تحتفل المنظمة العالمية للأرصاد الجوية يوم 23 مارس من كل سنة باليوم العالمي للأرصاد الجوية، تخليدا لذكرى تأسيس المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في 23 مارس من عام 1950، حيث اختارت شعار "الشمس والأرض والطقس". وأوردت مديرية الأرصاد الجوية الوطنية، في بلاغ صحافي، توصلت به هسبريس، أن الشمس تعد قلب النظام الشمسي والمحدد الرئيسي للطقس والمناخ والحياة على الأرض، بالإضافة إلى تزويد كوكب الأرض بما يكفي من الحرارة الضرورية لازدهار الكائنات الحية. وشددت المديرية على أنه بدون الضوء والحرارة المنبعثين من الشمس باستمرار ستتوقف كل الحياة على الأرض، كما أن طاقة الشمس هي المحرك الأساسي لدورة الماء من خلال عملية التبخر المستمر للمياه، والتي تشكل بعد ذلك سحبا تعطي أمطارا تسقط على الأرض. وعلاقة بالطقس والمناخ، قال البلاغ، ف"منذ بداية العصر الصناعي، أي منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر، ارتفع متوسط درجة الحرارة في العالم بنحو 1 درجة مئوية"، موردا أنه في حالة إذا استمرت تركيزات غازات الدفيئة في التطور بنفس معدل اليوم، ف"قد نشهد ارتفاعًا في درجات الحرارة تتراوح ما بين 3 و5 درجات مئوية بحلول نهاية القرن. وهذه القيم تتجاوز كثيرا السقف المحدد في اتفاقية باريس المناخية، والتي تهدف إلى احتواء الزيادة في متوسط درجة الحرارة أقل من 2 درجتين وأن تكون أقرب ما يمكن من 1.5 درجة مئوية". وتُظهر قياسات الأقمار الصناعية على مدار الثلاثين عامًا الماضية أن إنتاج الطاقة الشمسية لم يزد وأن احترار المناخ لا يمكن أن يعزى إلى التغيرات في النشاط الشمسي؛ بل إلى الأنشطة البشرية وهو المعطى الذي أكدته تقارير خبراء التغيرات المناخية. كما تعتبر الشمس مصدرًا مهمًا للطاقة لمكافحة التغير المناخي وخير بديل مستدام للطاقة الأحفورية، حيث أصبحت الطاقة الشمسية أرخص ومتاحة على نطاق أوسع، ويمكن أن تعوض الوقود الأحفوري مثل الفحم أو النفط في إنتاج الطاقة. على الصعيد الوطني، يقول البلاغ، يمتلك المغرب أحد أعلى معدلات الإشعاع الشمسي في العالم، حيت أطلق مشاريع كبرى متعلقة بالطاقة الشمسية، وأضحى بلدا رائدا في المنطقة بل على مستوى العالمي في هذا المجال، وتعد محطة نور للطاقة الشمسية الحرارية بالمغرب من أكبر المحطات الحرارية في العالم. وتعد قياسات الإشعاع الشمسي التي توفرها مصالح الأرصاد الجوية ضرورية لصناع القرار في صناعة الطاقة الشمسية، حيث تسهم مديرية الأرصاد بشكل متواصل بمواكبة المشاريع البيئية المستدامة من خلال إمداد مختلف الشركاء بمعلومات ومعارف علمية وخدمات تركز على الطقس والمناخ والبيئة. كما تقوم المديرية بتتبع وقياس الإشعاع الشمسي، حيث تعتمد لإجراء هذه القياسات على أدوات دقيقة وحساسة تعطي معلومات حول مقدار الإشعاع الشمسي، بالإضافة إلى تزويد شركائها بمعلومات حول عدد الأيام المشمسة في السنة، كما تتوفر المديرية على قاعدة بيانات مهمة في هذا المجال. ويعد اليوم العالمي للأرصاد الجوية، يؤكد البلاغ، مناسبة للتعريف بدور الأرصاد الجوية الوطنية في المحافظة على الأشخاص والممتلكات؛ ف"من أجل القيام بمهامها من رصد وملاحظة وقياس وتنبؤ والقيام بجميع الأنشطة التي تسهم في حماية الأشخاص والممتلكات، تسخر مديرية الأرصاد الجوية الوطنية طاقات بشرية ذات كفاءة عالية من مهندسين وتقنيين تعمل بأحدث الآليات والتقنيات من أجل توفير أدق المعلومات الرصدية". كما تقوم على إرساء أرصاد جوية قطاعية تعتمد على سياسة القرب وعلى تبني معايير تتميز بالدقة والجودة العالية، وتستند على تنمية البحث العلمي واستعمال التكنولوجيا المتطورة وتأهيل الموارد البشرية. ونظرا للتحديات الجديدة التي أصبح يواجهها المغرب كسائر بلدان العالم بسبب التغيرات المناخية وارتفاع وتيرة وحدة الظواهر القصوى، وأمام الاهتمام المتزايد للمواطنين والمشرفين على كل القطاعات الحيوية بتتبع أحوال الطقس والتفاعل مع المعلومات المناخية، تؤكد مديرية الأرصاد الجوية الوطنية أنها تعمل بشكل متواصل على تطوير نظام الإنذار الرصدي وجودة التنبؤات الرصدية على الصعيدين الجهوي والمحلي بالإضافة إلى تحسين السهر الرصدي المتمثل في رصد وتتبع الظواهر الجوية على كل المستويات. وتتكون مديرية الأرصاد من 44 مركزا إقليميا مزودا بالموارد البشرية ذات كفاءة والآليات الضرورية و156 محطة رصد آلية أوتوماتكية وأزيد من 500 محطات مناخية و5 محطات بحرية، بالإضافة إلى آليات حديثة ومتطورة للاستشعار عن بُعد، منها 7 رادارات لمراقبة الطقس وتتبع نشاط السحب والعواصف الرعدية وصور الأقمار الصناعية وشبكة لرصد الصواعق ومحطات لقياس عناصر الأرصاد الجوية المختلفة في طبقات الجو العليا. كما ترتكز على الدعم الجهوي من أجل تركيز سياسة القرب والرفع من دقة التنبؤات وآجال الاستباق في الإنذارات. وتعمل المديرية على إمداد جميع القطاعات الحيوية بمعلومات دقيقة وضرورية لاتخاذ القرار ووضع إستراتيجيات التأقلم للحد من آثار وانعكاسات التغيرات المناخية؛ لأجل ذلك طورت المديرية عدة منتوجات رصدية خاصة، لمساعدة شركائها وزبنائها على اتخاذ التدابير اللازمة من أجل الحد من الخسائر المادية والبشرية كالنشرات الخاصة بالطرق والسكك الحديدية والملاحة الجوية والبحرية.