منذ مغادرتها لبلدها الأم ايطاليا للاستقرار في الشيلي وأنا فانديني سانتونيوني تشكل مصدر إلهام حقيقي بالنسبة للالتزام بقضايا المرأة، حيث اقتحمت هذه الباحثة الأكاديمية مجالات مختلفة كانت، في السابق، حكرا على الرجال كعلوم الأديان والأنثروبولوجيا. وفي الفصول الدراسية بالجامعة الكاثوليكية بمدينة كوكيمبو الشاطئية الهادئة بشمال الشيلي، "أنا"، كما يناديها الجميع، امرأة مليئة بالحيوية تتقاسم خبرتها مع محيطها وتخلق أجواء ايجابية تجعلها ذات شخصية محبوبة لدى الجميع. وفي مكتبها تتعامل مع العديد من طلبتها القدامى الذين باتوا حاليا زملاء لها في المهنة و "هذه فرحة لا توصف, تقول أنا فانديدي في تصريح صحافي، سواء بالنسبة إلي أو بالنسبة إليهم". وتضيف: "في الشيلي أشعر أنني في بلدي على الرغم من أني أواصل زيارة مسقط رأسي بايطاليا مرة واحدة كل سنتين لتفقد أحوال عائلتي"، وتقدم أنا فانديدي في الشيلي دروسا في اللغة الايطالية لطلبتها، كما تعمل على تنظيم زيارات ثقافية لفائدتهم نحو العديد من بلدان العالم. وخلال واحدة من هذه الزيارات تعرفت أنا فانديدي على المغرب، "البلد الرائع، والثقافة الغنية، والتقاليد التي أعادت إلي ذكرياتي بمسقط رأسي"، قبل أن تستطرد قائلة: "الأمر الذي شدني أكثر من غيره للمغرب هو المدينة القديمة، ففي كل مدينة جزء قديم يزخر بكنوز معمارية وتقاليد، فضلا عن طيبوبة المغاربة الذين يستقبلون الزائرين بكرم وود كبيرين ". وعادت في حديثها إلى اللحظات التي لا تنسى التي قضتها بالمملكة، البلاد التي تعتبرها "متفردة في كل شيء". وعلى غرار الكثير من الشيليين، تعرفت هذه الباحثة الجامعية على المغرب،بفضل المركز الثقافي محمد السادس لحوار الحضارات، وهو الصرح الذي يعكس غنى وتنوع الثقافة المغربية ليس بالشيلي فحسب، بل بعموم بلدان أمريكا اللاتينية. ويحظى المركز الثقافي محمد السادس لحوار الحضارات، الذي شيد سنة 2007 فوق تلة تطل على مدينة كوكيمبو الساحلية الهادئة، بقيمة رمزية كبيرة و بترحيب كبير من قبل ساكنة المدينة، فهو بمثابة منارة و فضاء للثقافة المغربية في الشيلي وباقي بلدان القارة، يحرص على ربط الجسور من خلال العديد من الأنشطة التي دأب على تنظيمها بما فيها التظاهرات الثقافية والفنية، وتعليم اللغة العربية، بالإضافة إلى تعزيز القيم العالمية للسلام والإنسانية. وبفضل عملها باتت الأستاذة أنا فانديني، التي تتمتع بشخصية كاريزمية وودودة، مدافعة عن دور المرأة في العصر الحديث وعن المساواة بين النساء والرجال. وتقول في هذا الصدد إن "تحرير المرأة لا يعني بأي شكل من الأشكال تقليد النمط الذكوري في الحياة، وإنما المسألة ببساطة هي شعور المرأة بالفخر لكونها امرأة". * و.م.ع