للوصول إلى مركز بلدية أولاد أمراح بمنطقة سيدي حجاج التابعة لدائرة ابن أحمد، التي تبعد عن مدينة سطات شرقا ب 40 كيلومترا، لا بد من المرور عبر جماعة رأس العين الشاوية، ثم الانعراج يمينا عبر الطريق الإقليمية رقم 3619 التي ما زال مستعملوها يعانون جرّاء الحالة السيئة لجزء منها. على جنبات الطريق تنتشر الحقول الفلاحية وبساتين الكروم والخضر والزيتون، ورعاة يرعون ماشيتهم، وآخرون يسمّدون أراضيهم لتحسين المحصول. بعد الوصول إلى بلدية أولاد أمراح البالغ عدد سكانها 8691 نسمة، في حين يبلغ عدد سكان منطقة سيدي حجاج عموما 20731 نسمة، وفق إحصاء 2014، صادفنا أتربة متراكمة هنا وهناك وغبارا متطايرا وأزبالا منتشرة، واحتلالا للملك العمومي، حيث يصعب المرور. غياب المرافق العمومية وسوء وضعية المنتزهات وبطء سير بعض الأشغال، وانعدام التواصل بين معظم الفعاليات الجمعوية مع المجلس الجماعي، والصراعات الداخلية التي تهدد بشرخ أغلبية المجلس، مواضيع يتداولها سكان أولاد امراح، "شوف أخويا ما كاين لا تنمية لا تواصل لا والو.. حنا مخنوقين هنا وعيينا من المراسلات والانتقادات دون نتيجة، وسير دور وشوف بعينيك هاذ الحالة"، يقول أحد الفاعلين الجمعويين الذين صادفتهم هسبريس بمركز سيدي حجّاج. دار شباب وناد نسوي تحوّلا إلى أطلال هسبريس زارت دار الشباب والنادي النسوي المجاور لها الذي يتضمّن روضا للأطفال، غير بعيد عن بلدية أولاد مراح. أطلال مهجورة، غياب الباب الخارجي، أزبال متراكمة هنا وهناك، وجدران آيلة للسقوط، كل ما تبقى من الدار التي تأسست منذ 1972 في عهد وزير الشباب والرياضة محمد الطاهري الجوطي. وبحسب معطيات مؤكدة حصلت عليها هسبريس، فإن المؤسستين أغلقتا أبوابهما منذ سنة 2004، بسبب وضعيتهما السيئة التي أصبحت تهدد السلامة الجسدية للمواطنين، بناء على تقارير لجان تقنية عدّة محليا ومركزيا، أكدت كلها عدم صلاحية البنايتين، وأوصت بهدمهما وإعادة إنشائهما من جديد. جمعويون ينشدون التواصل والتنمية حجاج شباب، رئيس جمعية الإلهام رئيس اتحاد النسيج الجمعوي رئيس هيئة المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع بجماعة أولاد امراح، قال في تصريح لهسبريس إن التنمية ببلدية أولاد امراح منعدمة في شموليتها، على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والثقافي، أمام معاناة الجمعيات من قلة الدعم وغياب التواصل. وعلى مستوى المرافق الرياضية والثقافية والترفيهية للشباب، أوضح حجّاج أن البلدية تتوفر على ملعب واحد بأرضية عادية ومدرّج آيل للسقوط، في انتظار وفاء المسؤولين بوعودهم لإنشاء بعض ملاعب القرب مستقبلا، مشيرا إلى إغلاق دار الشباب والنادي النسوي المجاور لها، اللذين كانا يحتضنان أنشطة عدة تشرف عليها أطر تربوية، مسجّلا حرمان الشباب من الترفيه والتخييم، وتوجّه باللوم على واقع الحرمان الذي يعيشه شباب أولاد امراح إلى المسؤولين. الفاعل الجمعوي ذاته سجّل غيابا واضحا للمناطق الخضراء، باستثناء بعض الأماكن التي تمثل منظرا فوضويا مقزّزا باعتبارها أصبحت مكانا ل"الفرّاشة" وسط تراكم الأتربة، رغم أنها عرفت العديد من الإصلاحات وصرفت عليها الملايين. وأوضح المتحدث أن السكان عانوا وما زالوا من مخلفات الحفر والأشغال التي تعرفها بلدية أولاد امراح، كالأتربة وتطاير الغبار والأوحال، مطالبا بالتواصل بين الفعاليات الجمعوية وبين المجلس والسلطات المحلية وتجنّب القطيعة لمعالجة مجموعة من القضايا، وتقديم الدعم المادي والمعنوي الكافيين للجمعيات لتنزيل مقترحات مشاريعها المتكاملة على أرض الواقع، كالنظافة والتشغيل والنقل الجامعي وتشجيع المهاجرين على تنمية البلاد. مديرية الشباب تنتظر وفاء الجماعة بالتزامها عبد