انصب اهتمام الصحف العربية، الصادرة اليوم الجمعة، على عدة مواضيع أبرزها، مكافحة الإرهاب في مصر، وأصداء عن زيارة ولي العهد السعودي الى بريطانيا وزيارة أمير قطر لبلغاريا و"فعالية المغرب في أبوظبي"، وكذا الملف السوري و القضية الفلسطينية وايضا سباق التسلح النووي في العالم. ففي مصر، توقفت يوميتا (الأهرام) و(الجمهورية) عند حصيلة العملية العسكرية الشاملة التي تنفذها القوات المسلحة المصرية للقضاء على البؤر الإرهابية في سيناء. ونقلت الصحيفتان عن المتحدث العسكري للقوات المسلحة، قوله إن قوات مكافحة الإرهاب تمكنت منذ بدء عملية سيناء 2018 في 9 فبراير الماضي، من "القضاء على 105 أفراد تكفيريين، والقبض على 2829 فردا ما بين عناصر إجرامية ومطلوبة جنائيا أو مشتبه بها في دعم العناصر التكفيرية"، مشيرتان إلى أن الأعمال القتالية بمناطق العمليات، خلفت أيضا "استشهاد 16 من عناصر القوات المسلحة وإصابة 19 آخرين بجروح أثناء مداهمة البؤر الإرهابية". وسجلتا أن الجيش الثالث الميداني يقوم بعمل "بطولي" من اجل تطهير سيناء من البؤر الإرهابية ومنع العناصر التكفيرية من التغلغل داخل البلاد. وفي الشق الاقتصادي، ذكرت (الأخبار) في عمود لأحد كتابها أن مصر حققت أعلى احتياطي من العملة الأجنبية تجاوز 42 مليار دولار وهو أعلى احتياطي في تاريخ مصر يسمح لها بمواصلة مسيرة التنمية والبناء لزيادة الدخل العام للدولة ومن ثم سداد أي مديونيات خارجية. وأعرب الكاتب عن اعتقاده بأن هذا الاحتياطي، له عدة مزايا اقتصادية، من قبيل "إسهامه في تطوير السياحة والتوسع في بناء المشروعات الانتاجية الكبرى واستغلال شبكة البنية الاساسية وجذب المزيد من الاستثمارات الجديدة في كل انحاء البلاد بما فيها المحور الاقتصادي لقناة السويس الذي يشهد ثورة عمل لاتتوقف". وفي السعودية، كتبت يومية (عكاظ) أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يختتم اليوم زيارته الرسمية لبريطانيا، "وسط إجماع على نجاحه في إبراز السعودية كقوة اقتصادية لا يستهان بها، ونجاحه في ترسيخ انطباع إيجابي عن جدية وعمق الإصلاحات التي يقودها في السعودية، لإعادة هيكلة اقتصادها وتعزيز صادراتها غير النفطية". وأضافت الصحيفة، من جهة أخرى، أن"شرح الأمير محمد بن سلمان خلال الزيارة للإجراءات المكثفة التي اتخذتها السعودية والتحالف العربي في اليمن أثار ارتياحا وطمأنينة لدى الدوائر السياسية القلقة بشأن الأوضاع الإنسانية في اليمن". ومن جهتها، قالت يومية (الرياض)، في افتتاحيتها، إن زيارة الأمير محمد بن سلمان لبريطانيا تمثل "فرصة للجانب السعودي لاستعراض ما تحمله بيئة الاستثمار السعودية من فرص وتسهيلات، واستعراض ما شهدته البيئة الاقتصادية والتشريعية في المملكة من إصلاحات وتطورات والتي ستكون أحد العوامل التي تشجع الشركات البريطانية للدخول إلى السوق السعودية، كما أنها تؤكد اهتمام القيادة بتوطيد علاقات المملكة بشركائها الاقتصاديين واستقطاب الاستثمارات النوعية ذات القيمة المضافة التي تحملها الشركات البريطانية". وفي الشأن العراقي، قالت يومية (الوطن) إن "الغضب تجاه النظام الإيراني امتد إلى كربلاء في العراق، في أعقاب اعتقال السلطات في طهران رجل الدين الشيعي حسين الشيرازي، المعارض لنظام ولاية الفقيه، بحيث تظاهر عراقيون أمام القنصلية الإيرانية في كربلاء، رفضا للخطوة الإيرانية، موضحة أن تأكيد المحتجين عزمهم توسيع نطاق التظاهرات لتصل إلى السفارة الإيرانية في بغداد، يضع الحكومة العراقية في مأزق، في ظل علاقات قوية تربطها بطهران". وفي الامارات، كتبت صحيفة (الاتحاد)، في افتتاحيتها بعنوان " أهلا بالمغرب في أبوظبي" أن "فعالية المغرب في أبوظبي" "تؤكد عمق العلاقات التاريخية القائمة