دعا فضيلة الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، الأستاذ الدكتور أحمد عبادي، في مداخلة له بعنوان "أبرز التحديات التي تواجه المجتمعات العربية"، ضمن أعمال "الملتقى الأول للمفكرين العرب" وذلك في مقر المركز بالعاصمة أبوظبي، إلى ضرورة الانكباب على بلورة مناهج وبرامج لبناء القدرات، يتم بمقتضاها القيام بالتكوينات اللازمة لتأهيل المؤسسات الدينية في مختلف دول العالم، وتمكينهم من الاضطلاع الناجع بأدوارهم المنوطة بهم، في مجال مكافحة التطرف والإرهاب والغلو في الدين، تفكيكا للخطاب المتطرف، ونقضا لمقولاته، وإنتاجا لخطاب بديل، أصيل، وجذاب، في مواكبة بحكامة وتدبير محكمين ووظيفيين. وأضاف الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء أنا لمجتمعات العربية فيسياقنا الراهن تواجه جملة تحديات،أبرزها: تحدي استدراك أوجه القصور والاحتباس، التي تعاني منها المؤسسات الدينية العريقة، إدراكا وهيكلة، وتكوينات، وخطابا، وآفاقا؛ ثم ثانيا، تحدي تفكيك خطاب التطرف، وإنتاج خطاب بديل ناجع وبناء، بما يقتضيه ذلك من بناء قدرات وتعزيز المهارات؛ وثالثا تحدي فهم آليات وميكنزمات العولمة، وبلورة آليات ناجعة مثمرة وأصيلة للتعاطي معها؛ ورابعا، تحدي المسألة الحقوقية في المجتمعات العربية، وبلورة آليات الفهم والتملك في مواءمة مع الأبعاد الدينية؛ وخامسا، تحدي بلورة آليات ناجعة لتدبير الاختلاف في المجتمعات العربية؛ وسادسا، تحدي بناء القدرات الضرورية لدخول مجتمع المعرفة والإعلام المعاصر؛ وسابعا، تحدي التجديد الناجع، للممارسة التربوية والتعليمية في المجتمعات العربية، في أخذ للمقتضيات السياقية المعاصرة بعين الاعتبار؛ وثامنا، تحدي تجلية/تجريد رؤية للعالم متقاسمة بين هذه الأمة، يتم في إطارها الفهم، والاستمداد، وأضرب الكسب الحضاري المتنوع والمشترك. وقد أثمرت مداولات العلماء والمفكرين المشاركين في الملتقى الأول للمفكرين العرب، توصيات عديدة، أهمها وجوب إطلاق مبادرات للتعريف بصحيح الدين الإسلامي ونفي أشكال التدين الدخيلة من خلال إتاحة المضامين الوسطية الأصيلة المنطلقة من الرؤية الكلية للدين الإسلامي ونقض المقولات التي يروجها المتطرفون في وسائل ومواقع التواصل الاجتماعي كافة وبيان أوجه الصواب ذات الصلة. كما تضمنت التوصيات ضرورة العناية بالطفولة والنشء والاستثمار في هذه الفئة التي تعد أمل الأمة، وأكد العلماء والمفكرون المشاركون في الملتقى ضرورة تقوية المؤسسات الدينية في البلدان الإسلامية وتعزيز قدرات العاملين فيها وضرورة الاهتمام بالتعليم ولاسيما في المراحل الأولى. يشار إلى أن ملتقى المفكرين العرب من تنظيم مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، الذي يرأسه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة. وقد عرفت الدورة الأولى لملتقى المركز عرفت نقاشاً علمية مثمرا ً حول قضية دور الثقافة في مواجهة التطرف، وضرورة البحث عن استراتيجية فاعلة لمواجهة التطرف والفكر الذي يغذيه، والوصول إلى حلول منطقية عملية قابلة للتطبيق، وضرورة العمل على تحصين مجتمعاتنا العربية من مخاطر الفكر المتطرف، وذلك من خلال الوصول إلى أفكار جادة لتفويت الفرصة على قوى التطرف والإرهاب التي تحاول التأثير في المواطن العربي. وإلى جانب فضيلة الدكتور جمال سند السويدي، المدير العام للمركز، حضر هذا اللقاء فضيلة الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، الأستاذ الدكتور أحمد عبادي، والدكتور محمد مطر الكعبي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف بدولة الإمارات. كما عرف الملتقى مشاركة عدد من رجال الدين الإسلامي والمسيحي في عدد من الدول العربية والعالم، منهم الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف المصري، وسماحة عبد اللطيف دريان، مفتي الجمهورية اللبنانية، والأب ميغيل أنخيل أيوسو غيسكو، سكرتير المجلس البابوي للحوار بين الأديان في الفاتيكان، ونخبة من رجال الدين والمفكرين، وشخصيات علمية عربية وعالمية.