كشف موقع ويكيليكس تسريبات جديدة من البرقيات الاستخباراتية لرجال "الدبلوماسية الأمريكية".. وقد ورد ضمن إحداها، وهي الحاملة لترميز 05RABAT1767 والمرسلة من لدن السفير الأمريكي السابق طوماس رايلي بتاريخ 23 غشت 2005، بأن كاتب الدولة في الخارجية حينها، الطيب الفاسي الفهري، قد طالته سخرية الملك محمّد السادس حين قاطعه محاولا تذكيره باسم المبعوث الشخصي للأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة للصحراء. وقالت الوثيقة بأن الواقعة حدثت بتطوان حين استقبل الملك محمد السادس السيناتور لُوكَار لمدّة 40 دقيقة بعد زوال يوم ال10 من غشت 2005، وأنّها تمّت بحضور وزير الخارجية، حينئذ، محمّد بنعيسى.. إذ أفيد بأن الملك كان بصدد الحديث مع ضيفه بشأن المبعوث الشخصي "الجديد" لأمين عام المنظمة الأممية صوب الصحراء، إلاّ أن الفاسي الفهري قاطعه بذكر اسم "فان والسوم".. ما عرّض وزير الخارجية المغربي الحالي لسخرية الملك الذي وجّه إليه الكلام قائلا: "أعرف اسمه أفضل منك". كما أردفت الوثيقة الاستخباراتية بأن ذات الموعد عرف تطرق الملك المغربي لعلاقة المملكة بالجزائر، حيث سرد الملك ما عرفته زيارته للعاصمة الجزائرية في أبريل ذات العام 2005.. مذكرا بأن المغرب يقوم بكل ما ينبغي عليه فعله وأنه شخصيا قد مدّد فترة إقامته بعاصمة الجار الشرقي للمملكة دون أن يلاقي أي تفاعل إيجابي.. وأردف الملك: "حين عودتي بلدي أحسست وكأني كنت أستجديهم هناك". وبخصوص حديثه مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عن قضية الصحراء صرح الملك للسيناتور لُوكَار، ووفق مضمون وثيقة رايلي دائما، بأنه يرى الموضوع يعني الشعب المغربي دون أن يطال ذات الموضوع أي اهتمام من لدن الشعب الجزائري.. وأردف بأن بوتفليقة تحدّث عن "إمكانية التعاطي مع المفهوم الأرحب للاستفتاء" زيادة على إمكانية "انضمام عدد من المغاربة للوائح المشاركين ضمن هذه المحطة"، قبل أن يزيد الملك بأنه سأل ساكن قصر المرادية عن موقفه إذا أيّد المغرب استفتاء يهمّ انفصال منطقة لقبايل". التقرير أورد بأن الملك محمّد السادس يؤمن بأن حل مشكل الصحراء يكمن بيد كل من المغرب والجزائر وأنه مصر، شخصيا، على المضي قدما في سبيل عودة العلاقات بين الجانبين إلى وتيرتها العادية.. كما تطرق الملك إلى "الإسلاميين المغاربة" وقال بأنهم معادون للأمريكان رغما عن الواجه الجيد الذي يبرزون به.. أمّا بخصوص إلغاء مشاركته ضمن القمّة المغاربية من ذات العام 2005 فقد قال الملك بأنه اتخذ هذا الموقف بعد رصد تصريحات استفزازية تطرقت لقضية الصحراء وأدلى بها القادة الجزائريون.