استعرض الدكتور أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، في الندوة الدولية التي تنظمها الرابطة بشراكة مع « مكتبة الإسكندرية » بجمهورية مصر العربية، جملة من الحلول الناجعة لمحاربة التيارات المتطرفة في العالم وعلى رأسها تنظيم الدولة الإسلامية « داعش ». وفي هذا الصدد دعا عبادي في الندوة التي تناقش موضوع « في نقض أسس التطرف ومقولاته: تجارب ومقاربات »، إلى الاهتمام بالجانب التربوي لدى الناشئة، و بلورة بدائل معرفية ووظيفية لمحاربة التطرف العنيف، وتقديم الدين الإسلامي في صورة جمالية سمحة، وتربية الحس النقدي لدى النشء لدحض مختلف المزاعم التي تروج لها التيارات المتطرفة في صفوف الشباب. الدكتور عبادي شدد على ضرورة إعادة استكشاف المقولات والمزاعم والشعارات الجوفاء غير المؤسسة والمؤصلة، التي تروج لها التيارات المتطرفة، ومحاولة النظر فيها ودحضها انطلاقا من المقاصد الكلية والفرعية للشريعة الإسلامية استنادا على ما ألفه علماء الأمة من كتب في المقاصد، مع الاهتمام بضبط السياق وامتلاك علوم النص، وتفنيد ادعاءات المتطرفين بالاعتماد على المداخل الحقوقية و الأمنية والتنموي والاقتصادي. وأوضح الدكتور عبادي أن المقصود بتفكيك خطاب التطرف هو التفكيك « الوظيفي » وليس السجالي من خلال الكدح والمكابدة، وبلورة برامج، وإعادة بناء القدرات والاشتغال المشترك في إطار عملية « التشبيك »، مشيرا إلى أن قضية محاربة ونقض مقولات التطرف قضية « مضمونية » و « وظيفية » بامتياز. وستناقش هذه الندوة، التي عرفت حضور ثلة من الباحثين والأساتذة من داخل المغرب وخارجه، وكذا حضور المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة « الايسيسكو »، مواضيع متصلة بالمحددات السوسيولوجية والأنثربولوجية لظاهرة العنف والتطرف، واستعراض بعض المقاربات النقدية، والنظرية للأسس الأصولية والمقاصدية للتطرف العنيف، وتقديم قرارات في الأصول الفكرية لخطاب التطرف.