بين البلدين، وكذلك القواسم المشتركة التي تجمع قيادتي وشعبي البلدين، وهما يرسمان صورة نموذجية لما يجب أن تقوم عليه العلاقات بين الأشقاء، عنوانها التعاون ونشر قيم المحبة والتسامح والتعايش والسلام. فأهلا بالمغرب في ديارنا". واضافت الصحيفة أن انطلاق الفعالية "ونحن في رحاب عام زايد، تحمل التصاقا وثيقا بنهج المؤسس الذي جعل من الثقافة والتراث والفنون منصات ومداخل لتوثيق عرى الأخوة والتفاهم والتعاون بين الشعوب. كما أن الفعالية تمثل إطلالة عن قرب على تراث شعب عريق تجمعنا به كل معاني الأخوة والروابط التي تؤكد مدى قربه منا رغم البعد الجغرافي". وفي موضوع آخر، كتبت صحيفة (الوطن)، في افتتاحيتها، أن جلسات كثيرة عقدها مجلس الأمن حول سوريا في السنوات الأخيرة تخللها استخدام حق النقض “الفيتو” 11 مرة، وخلال ذلك كانت الجلسات والمناقشات تارة علنية عبر فيها ممثلو الدول المشاركة سواء الدائمة العضوية أو غير الدائمة العضوية عن مواقفهم واستيائهم وما رافقه من تبادل الاتهامات والتهديد وغيره، وتارة سرية على غرار الجلسة الأخيرة اكتفت كغيرها بالدعوة الى ضرورة وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات ودعم مساعي الحل السياسي". وأضافت ان "الحقيقة المؤكدة" تبقى أنه "دون وجود حل سياسي شامل لن تضع الحرب الشعواء المدمرة أوزارها، وستستمر المعارك والقصف والخراب مع ما يرافقه من نزيف حاد في أرواح الأبرياء ومزيد من الدمار والنكبات". وفي قطر، واصلت افتتاحيات الصحف المحلية متابعة نتائج الجولة الأوروبية لأمير قطر، باعتبارها جزءا من جهود الدوحة "لتوسيع تحالفاتها الاقتصادية والدبلوماسية والأمنية"، متوقفة عند محطتها الأخيرة ببلغاريا التي اختتمت أمس الخميس بتوقيع "عدد من المذكرات والاتفاقيات كمذكرة التفاهم للتعاون في مجال الشباب والرياضة، ومذكرة التفاهم للتعاون في مجال الطاقة، ومذكرة إنشاء مجلس أعمال مشترك بين غرفة قطر وغرفة التجارة والصناعة البلغارية، ومذكرة التعاون بين جامعة قطر وجامعة صوفيا". وعلى صعيد آخر، نشرت صحيفة (الوطن) مقالا تحت عنوان "الكابوس النووي خطر دولي"، توقف كاتبه عند حمى التسابق على التسلح وسياسة استعراض القوة من قبل واشنطن وموسكو ومخاطر الانزلاق من مرحلة التلويح باللجوء الى السلاح النووي من باب الردع الى استخدامه، خاصة في ظل تعدد حالات تماس قوات القطبين في مواقع عدة من بينها سوريا، مستحضرا، في هذا الصدد، تهديد بوتين الأخير باللجوء الى الخيار النووي في حال تعرضت بلاده أو حلفاؤها لضربات نوعية، وإشارته الصريحة وغير المسبوقة بالتوفر على "أسلحة جديدة منها صاروخ يصل مداه إلى أي مكان في العالم". واضاف كاتب المقال أن مما يشحن هذه الأجواء مضاعفة الإدارة الأمريكية الحالية لموازنتها العسكرية في مجال تطوير الأبحاث والأسلحة النووية، و"سعيها لخرق" معاهدة الصواريخ القصيرة والمتوسطة بعدما كان أسلافها "خرقوا" معاهدة الصواريخ الباليستية عام 2002 "بنشر الدرع الصاروخي في رومانيا وبولونيا". وبالرغم من حرص الكاتب على الإشارة الى أن كل ما يجري لا يعني في النهاية "حتمية استخدام الأسلحة النووية"، فقد حذر من أن "التراخي في الملف النووي في ظروف الانفلات"، وانتقال التهويل بالزر النووي الى لغة التخاطب في المحافل الدولية في ظل اتساع احتمالات التوتر والاحتكاك، قد يصبح كابوسا بالفعل وتهديدا حقيقيا، خاصة عندما "ينتقل أكبر الكبار في النادي النووي إلى طور ترخيص استعماله في غير مواجهة نووية". وفي الأردن، ذكرت صحيفة (الغد) أن قوات النظام السوري صعدت أمس الخميس هجومها على الغوطة الشرقية المحاصرة التي باتت تسيطر على أكثر من نصف مساحتها، محاولة في ذلك تضييق الخناق أكثر على الفصائل المعارضة