تركز اهتمام الصحف العربية الصادرة، اليوم الخميس، على عدة مواضيع أبرزها، الانتخابات الرئاسية في مصر، وإطلاق جماعة الحوثي اليمنية صواريخ باليتستية في اتجاه مدن سعودية، والأزمة الدبلوماسية بين الغرب ورسيا، وذكرى يوم الأرض الفلسطيني، والتداعيات المحتملة للتغييرات في البيت الأبيض على السياسة الخارجية للولايات المتحدةالأمريكية إضافة إلى الأزمة السورية. ففي مصر، اهتمت الصحف المحلية بالانتخابات الرئاسية بعد إغلاق مراكز الاقتراع أمس، وكتبت صحيفة (الأهرام) ، في افتتاحيتها، أن المصريين "برهنوا على مدى وعيهم وحرصهم على الدولة المصرية والإنجازات التي تحققت عندما احتشدوا على مدى الأيام الثلاثة الماضية المخصصة للانتخابات الرئاسية، أمام اللجان للإدلاء بأصواتهم منحازين إلى الاستقرار وتعزيز الأمن". وأضافت اليومية، أن "أسبابا كثير دفعت المصريين إلى الخروج بهذه الأعداد وتلك الكثافة للإدلاء بأصواتهم، في مقدمتها أن المصريين شعروا بالإنجازات التي تحققت على مدى السنوات الأربع الماضية، ومنها ما تحقق في مجال الأمن ومحاربة الإرهاب". وفي الشأن الدولي، نشرت صحيفة (الجمهورية) مقالا بعنوان "عودة الحرب الباردة" قال فيه كاتبه، "إن المواجهة الحالية التي تتصاعد الآن وبسرعة غير عادية، بين الغرب ممثلا في الولايات المتحدة وأوروبا، وبين روسيا، تأخذ منحى خطيرا يعيد إلى الأذهان أجواء زمن الحرب الباردة، وحالة الاستقطاب الثنائي للعالم ما بين الشرق والغرب، والتي من المفروض أنها انتهت مع بداية تسعينيات القرن الماضي بسقوط الاتحاد السوفياتي ، وتفكك معسكره الشرقي. وتابع كاتب المقال، "هكذا، وفي إجراء غير مسبوق في حجمه ونوعه وسرعته، حتى في عصر الحرب الباردة، قامت أمريكا وكندا والنرويج وأوكرانيا واستراليا بالإضافة إلى 16 دولة من أعضاء الاتحاد الأوروبي، ثم قيادة حلف الأطلنطي، بإعلان جماعي بطرد 116 دبلوماسيا روسيا في توقيت واحد، من أراضيها، مضيفة أن "هذه المرة، تم الإعلان أن هذا الإجراء ليس ردا على تورط روسيا، من وجهة نظر هذه الدول، في جريمة تسميم (سكريبال) وابنته ، بل هي رد على مجمل الساسيات الروسية العدوانية ومحاولات روسيا زعزعة الاستقرار في أوروبا والعالم". وفي الامارات، كتبت صحيفة (البيان) في افتتاحيتها أن ميليشيا الحوثي تعتقد أن "صواريخها الباليستية الإيرانية سوف توفر لها الأمن والأمان، وتحقق الردع الذي تتوهمه، وها هي غارات طيران التحالف العربي لدعم الشرعية تنطلق لتدمر مقرات عسكرية ومنصات إطلاق الصواريخ الباليستية لميليشيا الحوثي الإيرانية في محافظة صعدة، وتسيطر على العديد من المواقع الاستراتيجية للعدو الحوثي". واعتبرت الصحيفة ان ما تفعله إيران من إمداد للميليشيا الحوثية بالسلاح والصواريخ الباليستية، "يفرض على المجتمع الدولي ألا يثق في التزام إيران بالاتفاق النووي، وهذا الاتفاق لا يمنع طهران من امتلاك السلاح النووي، وما تقوم به من تخريب وتآمر ومحاولات لفرض الهيمنة في المنطقة، يؤكد أن امتلاكها لهذا السلاح سيكون تهديدا للأمن والسلم الإقليمي والدولي، ولهذا يجب حسم الأمر مع إيران قبل فوات الأوان". وفي موضوع آخر، أكدت صحيفة (الخليج) أنه في يوم 30 مارس 1976 سجل الفلسطينيون في الجليل الأعلى "صفحة مضيئة في التاريخ الفلسطيني عندما هب سكان قرى عرابة وسخنين وكفر كنا ودير حنا وعرب السواعد في انتفاضة شعبية لمقاومة مخطط "تهويد الجليل" بعد قيام سلطات