اختتمت، مساء الثلاثاء بمدينة فيينا عاصمة النمسا، فعاليات المؤتمر الدولي الذي نظمه مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، والتي عرف مشاركة مجموعة من القيادات الدينية من المسلمين والمسيحيين واليهود. ودعا المشاركون في هذا المؤتمر، الذي يأتي بعد "إعلان فيينا" سنة 2014 والذي منظم تحت شعار "تعزيز التعايش السلمي والمواطنة المشتركة"، إلى ضرورة توحيد الصف بين مختلف الديانات من أجل محاربة التطرف والإرهاب. وشدد قادة الأديان الممثلون لمختلف الأطياف والديانات على ضرورة العمل المشترك وتعزيز التماسك الاجتماعي والعيش المشترك، القائم على أسس التفاهم والحوار لبناء السلام بين أتباع الأديان والثقافات. وأوضح فيصل بن عبد الرحمان بن معمر، الأمين العام للمركز، أن هذا المؤتمر قد يسهم في تعزيز التعاون بين القيادات والمؤسسات الدينية وصانعي السياسات، والتأكيد على دور الإعلام الجديد في تعزيز التعايش السلمي والمواطنة المشتركة. ولفت المتحدث نفسه إلى أن ما ميز هذه الدورة، التي تأتي بعد خمس سنوات على تأسيس المركز، هو إطلاق منصة حوار إقليمية للمؤسسات والقيادات الدينية الأولى من نوعها في المنطقة العربية. وأكد الأمين العام للمركز، في كلمة ألقاها بهذه المناسبة، على ضرورة التلاحم وتنسيق الجهود ووضع برامج تعزز الحوار وتؤسس لخطاب ينشد التعايش والتنوع وينبذ الكراهية والتطرف. وركزت المداخلات، التي شهدها المؤتمر الدولي، على المشاكل التي تهدد التعايش والتنوع في العالم، حيث أكد المحاضرون على ضرورة التغلب على التطرف الديني لتبرير العنف والكراهية، والعمل على تفعيل دور المؤسسات والقيادات الدينية لمواجهة ذلك، عبر مساندة صانعي السياسات في إصدار مبادرات تعزز المشترك الإنساني. وأقرت القيادات الدينية المجتمعة في فيينا، خلال توقيعها على الوثيقة التأسيسية للمنصة، بالتزامها بهذه الوثيقة، معبرة عن رغبتها في العمل بالطريقة المثلى لتفعيل دور المنصة وتحقيق أهدافها. كما التزم الموقعون بالشروع في العمل على تحقيق هذا المشروع، الذي من شأنه أن يعزز التواصل بين القيادات والمؤسسات الدينية المتنوعة والفاعلين في الحوار وتنسيق الجهود، تصديا للتحديات التي تواجه المجتمعات العربية. وشارك في المؤتمر المذكور حوالي 250 شخصا من مختلف دول العالم العربي والإسلامي، حيث جرى تبادل الآراء والتجارب بين عدد كبير من الأفراد والمؤسسات والقيادات الدينية وصانعي السياسات والمنظمات الدولية، لتفعيل العمل المشترك وتعزيز التماسك الاجتماعي والعيش المشترك القائم على أسس التفاهم والحوار لبناء السلام بين أتباع الأديان والثقافات.