اهتمت الصحف العربية، الصادرة اليوم السبت، بعدة مواضيع، أبرزها سياسة إيران للسيطرة على ممر باب المندب البحري، والمشهد اليمني، والوضع بالأراضي الفلسطينية، ونتائج زيارة ولي العهد السعودي الى لندن، وأيضا مؤشرات استعار حرب تجارية عالمية وأخرى باردة وكذا تصاعد السباق نحو التسلح. ففي مصر ، قالت (الأهرام) إن إيران تشارك مع أكثر من أربعين دولة في التحالف الدولي لمواجهة القرصنة في خليج عدن عند مدخل باب المندب، لكن هذا التحالف، تضيف الصحيفة، مثله مثل التحالف الدولي لمواجهة الإرهاب عبارة عن "تجمع فضفاض وغير منظم من دول من مختلف أنحاء العالم، مصالحها متضاربة وعلاقاتها معقدة". وسجلت أن عمل هذا التحالف يتناقض تماما، مع سياسة إيران في المنطقة، التي تحرص على تعزيز دورها في الحفاظ على أمن باب المندب لتتحكم بذلك في ثاني الممرات المائية التي يمر عبرها النفط بعد مضيق هرمز. وأشارت إلى أن الدور الإيراني في اليمن يكمن جوهره في "رغبة طهران في البحث عن موطئ قدم لها عند ممر باب المندب، ومن هنا يتمثل الصراع العنيف بين الحوثيين وبين تحالف دعم الشرعية للسيطرة على الموانئ المطلة على الممر، وفي مقدمتها ميناء الحديدة، وإطلاق تهديدات من حين لآخر، بتعطيل الملاحة البحرية في البحر الأحمر". وفي موضوع آخر، توقفت (الجمهورية) في مقال بعنوان "أرواح الشهداء على طريق النصر" عند الاحتفال بيوم الشهيد، معتبرة أن تخليد هذه الذكرى "مناسبة للوقوف على حجم المعارك التي تخوضها القوات المسلحة دفاعا عن أرض مصر ضد العدوان الغادر القادم من الخارج أو الإرهاب الأسود الكامن بالداخل". أما (الأخبار) فذكرت أن مصر وفرنسا وقعتا أول أمس 4 اتفاقيات ثنائية بقيمة 60 مليون يورو، في مجالات الطاقة والنقل والرعاية الصحية والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، معتبرة أن هذه الاتفاقيات "نتاج عمل مشترك بين وزارات الاستثمار والتعاون الدولي والكهرباء والنقل والصحة مع الحكومة الفرنسية، من أجل توفير معيشة افضل للمواطنين في مختلف القطاعات". وفي السعودية، أبرزت يومية (الوطن) "التوافق السعودي البريطاني لتطوير العلاقات الثنائية "، وقالت إن زيارة ولي العهد السعودي إلى بريطانيا توجت ب"العدد الكبير من الصفقات التجارية الرئيسية التي تم الاتفاق عليها خلال زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى المملكة المتحدة، والتي من المتوقع أن تتجاوز ملياري دولار، مما يخلق ويؤم ن الوظائف والازدهار في البلدين". وذكرت بتأكيد لندن، في بيان مشترك صدر أمس، "دعمها القوي لرؤية المملكة 2030، وبرنامج السعودية للإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الهادف إلى تنويع الاقتصاد، وتحول المملكة إلى قوة استثمارية، وحليف إستراتيجي بمنطقة الشرق الأوسط". وفي الشأن اليمني، قالت يومية (عكاظ) إن "مليشيا الحوثي التي فشلت خططها في تعويض خسائرها البشرية بتجنيد الأطفال وطلاب المدارس، اضطرت في محاولة جديدة إلى توجيه أولوياتها إلى المتقاعدين العسكريين والمدنيين لحشدهم إلى جبهات القتال، وذلك بعد النكسة التي منيت بها نتيجة عزوف اليمنيين عن