يتميز البريطاني غاري أولدمان بكونه واحدا من الممثلين الأكثر تنوعا في جيله، ويعد المرشح الأوفر حظا للفوز بجائزة الأوسكار لأفضل ممثل هذا العام الذي سيجد فيه منافسة من الشابين تيموثي شالاميت ودانييل كالويا بالإضافة إلى المخضرمين دانييل داي لويس ودينزل واشنطن. وهيمن أولدمان (59 عاما) على جائزة أفضل ممثل بموسم الجوائز الحالي بفضل دوره في فيلم "The Darkest Hour" الذي فاز عنه حتى الآن بالجولدن جلوب وجائزة نقابة الممثلين الأمريكيين، بين جوائز أخرى، لذلك سيكون التمثال الذهبي اعترافا ناصفا بممثل قدم العديد من الأدوار الخالدة خلال العقود الثلاثة الماضية. وعلى الرغم من ذلك، قد يُفسد الأداء الرائع الذي قدمه الصاعد شالاميت (22 عاما) في فيلم "Call Me By Your Name"، أو اعتزال داي لويس، المرشح عن "Phantom Thread"، أمسية الممثل اللندني حال قررت أكاديمية هوليوود المغامرة وعدم الاتفاق مع كل التوقعات. النسخة النهائية من تشرشل سبق للعديد من الممثلين مثل ألبرت فيني وبرندان جليسون وريتشارد برتون وتيموثي سبال وبوب هوسكينس وحتى كريستيان سلاتر، أن جسدوا شخصية رئيس الوزراء البريطاني الراحل، وينستون تشرشل، لكن ما قدمه أولدمان في "The Darkest Hours" يعتبر بمثابة النسخة النهائية من السياسي البارز على الرغم من طبقات الماكياج الكثيفة التي احتاجها الممثل لتعديل هيئته. ومع ذلك، أظهر أولدمان موهبته المتميزة بكل ثقلها ولم يسقط في فخ الاقتصار على تقليد الشخصية، ليقدم واحدا من أروع أدواره. صحوة حب جديد أصبح شالاميت المرشح عن "Call Me By Your Name"، ثالث أصغر ممثل ينال الترشيح للتمثال الذهبي عن هذه الفئة في تاريخ الأوسكار، بعد جاكي كوبر الذي كان في التاسعة من عمره حين حصل على هذا الشرف عن دوره في "Skippy" عام 1931، وميكي روني (19 عاما عن فيلم "Babes in Arms" في 1939). وقد يصبح الممثل الأمريكي الذي أبدع من خلال هذا الفيلم في تقديم دور إليو -شاب يعثر على حب مراهق ومثلي في صيف بإيطاليا-، أصغر فائز بجائزة الأوسكار في التاريخ وهو في الثانية والعشرين من عمره، حيث سيكون قد تجاوز بذلك أدريان برودي الذي توج بهذه الجائزة عن أدائه في فيلم "The Pianist" عام 2002 حين كان عمره 29 عاما فقط. ولا يوجد أدنى شك في أن الممثل الشاب تنتظره مسيرة واعدة وقبل مشاركته في هذا الفيلم عرفه الجمهور بعمله في مسلسل "Homeland" وبالدور الصغير الذي قدمه في "Interstellar" على الرغم من أنه طرق أبواب هوليوود بدوريه في "Call Me By Your Name" و"Lady Bird" المرشح لأوسكار أفضل فيلم هذا العام. وداع من القمة يعتبر الكثيرون داي لويس أفضل ممثل بين أبناء جيله وواحدا بين الأفضل في التاريخ، وبثلاثة تماثيل ذهبية في جعبته -رقم قياسي في فئة أفضل ممثل في دور رئيسي- عن أفلام "My Left Foor" و"There Will Be Blood" و"Lincoln"، يتطلع الممثل البريطاني هذا العام لمعادلة التماثيل الأربعة التي ظفرت عليها الراحلة كاثرين هيبورن، الأعلى تتويجا بهذه الجائزة في تاريخ التمثيل. ويعد هذا الترشيح السادس لداي لويس لأوسكار أفضل ممثل، وهو نفس عدد الترشيحات التي نالها دينزل واشنطن عن نفس الفئة، ولا يوجد في تاريخ السينما سوى تسعة ممثلين فقط نالوا أكثر من ستة ترشيحات لجائزة الأكاديمية في مسيرتهم وهم لورانس أوليفير وسبينسر ترايسي وبول نيومان وجاك نيكلسون وبيتر أوتول ومارلون براندو وداستن هوفمان وجاك ليمون وريتشارد برتون. وفي يونيو الماضي، أكدت ليزلي دارت، وكيلة أعمال الفنان البريطاني، في بيان أن "دانييل داي لويس لن يعمل كممثلا بعد الآن"، في رسالة فاجآت الجميع. وأوضح البيان أن "هذا القرار شخصي وسواء هو أو ممثليه لن يقدموا مزيد من التعليقات في هذا الصدد"، ومنذ ذلك الحين، اختفى داي لويس عن الأنظار، إلا أن المقربين منه لديهم أمل في إقناعه بالعودة حين يكون الوقت مناسبا. رعب في العينين في عامه ال28، استطاع الأسمر كالويا أن يركب موجة الشهرة بالنجاح غير المتوقع الذي حققه فيلم الرعب "Get Out" الذي منحه أول ترشيح لجائزة الأوسكار في وقت يتابع فيه نجاح مدو في شباك التذاكر ل"Black Panther"، أحدث إنتاجات "مارفيل" التي راهنت على ذوي الأصول الأفريقية في خطوة لتعزيز التنوع على الشاشة الفضية. وقد يصبح كالويا، البريطاني ذو الأصول الأوغندية، خامس ممثل أسمر في التاريخ يفوز بأوسكار أفضل ممثل، بعد سيدني بواتيه "Lilies of the Field" ودينزل واشنطن "Training Day" وجيمي فوكس "Ray" وفورست ويتكر "The Last King of Scotland". وهذا بالتأكيد ليس بالأمر السيء على الإطلاق بالنسبة لممثل كان يحلم في البداية بأن يصبح لاعب كرة قدم محترف للتحكم بشكل ما في فرط النشاط الذي كان يعاني منه. على الرغم من ذلك، كان الهدوء وضبط النفس اللذين تميز بهما في أدائه بفيلم "Get Out" ومسلسل "Black Mirror" من الأمور التي وضعته على طريق الشهرة. الضيف المفاجآة ردد الجميع اسم جيمس فرانكو ليكون ضمن المرشحين لأوسكار أفضل ممثل هذا العام عن دوره في فيلم "The Disaster Artist" تماما كما حدث في جوائز نقابة الممثلين الأمريكيين، لكن عقب الاتهامات العديدة التي طالته بالتحرش الجنسي من جانب عدة نساء، سقط الممثل الأمريكي من حسابات الأكاديمية وترك مقعده شاغرا لدينزل واشنطن الذي نال بذلك الترشيح السادس لجائزة أفضل ممثل في دور رئيسي والتاسع في مسيرته. ولا يتوقع أحد أن تحدث المفاجآة هذا العام ويفوز الممثل صاحب البشرة السمراء بجائزة الأوسكار التي سبق ونالها مرتين عن فيلمي "Glory" عام 1989 و"Training Day" في 2001، -أفضل ممثل مساعد وممثل رئيسي على الترتيب-، لذلك أقر واشنطن نفسه بأنه يكفيه تمثيل الفيلم المرشح عنه "Roman J.Israel, Esp." الذي لم يحصل على ترشيحات في الفئات الأخرى. ويجسد واشنطن في هذا الفيلم دور محامي مثالي تتأثر حياته بوفاة معلمه الذي كان رمزا للكفاح من أجل الحقوق المدنية، في عمل عرض للمرة الأولى بالولايات المتحدة في نوفمبر/تشرين ثان الماضي وحقق أرباحا بلغت بالكاد 12 مليون دولار في شباك التذاكر الأمريكي.