مَا أنْ أنهى سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، كلمته في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الجهوي الخامس لحزب "المصباح" بجهة سوس ماسة، المنظم بمدينة الدشيرة الجهادية، مساء السبت، حتى انطلق عدد من المتابعين في عقْد مقارنة بين حجم الحضور الذي استقطبه العثماني، ونظيره الذي حضر إلى الساحة نفسها، حينَ حلَّ بها عبد الإله بنكيران، الأمين العام السابق للحزب، خلال حملة الانتخابات التشريعية لسنة 2016. وبالرغم من أنَّ عدد الذين حضروا للإنصات إلى العثماني أقلّ بكثير من عدد الذين استقطبهم بنكيران، فإنَّ بعض أنصار حزب العدالة والتنمية يروْن أنَّ السياق الذي التقى فيه بنكيران بأهل سوس مختلف عن السياق الذي التقاهم فيها العثماني، حيث إنَّ الحملات الانتخابية تشهد إقبالا أكبر للمواطنين على المهرجانات الخطابية، معتبرين أنَّ مسار الثقة في حزب "المصباح" ما زال مستمرا، بالرغم من كل شيء. في المقابل، ذهب متابعون آخرون، في ردود على ما نشره أنصار حزب العدالة والتنمية، على صفحاتهم في الشبكات الاجتماعية، إلى أنَّ ثمّة فرقا شاسعا بين الأعداد الغفيرة التي استقطبها بنكيران في المناسبتيْن اللتيْن حلّا فيهما بسوس وبين عدد الذين حضروا لقاء العثماني، مساء السبت، ويروْن أن هناك فرقا شاسعا بين المرحلتيْن. رشيد لزرق، الباحث في العلوم السياسية، علّق على هذه المقارنات، وقال في تصريح لهسبريس إنَّ الحضور القليل للقاء العثماني مردُّه إلى الاختلاف التنظيمي بين تيار داخل حزب العدالة والتنمية يدعو إلى ضرورة البقاء في الحكومة والعمل على انتهاج سياسة التهدئة، لكون الظروف الإقليمية والدولية لا تساعد على المزايدة؛ وبين تيار أتباع بنكيران الذين يعمدون إلى المزايدة، ولعب دور المعارضة. واعتبر الباحث في العلوم السياسية أنَّ من العناصر الأساسية التي كانت تحشد أنصار حزب العدالة والتنمية إلى المهرجانات الخطابية لعبد الإله بنكيران أنَّ هذا الأخير أنّ هذا الأخير لم تكن خطاباته مبنية على أساس برنامج أو رؤية تدبيرية أو مشروع اقتصادي، "بقدر ما كانت تبنى على نظرية الاستهداف، وهذه النظرية تمكّن من توحيد الصفوف والتعبئة وترك الطموحات الشخصية والخلافات الداخلية جانبا"، على حد تعبيره. وجوابا عن سؤال حول ما إنْ كان ضعف الحضور إلى لقاء العثماني بسوس مؤشرا على تراجع شعبية حزب العدالة والتنمية، قال لزرق: "من الصعب الاعتماد على الحضور القليل لمهرجان العثماني للجزم في مسألة تراجُع شعبية العدالة والتنمية؛ فقوة هذا الأخير ترجع بالأساس إلى جناحه الدعوي، حركة التوحيد والإصلاح، وليس إلى العثماني أو بنكيران".