الاحتلال بمصادرة 21 ألف دونم من أراضي هذه القرى، انتهت بسقوط ستة شهداء وعشرات الجرحى خلال مواجهة مع القوات الإسرائيلية التي استخدمت الدبابات ضد المتظاهرين. واعتبرت أنه ومن يومها، كان "يوم الأرض" الفلسطيني إحياء لذكرى بطولة وحق، في مواجهة باطل وعدوان وتهويد، مضيفة وبعد اثنين وأربعين عاما ما زالت الأرض هي محور الصراع. وأضافت أنه في يوم الأرض هذا العام"نقف شهودا على مأساة تتواصل فصولها مزيدا من التهويد والضم والاستيطان، وعلى جهد دؤوب لمحو الذاكرة وتدمير الوعي، وعلى مؤامرات من فوق الطاولة وتحتها لتكريس نهج الاستسلام وتصفية القضية، بما يعني التنازل عن الأرض وتسليمها لشذاذ الآفاق ومن يمشي في ركابهم". وفي السعودية، تواصل الصحف المحلية تركيز اهتمامها على إطلاق جماعة الحوثي اليمنية لصواريخ باليستية على مدن سعودية الأحد الماضي، وكتبت يومية (عكاظ) في افتتاحيتها أنه "لم يعد سرا للعالم أن ميليشيا الحوثي المدعومة من النظام الإيراني هي عناصر انقلابية تنفذ أجندات طهران في محاولة بائسة للسيطرة على المنطقة من خلال بوابة اليمن، التي فطنت لها السعودية باكرا وأغلقت الطريق على مخططاتهم الإجرامية". وقالت الافتتاحية إن "الإدانات الدولية الواسعة لإطلاق ميليشيات الحوثي الانقلابية صواريخ باليستية تجاه المدنيين في بعض المدن السعودية، يبرهن على أن ما تفعله هذه العصابات يعد تطورا خطيرا في حرب المنظمات الإرهابية وتعنتا ورفضا للسلام وإرادة المجتمع الدولي بوضع حد للصراع الدائر في اليمن وتقويضا لكل فرص السلام والمساعي الهادفة لتحقيقه". وفي نفس الموضوع، أكد مقال في يومية (الجزيرة) تحت عنوان "بصمات إيران وصواريخ الحوثي" أن "إشكالية المجتمع الدولي في التعامل مع إيران تكمن في صراعات المصالح وتقاسم النفوذ، فشركاء حلف الأطلسي ذاتهم منقسمين بين مصالح أوروبا وأهداف الولايات المتحدة، وباستبعاد رفض روسيا وتحفظ الصين على أي قرارات رادعة باتجاه إيران". وقال كاتب المقال إن "ما حدث مؤخرا من استهداف صاروخي حوثي للسعودية يجب أن يدفع الغرب، وأوروبا تحديدا، إلى إعادة قراءة المشهد جيدا وبناء حسابات وتقديرات تضع الأمن والسلم الإقليمي والعالمي فوق اعتبارات المصالح الضيقة التي لن يكون لها وجود من الأساس في حال انزلقت الأمور إلى ما لا يحمد عقباه". وفي قطر، نوهت افتتاحية (الراية) الى أن تبرع قطر لوكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأنروا) ب 50 مليون دولار أمريكي خلال المؤتمر الوزاري الاستثنائي لدعم الوكالة الذي استضافته روما في 15 مارس الجاري، يؤكد مجددا أنها "لن تتخلى عن الشعب الفلسطيني" وأن "فلسطين قضيتها الأولى وشغلها الشاغل في الأروقة الدولية وعبر شتى المنابر الأممية وبالأخص مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان". وتحت عنوان "الفترة الأخطر"، توقفت صحيفة (الوطن)، في مقال لأحد مسؤولي تحريرها، عند أبعاد التغييرات الأخيرة في فريق إدارة الرئيس ترامب وتداعياتها على أداء ومواقف السياسة الخارجية الأمريكية من عدة ملفات ساخنة عبر العالم، وذلك من منظور المنبرين الأمريكيين الشهيرين مركز الأبحاث "دبلوماسي ووركس" ومجموعة التفكير "مجلس العلاقات الخارجية"، مسجلة التقاءهما عند اعتبار التغيير الأخير فتحا للباب أمام إنفاذ سياسة الصقور من "أصحاب الميول الحربية" في مقابل استبعاد فئة "العقلاء القلائل"، خاصة في سياق استحقاقات مصيرية من