نشر موقع ويكيليكس برقية أمريكية حاملة صادرة بتاريخ ال17 يناير 2007 عن السفارة الأميركية بالجزائر العاصمة، وهي الوثيقة الحاملة لترميز VZCZXYZ000 والمتطرقة للقاء السفير الأمريكي بالجزائر، روبيرت فورد، ب "نظيره الصحراوي" محمّد يسلم بيسط.. وقد أشير ضمن الوثيقة المفضوحة من لدن ويكيليكس بأن مضمونها قد عُمّم على سفارات واشنطن بباقي البلدان المغاربية. فحوى "الوثيقة البرقيّة" يوثّق للقاء الدبلوماسيّين يوم ال14 من يناير، ذات العام المذكور، بالعاصمة الجزائر.. حيث أورد بيسط في معرض حديثه مع فُورد بأن البوليساريو "إن تعاملت مع مقترح الحكم الذاتي المقدّم من لدن المغرب فإن ذلك سيكون باعتباره بداية لتسوية النزاع لا دليلا على نهايته". واعتبر ذات الديبلوماسي المنتمي لصفوف البوليساريو بأن وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي، الطيب الفاسي الفهري، يبدي عداء كبيرا للجبهة وأن ذلك "جعل الفاسي الفهري غير مقبول ومفتقدا، بشكل واضح، للمصداقية لدى البوليساريو".. واترسل: "التفاوض الحقيقي لا يمكن أن يتمّ إلاّ مع عضو من الأسرة الملكية بالمغرب أو أحد كبار مستشاري الملك محمّد السادس.. فهؤلاء هم المكتسبون لمشروعية الحوار لدينا". أمّا بخصوص الدعم الجزائري الذي تلاقيه البوليساريو فقد أدرج ضمن البرقية بأن محمّد يسلم بَيْسَط يعتبره "غير كاف على المستوى الدبلوماسي".. مثيرا جولته الأخيرة، حينها، بعدد من دول أمريكا الجنوبية لحشد الاعتراف ب "الجمهورية الصحراوية"، وقال: "لم نلق أي دعم دبلوماسي جزائري لدرجة أن التحركات كانت تنطلق من سفارتنا بهافانا الكوبية.. فالدبلوماسي الجزائري لا يستطيع حتّى إلقاء التحيّة دون التوفر على تعليمات بذلك من العاصمة الجزائرية، وديبلوماسية البلد محدودة للغاية ولا تتعدّى دعم الترويج لتقرير مصير الصحراويين". ذات الموعد عرف إبراق السفير الأمريكي لواشنطن ب "استياء البوليساريو من تنامي تأييد أمريكا للموقف المغربي إسوة بفرنسا"، زيادة على "رصد الجبهة لتنامي عدد الدول الأوروبية المساندة للتوجه المغربي".. وكذا تنصيص بيسط على كون "التأخر في إيجاد حل للصحراء يُعدّ في صالح البوليساريو"، قبل أن يردف: " المغرب يسارع لطي الملف بناء على اعتبارات سياسية داخلية أبرزها يكمن في نمو ضغط الإسلاميين على النظام".