التجاوب مع حملات التجنيد التي دعت إليها الميليشيا خلال الأشهر الماضية". وأشارت الصحيفة، وفقا لمصادر يمنية محلية، إلى أن "لجانا حوثية باشرت أول أمس تحركاتها في مختلف مناطق سيطرة الميليشيات، ضمن ما أطلقت عليه بالمرحلة الثانية من التعبئة العامة، بهدف حشد المتقاعدين العسكريين والمدنيين، كآخر سلاح تحاول استخدامه في جبهات قتالها، مقابل وعود بصرف رواتبهم المعلقة منذ أكثر من عام". وفي نفس الموضوع، قالت صحيفة (اليوم) إن "الاحتجاجات الشعبية في العاصمة اليمنية صنعاء، متواصلة على خلفية استمرار مليشيا الحوثي في إخفاء الغاز المنزلي للأسبوع الثاني على التوالي"، مشيرة، وفق مصادرها في صنعاء، إلى أن "عشرات المواطنين قطعوا عددا من شوارع العاصمة، احتجاجا على استمرار أزمة الغاز المنزلي، ومنعوا حركات المركبات، رغم الانتشار الكثيف وغير المسبوق للمسلحين الحوثيين، وسط تخوفات من انتفاضة شعبية ضدهم". وفي الامارات، كتبت صحيفة (الاتحاد)، في مقال لأحد كتابها تحت عنوان "واشنطن - طهران.. أوان استراتيجية الردع"، أن المواجهة بين واشنطنوطهران "باتت مسألة قدرية حتمية تتسارع بها الخطوب في الأشهر الأخيرة"، مشيرة الى أن "عدة معالم وملامح تقودنا إلى القطع بذلك لعل أهمها تلك التصريحات الساخنة التي صدرت عن قائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط الجنرال جوزيف فوتيل" قبل أسبوعين تقريبا في شهادته أمام لجنة القوات المسلحة في الكونغرس الأمريكي. واضافت ان الأمريكيين "يعتبرون اليوم أن أنشطة إيران تشكل تهديدا ممتدا لأمن واستقرار المنطقة، ويؤكدون على أن سياسات الفتنة النائمة التي تمضي في نشرها خليجيا وشرق أوسطيا ، تزداد عبر السنين، وت شك ل قوة الشر الأخطر في عالمنا المعاصر"، مشيرة الى ان "العقلاء في الولايات المتحدة الأمريكية، لاسيما أجهزة الاستخبارات، وأصحاب مراكز الدراسات الاستراتيجية يدركون أن خطر إيران يتعاظم على نحو غير مسبوق، وبنحو خاص في الحرب السورية". ومن جانبها، كتبت صحيفة (الخليج) في مقال لأحد كتابها أن تداعيات "صفقة القرن" لن تقتصر على الفلسطينيين والإسرائيليين فقط،"فالطرف الفلسطيني المستهدف الرئيسي من هذه الصفقة لن يقبل بأقل من الحد الأدنى للمصلحة الوطنية الفلسطينية والمتمثل في الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية"، أما إسرائيل "فهي المستفيدة من هذه الصفقة لأنها تحصل على ما ليس حقا لها. وخلصت الصحيفة الى أنه بات يتحتم على الدول العربية والأوروبية، في هذا السياق، "مسارعة الزمن ومحاولة إقناع الولايات المتحدة بضرورة تعديل المبادرة، والإعلان الصريح عن تأييد حل الدولتين، والموافقة على المبادرة العربية التي ما زالت تشكل بابا واسعا لترجمة المبادرة الأمريكية على أرض الواقع". وفي قطر، نشرت صحيفة (الوطن) مقالا تحت عنوان "إحياء الحرب الجمركية .. تحولات وانعكاسات"، أشار فيه الكاتب الى أن قرار واشنطن فرض ضريبة جمركية ب25 بالمائة على واردات الصلب و10 بالمائة على واردات الألمنيوم لخفض عجزها التجاري البالغ 800 مليار دولار، ما هو إلا عودة إلى سياسة الحمائية و"انقلابا على العولمة" التي