قبيل الملف النووي في صيغتيه الكورية والإيرانية. وتساءل كاتب المقال إن كان جون بولتون المستشار الجديد للرئيس ترامب في شؤون الأمن القومي، أحد هؤلاء الصقور، سيتخذ مواقف شديدة الحدة من هذه الملفات، والأهم منها إن كان الرئيس سيأخذ بها، معتبرا أن "إقدام واشنطن على التنصل من الاتفاق النووي يستدعي وجود بديل"، وأنه في غياب البديل والتوقع المؤكد بعدم رضوخ الطرف الإيراني، فإن ذلك "لن يعني شيئا على الإطلاق إلا إن قررت واشنطن دخول حرب شاملة مع إيران"، وهي حرب، براي الكاتب، "مستحيلة ليس بسبب قوة إيران العسكرية، وإنما بسبب الحليف الروسي، الذي سيجعل مثل هذا الخيار جحيما لا يطاق للأمريكيين". وخلص الكاتب الى أنه على بالرغم مما يقال من أن "بولتون وصقور ترامب الآخرين متشددين للغاية" فإن المؤكد أنهم "ليسوا مجانين" ليقعوا في الخيارات المدمرة وأن "أقسى ما يمكن أن يحدث هو إشاعة أجواء من الفوضى والاضطراب في العلاقات الدولية، ليس إلا". وفي الأردن، كتبت صحيفة (الغد) في مقال بعنوان "العودة لأجواء الحرب الباردة"، أن الأسباب الحقيقية التي تكمن خلف الخطوة الأوروبية – الأمريكية بطرد دبلوماسيين روس على خلفية اتهام لندن لموسكو بالمسؤولية عن تسميم عميل روسي سابق في بريطانيا، يبدو أنها أبعد من ذلك، وإنما لها علاقة بالدور الروسي العسكري والسياسي المتصاعد إقليميا ودوليا. وأضاف كاتب المقال أن الهدف الحقيقي وراء هذا التصعيد الغربي، يبدو أنه مرتبط أكثر بالرغبة في تحجيم الدور الروسي سواء كان في سورية أو على المسرح العالمي، وتوجيه رسالة للحلفاء المحتملين وخاصة الصين، بخطورة الاقتراب أكثر والتحالف مع روسيا ضد الغرب، مشيرا إلى أنه من المتوقع أن تؤدي هذه الأزمة إلى صدام مباشر، ولكنها أقرب لمحاولة لتحجيم روسيا، وعدم السماح لها بإقامة تحالف عالمي مناهض للغرب. وفي السياق ذاته، وتحت عنوان "اندلاع الحرب الباردة الثانية"، كتبت صحيفة (الرأي) أن حملة طرد جماعية واسعة النطاق للدبلوماسيين الروس من أوروبا والولايات المتحدة، وبتوقع رد روسي ليس أقل حدة، لم تحدث وفق المراقبين حتى في خضم الحرب الباردة الأولى بين المعسكرين الرأسمالي الغربي بقيادة الولايات المتحدة والمعسكر الاشتراكي الشرقي بقيادة الاتحاد السوفيتي في تلك الحقبة. ويرى كاتب المقال أن ما يمكن وصفه بالحرب الباردة الثانية تندلع في هذه المرحلة بعد نحو 28 عاما من انتهاء الحرب الباردة الأولى، مشيرا إلى أن تفجر الأحداث الأخيرة بين الغرب وروسيا، إنما هي نتيجة أكبر بكثير من الحديث ذاته، بل القشة التي قصمت ظهر العلاقات الغربية الروسية، وكشفت الغطاء الأخير عن الجمر المشتعل تحت رماد الأزمات المتفاقمة التي توالت بين الطرفين خلال السنوات الأخيرة في أكثر من ساحة. وأكد أنه لابد من الإشارة إلى أن الأزمة الراهنة بالطرد الجماعي المتبادل للدبلوماسيين، تدل على أن حالة عدم اليقين والشك ولهجة العداء باتت ملموسة خلال السنوات الأخيرة والتنافر كان هو السائد بين الطرفين ولم تكن الأحداث والأزمات المتتالية وصولا إلى تسميم الجاسوس الروسي على الأراضي البريطانية سوى شرارة اشتعال وصولا إلى الانفجار الأكبر الذي يدشن ما يمكن وصفه ب (الحرب الباردة الثانية). وفي البحرين، أبرزت صحيفة (البلاد)، في مقال لأحد كتابها، أنه لم يكن أمام ميليشيات الحوثي "المدعومة من إيران" سوى حرق الورقة الأخيرة إزاء الانتصارات الكبيرة التي حققها التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، من أجل استعادة الشرعية لليمن، إذ باتت هذه المليشيات الخاسر الأكبر في النزاع الدائر داخل الأراضي اليمنية. وأوضحت أن مليشيات الحوثي "تدرك جيدا أن الزمن الذي يفصل بينها وبين رفعه الراية البيضاء مسألة وقت، لذا لم تجد من خيار أمامها سوى محاولة الانتحار السياسي بإطلاق الصواريخ البالستية السبعة في سماء أرض الحرمين الشريفين"، مشيرة إلى " أنه يمكن القول إن ليلة الصواريخ البالستية السبعة تعكس بجلاء العجز الإيراني - الحوثي على الأرض" في اليمن. من جهتها، كتبت صحيفة (أخبار الخليج) أن بكين استقبلت "بحفاوة كبيرة" الرئيس الكوري الشمالي كيم جونج أون في أول زيارة "سرية " له للصين، التي أكد فيها، نقلا عن تقارير إعلامية، "تأييده لنزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية بأسرها، وذلك قبل القمة المرتقبة بينه وبين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب". وأضافت الصحيفة أن هذه الزيارة، التي جرت خلال هذا الأسبوع، "تؤكد على التقارب بين البلدين الجارين اللذين باعد بينهما في السنوات الأخيرة دعم بكين للعقوبات الدولية التي تهدف إلى إجبار بيونغ يانغ على التخلي عن برنامجها النووي". وأبرزت اليومية، حسبما تناقلته تقارير إعلامية، أن الرئيس الكوري الشمالي، الذي قام في السنوات الأخيرة بسلسلة من التجارب النووية وتجارب اطلاق الصواريخ التي يمكن أن تبلغ الأراضي الأمريكية، يؤيد إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية، مضيفة أنه عبر عن موقفه الثابت بالالتزام بنزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية خلال زيارته الأخيرة لبكين. وفي لبنان، قالت يومية (الجمهورية) إن مجلس الأمن الدولي رحب بمؤتمر دعم القوات المسلحة اللبنانية المنعقد في 15 من الشهر الجاري بروما، وجدد التأكيد على التزامه باستقرار لبنان وتمسكه بسلامته وسيادته واستقلاله. وأضافت أن المجلس أشاد، في بيان صحفي أمس، بجهود السلطة السياسية لتنظيم الانتخابات النيابية، وأكد على ضرورة الالتزام بقراراته رقم 1559 و1680 و1701، مضيفة أن المجلس أكد أيضا على عدم شرعية أي أسلحة أو سلطة في لبنان غير سلاح الدولة اللبنانية. وفي الشأن السوري، كتبت يومية (الأخبار) أن "طبيعة العلاقة السيئة بين (جيش الإسلام) وباقي الفصائل المسلحة صاحبة النفوذ في إدلب ومحيطها، فرضت تعقيدات في وجه قبول هذا الفصيل لتسوية تتضمن خروج مقاتليه من مدينة دوما، مضيفة أن مسار التفاوض الذي أطلقه الجانب الروسي لم يكتب له النجاح". واشارت إلى أن المعطيات تشير إلى أن الجيش السوري يعد لحسم ملف الجيب الأخير المسلح في الغوطة الشرقية، بعمل عسكري، بعد تعثر مسار التفاوض، فيما كان من المنتظر أن يعقد لقاء بين الجانب الروسي وممثلين عن (جيش الإسلام) أمس، للتوصل إلى قرار نهائي بشأن البنود الخلافية التي جرى التفاوض عليها خلال الأيام الفائتة. من جهتها أوردت صحيفة (الديار) أن جنديين تركيين قتلا وأصيب ما لا يقل عن ستة آخرين في هجوم لمسلحي وحدات حماية الشعب الكردية على تجمع للجنود الأتراك على طريق جنديرس - عفرين، شمال سوريا. ونقلت الصحيفة عن المتحدث الرسمي ل(وحدات حماية الشعب)، بروسك حسكة، قوله في تصريحات صحافية، إن "جنديين تركيين قتلا وجرح ما لا يقل عن ستة آخرين في عملية نوعية نفذتها وحداتنا ضد تجمع لهم على طريق جنديرس - عفرين أمس".