الرحمان العجييل، المدير الإقليمي لوزارة الشباب والرياضة بسطات، أكّد في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية أن دار الشباب سيدي حجاج أولاد أمراح طالها الإغلاق لما يقارب 13 سنة، شأنها في ذلك شأن النادي النسوي بالبلدية ذاتها، موضّحا أن السبب يعود إلى تقارير أعدتها لجان تقنية محلية ومركزية بعد زيارات عدة إلى المؤسستين، أكدت أن بناية دار الشباب آيلة للسقوط وغير قابلة للإصلاح نهائيا، وباتت تهدّد سلامة المرتادين؛ ما يتطلب هدمها وإعادة بنائها. وأضاف المسؤول الإداري أن دار الشباب كانت موضوع لقاءات عدّة مع ممثلي الشأن المحلي ببلدية أولاد أمراح، وكذا مع والي جهة الشاوية ورديغة، وفق التقسيم الترابي القديم، وعامل الإقليم، وجرى الاتفاق على مقترح الهدم من قبل الجماعة الترابية، حتى يتحوّل المكان إلى بقعة أرضية صالحة لإحداث دار شباب قادرة على استيعاب العدد المتزايد لشباب المنطقة، وتكون بالمواصفات التقنية والفنية المطلوبة، وهو ما لم يتم إلى حدود الساعة، في غياب القيام بالخطوة الأولى المتعلّقة بالهدم. ووجه المدير الإقليمي رسالة جوابية تحت إشراف عامل إقليمسطات إلى رئيس المجلس البلدي أولاد امراح يذكّره فيها بمضمون اللقاءات التي جرت دون اعتراض من المجلس الجماعي، والتزام هذا الأخير أمام السلطات المحلية والإقليمية بالعمل على هدم بنايتي دار الشباب والنادي النسوي لتوفير الوعاء العقاري، ملتمسا من ممثل المجلس الوفاء بالتزامه، معبرا عن حرص المديرية على استعدادها لمباشرة باقي الإصلاحات. وحول مشاريع ملاعب القرب، أوضح المدير الإقليمي أن هناك مشروعين يندرجان ضمن برنامج التأهيل الحضاري بشراكة بين وزارة الشباب والرياضة والمجلسين الإقليمي والجهوي، موردا أن الأشغال انطلقت لإنجاز مسبح نصف أولمبي، ومركز سوسيو رياضي للقرب. المجلس الجماعي يوضّح تداخل الاختصاصات وتعدد المتدخلين جعلنا ننتقل إلى بلدية أولاد امراح؛ إذ لم نجد من يجيبنا عن استفسارات وتطلعات المواطنين والجمعويين، قبل أن نربط الاتصال برئيس المجلس البلدي الذي ظل هاتفه يرنّ دون إجابة، ليتم ربط الاتصال بأحد نوّابه قصد أخذ رأي الطرف الآخر. الحاج إدريس الدّرّي، النائب الأول لرئيس بلدية أولاد امراح، أقرّ في تصريح هاتفي لهسبريس بأن بنايتي دار الشباب والنادي النسوي يجب هدمهما من قبل المجلس البلدي بناء على تعاقد الرئيس مع باقي المتدخلين في أحد الاجتماعات، وكذا القيام بعملية البناء وفق البرنامج الذي وضعته الجماعة خلال هذه السنة، بالإضافة إلى مشاريع أخرى على مستوى الطرق ومداخل المركز والسوق المركزي. وأضاف نائب الرئيس أن أي إصلاح يطلّب تضحيات وصبرا من طرف السكان، موضّحا أن مشروع تهيئة الأزقة والشوارع الذي تبلغ كلفته مليارا و15 مليون سنتيم، صادف مشروع تجديد قنوات الماء الصالح للشرب؛ ما أدى إلى تأخير قليل في الأشغال، تفاديا لإعادة الحفر بعد الإصلاح، مشيرا إلى أن الأشغال عرفت تقدّما مهمّا على مستوى وضع الطّوار، إضافة إلى إنجاز مشاريع عدّة كشبكة التطهير ب84 مليون سنتيم، ومحيط الجماعة ب120 مليون سنتيم، والإعلان عن صفقات أخرى تفوق 869 مليون سنتيم. وأشار إدريس إلى أن البرنامج التنموي للمجلس الجماعي لهذه السنة يضم مشروع النادي النسوي ودار الشباب، وتأهيل الحديقة العمومية والملعب الرياضي، في انتظار البحث عن شريك للدعم المادي، معترفا بغياب التواصل بين أغلبية الأعضاء مع الرئيس الذي لا يجيب على مكالمات نوابه أيضا، مسجّلا ظاهرة احتلال الملك العمومي رغم بناء سوق القرب، والنقص على مستوى خدمات النظافة، معللا ذلك بقلة الموارد البشرية بعد إحالة الموظفين على التقاعد، في انتظار إعلان الوزارة عن التعاقد لتغطية الخصاص.