كانت في الأصل هي من فرضها على "قاعدة إزالة كل القيود والعوائق أمام انتقال حركة السلع والأفراد وحركة رؤوس الأموال"، لافتا الى أن هذا الإجراء وإن كان سينعش حركة مبادلاتها الداخلية فإنه لا محالة، سيلحق خسائر بميزان مبادلاتها الخارجية وسيقزم قدرتها على المنافسة، خاصة مع اعتزام اطراف السوق العالمي معاملتها بالمثل. واعتبر كاتب المقال أن استعادة أمريكا لحصتها من الناتج العالمي، والتي تدهورت الى نحو 18 في المائة بعدما كانت في خمسينات وستينيات القرن الماضي تناهز 60 في المائة، أصبحت "في حكم المستحيل" في ظل بروز منافسين أقوياء كالصين والبرازيل والهند وروسيا، مضيفا أنه لم يعد بإمكانها (أي واشنطن) نهج "سياسة مزدوجة" تتبنى فيها من جهة منطق "العولمة" لخدمة مصالح شركاتها المتعددة العالمية، ومن جهة ثانية "سياسة الحمائية"، وأنه لم يعد أمامها، برأيه، إلا أن "تقبل العيش وفق قدراتها ومعدلات نموها الجديدة التي تسمح بها وقائع المنافسة في السوق العالمية". وفي سياق هذا التسابق العالمي للهيمنة، تناولت الصحيفة في مقال آخر لأحد كتابها تحت عنوان "عودة إلى الحرب الباردة.. الطبعة الجديدة لسباق التسلح"، مؤشرات تنامي التوجه نحو طبعة جديدة لحرب باردة أخرى بسياقات وتمظهرات مختلفة، مع تنامي خطابات استعراض القوة بين القطبين والتسابق نحو التسلح وإذكاء مسبباته. واعتبر كاتب المقال أنه إذا كان من السهل فهم هذا الاندفاع نحو تجارة السلاح، من باب الرغبة الاقتصادية؛ تحفيزا، من جهة، لقاطرة النمو، والأمنية؛ من جهة أخرى، تحقيقا لردع مسبق يمنع وقوع العدوان ولا يكتفي فقط برده، فإنه لا ينبغي اغفال أنه وليد أيضا ما استجد واستفحل من أزمات سياسية إقليمية، وما اصبح عليه من حدة تنافس القوى الدولية الكبرى على التحكم في مصير العالم. وخلص الكاتب الى أنه في ظل هذه المؤشرات "يبقى السؤال مفتوحا بلا إجابة محددة عمن سيكونون ضحايا هذه الحرب الباردة الجديدة في العقد الثالث من القرن الحادي والعشرين" مع أمنية ملحة "ألا يكون (...) عالمنا العربي المكلوم بالهموم والخلافات من بين الضحايا". وفي الأردن، كتبت صحيفة (الغد) في مقال بعنوان "المقاومة ترعب الاحتلال"، أن القانونين اللذين أقرهما (الكنيست) الإسرائيلي مؤخرا، ويسمحان لسلطات الاحتلال بسحب الجنسية أو الإقامة الدائمة من النشطاء ومقاومي الاحتلال من المقدسيين والجولان المحتل، وكذا باحتجاز الشهداء الفلسطينيين لمدة غير محدودة، يصبان في التضييق على الفلسطينيين ومحاصرتهم والضغط عليهم، وهدفهما الأول محاولة إجهاض المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال. وأضافت الصحيفة أن هذين القانونين وغيرها من القوانين والاجراءات الإسرائيلية الجائرة وغير الشرعية لن تستطيع تحقيق أهداف الاحتلال، ولن تجهض المقاومة الشعبية الفلسطينية بكل أشكالها، مشيرة إلى أن الاحتلال جرب كل أنواع الضغط والخنق والتضييق "ولم يفلح، ولن يفلح، مهما حاول لتصفية القضية الفلسطينية التي ستبقى حية أبدا حتى تحرير الارض المحتلة". وعلاقة بالشأن الفلسطيني، ترى صحيفة (الدستور) أن قرار عقد المجلس الوطني الفلسطيني، آخر