نوه فهد أبو النصر، مدير مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، بالتجربة المغربية في محاربة التطرف والإرهاب. وقال أبو النصر في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، على هامش إطلاق منصة الحوار والتعاون بين القيادات والمؤسسات الدينية المتنوعة في العالم العربي بالعاصمة النمساوية، إن "التجربة المغربية في مجال محاربة التطرف والإرهاب تجربة رائدة وجيدة"، وأضاف:"ما يقوم به المغرب في مجال مناهضة ومحاربة التطرف أمر مهم يجب الحذو حذوه ونهج مثل هذا الأسلوب". وكشف المتحدث أن مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات له تعاون مع المؤسسات الرسمية المغربية، وأن التدريبات على لغة الحوار بالمنطقة العربية، التي تستهدف القيادات الشابة التي تعمل ضمن مجال التعليم، معظمها يتم في المغرب. وبخصوص منصة الحوار والتعاون بين القيادات والمؤسسات الدينية المتنوعة في العالم العربي التي تم إطلاقها، أكد أبو النصر أن هناك مناطق عديدة في العالم تعرف تواجد منصات متشابهة، لكن "تعد هذه المنصة الأولى من نوعها في العالم العربي القادرة على جمع القيادات الدينية الإسلامية والمسيحية لبحث قضايا مشتركة، وأيضا طرح الحلول المشتركة التي يستطيعون كقيادات دينية العمل سويا على تنفيذها". وأوضح أن المركز يتوفر على العديد من المبادرات التي سيخلقها في المنطقة، سواء في المجال التعليمي أو في مجال الإعلام البديل، مشيرا إلى أنه سبق له منذ ثلاث سنوات إطلاق تجربة على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي بالوطن العربي، "استطعنا من خلالها أن نكون أكثر من 450 شابا وشابة على إدخال لغة الحوار بهذه المواقع، كما كانت هناك دورات تدريبية في تونس ومصر والأردن وغيرها". وجوابا على سؤال لهسبريس حول تكوين صغار السن على لغة الحوار لضمان عالم آمن مستقبلا، قال أبو النصر إن المركز سيعمل في المجال التعليمي على هذا الأمر، معتبرا أن "التعليم في الصغر كالنقش على الحجر"، وبالتالي، يضيف، "إن أردنا أن نرسخ ثقافة الحوار والسلام في العالم، يجب أن نركز على التعليم وعلى صغار السن، وهذا شيء نطمح إليه من خلال المنصة التي أطلقناها". وأقرت القيادات الدينية المجتمعة في فيينا الموقعة على الوثيقة التأسيسية للمنصة على التزامها بهذه الوثيقة، معبرة عن رغبتها في العمل بالطريقة المثلى لتفعيل دور المنصة وتحقيق أهدافها. كما التزم الموقعون بالشروع في العمل على تحقيق هذا المشروع، الذي من شأنه أن يعزز التواصل بين القيادات والمؤسسات الدينية المتنوعة والفاعلين في الحوار وتنسيق الجهود، تصديا للتحديات التي تواجه المجتمعات العربية.