شهدت مختلف الأجهزة الأمنية بمدينة خريبكة، اليوم الاثنين، حالة من الاستنفار في صفوف عناصرها، بعدما تفاجأت المصالح الأمنية بإقدام مجموعة من متقاعدي وأرامل المجمع الشريف للفوسفاط على تغيير مكان وقفتهم الاحتجاجية دون سابق إنذار، بعدما دأبوا على الاحتجاج أمام إحدى الإدارات المحلية للمجمع. وجاءت الخطوة الاحتجاجية المفاجئة من طرف متقاعدي وأرامل المجمع الشريف للفوسفاط بعد تنظيم عشرات الوقفات لمطالبة إدارة المجمع بتفعيل البند السادس من القانون المنجمي، الذي يعطي الأولوية في التشغيل لأبنائهم، فقرروا اليوم تغيير مكان احتجاجاتهم الأسبوعية. واختار الغاضبون نقل احتجاجهم من المكان المعتاد إلى أحد الأرصفة القريبة من الإدارة المحلية للمجمع الشريف للفوسفاط، خاصة وأن السلطات الأمنية والمحلية ومسؤولي المجمع قرّروا منذ فترة طويلة تطويف ذلك الرصيف وإغلاقه تماما بالحواجز الحديدية، من أجل منع استعماله، سواء من طرف الراجلين أو من لدن المحتجين. ومباشرة بعد وصول المحتجين إلى "الرصيف الممنوع"، عرف الشارع الرئيسي إنزالا أمنيا مكثفا، وحضور عدد من المسؤولين الأمنيين لمتابعة الأوضاع واتخاذ الاحتياطات تحسّبا لأي تطور قد ينتج عن الخطوة المفاجئة التي أقدم عليها المتقاعدون والأرامل، فيما شكّلت مجموعة من عناصر الشرطة والقوات المساعدة حزاما أمنيا بين المحتجين وإدارة المجمع الشريف للفوسفاط. المشاركون في الوقفة الاحتجاجية المنظمة من طرف جمعية الإنقاذ لمتقاعدي وأرامل المجمع الشريف للفوسفاط بخريبكة ردّدوا شعارات عديدة، من بينها "ما مفاكينش ما مفاكينش، وعلى ولادنا ما مفاكينش"، و"يا ترّاب يا مسؤول، باراكا من التماطل، وعجّل عجّل بالحلول". وطالب المحتجون بضرورة إعطاء أبنائهم الأولية في التشغيل، تطبيقا للقانون المنجمي من جهة، وجبرا للأضرار التي لحقت الآباء طيلة فترة اشتغالهم في أوراش المجمع الشريف للفوسفاط من جهة أخرى، مردّدين في الوقت ذاته شعارات من قبيل "ولادكم خدمتوهم، وولادنا حكرتوهم وهمشتوهم واقصيتوهم"، و"هذا عيب هذا عار، ولادنا في الاحتضار". وتساءل المشاركون في الوقفة الاحتجاجية عن مصير الثروات الباطنية التي تُستخرج من المنطقة، في إشارة منهم إلى مادة الفوسفاط، رافعين شعارات "الثروة ها هي، والحقوق فينا هي"، و"الثروة ها هي، والعائدات فينا هي"، و"المدينة في الهاوية، لا كرامة لا تنمية، لا عدالة اجتماعية، لا مشاريع تنموية". وألقى محمد بولهزايز، رئيس جمعية الإنقاذ لمتقاعدي وأرامل المجمع الشريف للفوسفاط بخريبكة، كلمة باسم المنظمين والمحتجين، أكّد من خلالها على أن "الهدف من الوقفة هو المطالبة بتشغيل الأبناء بشكل حضاري وإنساني وأخلاقي، وليس الاصطدام مع السلطات المحلية والأمنية التي تسعى إلى حماية المواطنين وممتلكات الدولة". وأضاف المتحدث ذاته أن "المحتجين وإن كانوا متقاعدين عن العمل فإنهم غير قاعدين، والدليل خروجهم الدائم للتعبير عن رفض الظلم والتهميش والإقصاء، وللمطالبة بتشغيل أبنائهم وفق ما يضمنه الفصل السادس من القانون المنجمي"، مشيرا إلى أن "السب والشتم لا يدخلان ضمن أهداف الاحتجاج، رغم الاستفزازات الكلامية التي تصدر عن بعض المسؤولين". وجاء في كلمة بولهزايز أن "تجاوز الحواجز الحديدية ليس أمرا ممنوعا، أو اقتحاما لمكان محرّم بالقانون، وإنما من حقّنا الاحتجاج في الرصيف المطوق والمحاصر، بالرغم من كونه مكانا عموميا"، مشدّدا في الوقت ذاته على أن "الحق في الاحتجاج في الأماكن العمومية يضمنه قانون الحريات العامة وقانون الجمعيات".