيين تعمل بأحدث الآليات والتقنيات من أجل توفير أدق المعلومات الرصدية. وفي هذا السياق، تقوم المديرية على إرساء أرصاد جوية قطاعية تعتمد على سياسة القرب وعلى تبني معايير تتميز بالدقة والجودة العالية وتستند على تنمية البحث العلمي واستعمال التكنولوجيا المتطورة وتأهيل الموارد البشرية. ونظرا للتحديات الجديدة التي أصبح يوجهها المغرب كسائر بلدان العالم بسبب التغيرات المناخية وارتفاع وتيرة وحدة الظواهر القصوى، وأمام الاهتمام المتزايد للمواطنين وكذا المشرفين على كل القطاعات الحيوية بتتبع أحوال الطقس والتفاعل مع المعلومات المناخية، تعمل مديرية الارصاد الجوية الوطنية بشكل متواصل على تطوير نظام الإنذار الرصدي وجودة التنبؤات الرصدية على الصعيدين الجهوي والمحلي بالإضافة إلى تحسين السهر الرصدي المتمثل في رصد وتتبع الظواهر الجوية على كل المستويات. وتسخر لذلك شبكة تتكون من 44 مركزا إقليميا مزودا بالموارد البشرية ذات كفاءة والاليات الضرورية، و156 محطة رصد آلية اوتوماتكية، وأزيد من 500 محطات مناخية و5 محطات بحرية، بالإضافة إلى آليات حديثة ومتطورة للاستشعار عن بعد ك7 رادارات لمراقبة الطقس وتتبع نشاط السحب والعواصف الرعدية، وصور الاقمار الصناعية، وشبكة لرصد الصواعق ومحطات لقياس عناصر الأرصاد الجوية المختلفة في طبقات الجو العليا، كما ترتكز على الدعم الجهوي من أجل تركيز سياسة القرب والرفع من دقة التنبؤات وآجال الاستباق في الإنذارات. وتعمل المديرية على إمداد جميع القطاعات الحيوية بمعلومات دقيقة وضرورية لاتخاذ القرار ووضع استراتيجيات التأقلم للحد من آثار وانعكاسات التغيرات المناخية. ولأجل ذلك طورت المديرية عدة منتوجات رصدية خاصة لمساعدة شركائها وزبنائها على اتخاذ التدابير اللازمة من أجل الحد من الخسائر المادية والبشرية كالنشرات الخاصة بالطرق والسكك الحديدية والملاحة الجوية والبحرية.