الشرعيات الفلسطينية، خلال الشهرين المقبلين، ربما يكون انبثق من حاجة القيادة الفلسطينية لتجديد شرعيتها، في مواجهة مشروع شطبها وشطب قضية شعبها الوطنية، تحت عنوان "مبادرة ترمب" و"صفقة القرن"، مشيرة إلى أن المجلس إن "نجح في إنجاز المهمة، وأضفى قدرا من التجديد و"التشبيب" على بنية المؤسسة القيادية الفلسطينية، يكون حقق الحد الأدنى من أهدافه". ومن المؤكد أن المجلس المقبل، تضيف الصحيفة، "سيعيد التأكيد ويجدد الثقة بالموقف الفلسطيني الصلب، الرافض لقرار ترمب ومبادرته"، مشيرة إلى أن هذا الموقف بدوره "سيكون إطارا مرجعيا ملزما لأي قيادة فلسطينية جديدة، سيصعب عليها الإفلات منه"، وستكون أي محاولة للهبوط بسقف المواقف الفلسطينية مستقبلا، "أصعب على أي مسؤول أو قائد فلسطيني"، وهو ما "يملي الاستجابة لقرار عقد المجلس، بدل مهاجمته، وتصويره بمثابة الطامة الكبرى". وفي الشأن المحلي، توقفت صحيفة (الرأي) عند اللقاء الذي جمع أمس رئيس الوزراء هاني الملقي والطاقم الوزراي، بشباب من مختلف محافظات المملكة، مشيرة إلى أن هذا اللقاء حمل "رسائل" مهمة للشريحة الأهم في المجتمع الأردني تمحورت حول دور هذه الفئة في تجاوز المحن والتحديات التي تواجه الأردن خصوصا الاقتصادية منها. وأضافت أن هذا اللقاء المفتوح بين الحكومة والشباب من كلا الجنسين، شكل حالة من العصف الذهني والحوار البناء بين الجانبين، وصولا لأفكار خلاقة تقوم على التشارك والتكامل بين الحكومة وجميع شرائح المجتمع الأردني للعمل يدا بيد لتجاوز كل التحديات، مشيرة إلى أن الحكومة أرادت إيصال رسائل مهمة لفئة الشباب تتمحور حول أهمية الاستغلال الإيجابي لطاقاتهم في تجاوز كل التحديات التي تواجه الوطن في مختلف نواحي الحياة، مع التأكيد على ضرورة الابتعاد عن الاستغلال السلبي لطاقات الشباب الهائلة والتي لاتعود على الوطن بخير. وفي البحرين، كتبت صحيفة ( البلاد) أن "قوات الحزام الأمني" و"التدخل السريع" في اليمن نجحت ضمن عملية "السيل الجارف"، بإسناد من قوات التحالف العربي، من اقتحام ومداهمة مواقع تنظيم "القاعدة" في المحفد، أكبر مديرية بمحافظة أبين اليمنية، وقامت "بتطهيرها من مسلحي "القاعدة" ما أسفر عن ضبط عناصر من التنظيم من بينهم مسؤوله المالي". وفي ملف كوريا الشمالية، لفتت صحيفة (الأيام) الى أن هناك قناعة لدى محللين سياسيين بأنه ليس لكوريا "نية التخلي عن سلاحها النووي وانها تفوقت على الرئيس الأمريكي حديث العهد بالدبلوماسية ودفعته الى الموافقة على عقد قمة مع زعيمها"، محذرين من أن الموافقة على اللقاء في وقت مبكر من عملية التقارب تمنح بيونغ يانغ ما كانت ترغب به بشدة من دون الحصول على تنازلات ملموسة في المقابل. ونقلت الصحيفة عن جيفري لويس، الخبير في مراقبة الاسلحة لدى معهد ميدلبيري للدراسات الدولية، قوله، في هذا الصدد، "إن كوريا الشمالية تطالب بعقد قمة مع رئيس أمريكي منذ أكثر من عشرين عاما"، وان "هذا الأمر كان هدفا رئيسيا لسياستها الخارجية"، مسجلا أن "كيم يدعو ترامب ليبرهن على أن استثماره في القدرات النووية والصاروخية أرغم الولايات المتحدة على معاملته على قدم المساواة".