فيها، في وقت لم تمنح دمشقالأممالمتحدة الضوء الأخضر لإدخال مساعدات غذائية وطبية. وأشارت إلى أن قوات النظام جددت غاراتها على بلدات عدة بالغوطة الشرقية، ما تسبب في مقتل سبعة مدنيين على الأقل وإصابة 26 آخرين بجروح في مدينة (زملكا)، مضيفة أنها تركز حاليا هجماتها على بلدة (مديرا) التي باتت تسيطر على أجزاء منها. وفي مقال بعنوان "أصوات إسرائيلية تحذر من الدولة الواحدة"، أشارت صحيفة (الرأي) إلى تزايد الأصوات المحذرة في إسرائيل من أن غياب خيار "حل الدولتين"، سيؤدي عاجلا أم آجلا إلى قيام "دولة واحدة" تحت سيادة إسرائيلية تكون شبيهة بدولة الفصل العنصري التي سادت في جنوب إفريقيا. وأضافت أنه في ظل السياسة الأمريكية الداعمة والمؤيدة لإسرائيل، كبرت الفجوة بين الفلسطينيين من جهة والأمريكيين وإسرائيل من جهة ثانية، ولم يعد أحد يعول على حل مرض للطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، وأشارت إلى أن العديد من السياسيين والمحللين والكتاب الإسرائيليين، باتوا يدعون إلى الانفصال بغض النظر إن كان يؤدي إلى دولة فلسطينية مستقلة، ومحذرين في ذات الوقت من دولة "ثنائية القومية". وفي السياق ذاته، توقفت صحيفة (الدستور) عند القانون "المثير للجدل" الذي أقره البرلمان الإسرائيلي "الكنيست"، ويسمح للشرطة باحتجاز جثامين فلسطينيين متهمين بتنفيذ هجمات ولفترة غير محددة. ونقلت الصحيفة عن النائب العربي يوسف جبارين من حزب "القائمة المشتركة" المعارض، قوله إن القانون "خطوة غير إنسانية وغير أخلاقية (...) وعقاب جماعي ضد كل العائلات الفلسطينية". وفي البحرين، أبرزت صحيفة (الوطن)، في مقال تحت عنوان "القدس منذ اتفاقية أوسلو حتى إعلان ترامب.. واقع وتحديات"، أن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس عاصمة إسرائيل، الذي أثار موجة من الاحتجاجات في العالم ومواجهات مباشرة مع الفلسطينيين، جاء بعد "ضعف عربي وفلسطيني في مواجهة تهويد القدس منذ اتفاقيات أوسلو حتى اليوم". وكتب صاحب المقال أن "هذا الإعلان ما هو إلا محاولة ترامبية لترسيخ الإقصاء المدروس للقدس من اتفاقيات أوسلو وعدم طرح القدس على طاولة المفاوضات"، وهو ما يسير في اتجاه ما تقوم به دولة الاحتلال من "تغيير الوضع القائم في القدس عن طريق فرض حقائق على أرض الواقع وتغيير الوضع الديموغرافي والاقتصادي والسياسي في المدينة لكي لا تتم مناقشة ملف القدس في أي مفاوضات مستقبلية". وفي موضوع آخر، أكدت صحيفة (البلاد)، في مقال تحت عنوان "هل يعيد ترامب خطيئة بوش الابن ويوجه نيرانا صديقة للداخل؟"، أن "الحرب التجارية" التي بدأت رائحة بارودها تشتم خلف أبواب البيت الأبيض، والتي قال عنها مطلق شرارتها المرتقبة أمس، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنها "جيدة..ومن السهل الفوز بها"، قد تتحول إلى "نيران صديقة" تخلف وراءها إعاقة في مفاصل الاقتصاد الأمريكي. واستطرد كاتب المقال أنها "وإن كانت في عنوانها العريض نفخة جديدة في الشعور القومي الأمريكي" فإن التجارب أظهرت غير ما مرة أن "سلاح الرسوم ليس الوسيلة الأنسب لكسب معارك التنافسية والدفع بالصناعات المحلية"، مضيفا أن أبرز مثال أمريكي على ذلك ما قام به جورج بوش الابن في 2002 حين قرر، في محاولة بطولية سابقة، "إنقاذ" صناعة الصلب الأمريكية من منافسة الواردات عبر زيادة الرسوم، فكانت النتائج "كارثية" نجمت عنها خسائر فادحة أجبرت الإدارة الأمريكية آنذاك على لملمة قرارها والتراجع عنه. وذكر بان تقارير كانت قد أشارت في 2003 إلى أن رسوم بوش تسببت في خسارة ما يقدر ب 200 ألف وظيفة في قطاعات تعتمد على الصلب، أي أعلى من وظائف القطاع المراد حمايته والبالغة 187 ألف وظيفة، بحسب إحصائيات دجنبر 2002.