تقع جماعة أولاد فارس في دائرة ابن أحمد إقليمسطات، جنوب بلدية أولاد مراح بين جماعتي منيع والسكامنة على مستوى الطريق الرابطة بين سيدي حجاج والطريق الجهوية رقم 308، ويبلغ عدد سكانها 12341 نسمة حسب إحصاء 2014. للوصول إلى جماعة أولاد فارس، يجب التحقق أولا من جماعة أولاد فارس المقصودة، بسبب وجود جماعة أخرى بالاسم نفسه تابعة لدائرة البروج؛ وهو ما يتطلّب سلك الطريق الجهوية 316 انطلاقا من سطات نحو رأس العين الشاوية، ثم الانعطاف يسارا نحو سيدي حجاج، ثم الانعطاف يسارا للمرة الثانية في اتجاه الطريق الجهوية 308. بعد قطع مسافة تقارب 60 كيلومترا، يظهر مركز جماعة أولاد فارس دائرة ابن أحمد.. منظر يوحي بضعف التنمية، ومقاه بسيطة وباعة يعرضون الفواكه والخضر والحوامض، وآلات فلاحية في طور الإصلاح استعدادا لجمع ما تبقى من محصول الموسم الفلاحي، ورعاة يحرسون أغنامهم جانب الطريق. ظهور صاحبة المليار يشهر البلدة نجية نظير المعروفة ب"زهرة" المحسنة المنحدرة من منطقة أمزاب، القاطنة بدوار لهديلات، دأبت على فعل الخير المستور بعيدا عن أعين الكاميرات مع كل من قصدها، إذ بنت المساجد وأرسلت شيوخا إلى الحج على نفقتها، وغيرها من التبرعات، حيث أسهمت في التعريف بمنطقتها، وأصبح بيتها قبلة للمؤسسات الإعلامية الوطنية بل حتى الدولية منها التي تناولت الخبر. معاناة التلاميذ مع التنقل اليومي إلى المدارس في ظروف اجتماعية واقتصادية وطبيعية صعبة، زيادة على الاكتظاظ الذي تعرفه بعض المؤسسات بمسقط رأسها، جعل المحسنة تتبرّع بمليارين و200 مليون سنتيم عبر توقيع اتفاقيتين؛ الأولى تهمّ بناء ثانوية تأهيلية بجميع مرافقها بقيمة مليار و200 مليون سنتيم، والثانية تخصّ تعويض قاعات البناء المفكك وتوسعة مدرسة لهديلات الابتدائية بقيمة مليار سنتيم. المبلغ الضخم المتبرّع به حاولت نجية نظير أن يبقى مستورا كباقي أعمالها الخيرية السابقة، إلا أن بروتوكول التوقيع مع الشركاء الممثلين في وزارتي الداخلية والتربية الوطنية وحضور الإعلاميين جعل الحدث ينتشر على نطاق واسع. وتعدّ هذه المبادرة الإحسانية سابقة بالمنطقة، وساءلت جميع المنتخبين بإقليمسطات بل بالمغرب كلّه، وسرعان ما استدركت نجية الأمر بالاعتذار عن تصويرها خلال الندوة الصحافية التي نظمتها ببيتها، وضّحت خلالها الهدف من عملية التبرّع نافية وجود خلفيات سياسية غير الخير والإحسان في سبيل الله. سكان: نعاني ضعف التنمية وقلة الصحة هسبريس انتقلت إلى مركز جماعة أولاد فارس دائرة ابن أحمد، والتقت بعدد من المواطنين والجمعويين، الذين أجمعوا في تصريحات متطابقة على ضعف التنمية والهشاشة والفقر بالمنطقة، وغياب مرافق خاصة بالشباب والنساء، موجّهين اللوم إلى المجالس التي تعاقبت على تسيير المجلس الجماعي. وشدّد المتحدثون إلى هسبريس على قلة الخدمات الصحية ونقص الأدوية، وضعف المسالك الطرقية مطالبين بالرفع من وتيرة التنمية الشاملة، وتحسين الوضع الصحي، وتزويد المركز الصحي المحلي بالأطر الكافية والرفع من عدد سيارات الإسعاف، معللين ذلك ببُعد الجماعة عن مدينة سطات وانتشار العقارب ومعاناة الحوامل والأطفال والشيوخ خاصة أصحاب الأمراض المزمنة. الجماعة فقيرة والتنمية ضئيلة الطاهر الفارسي، رئيس جماعة أولاد فارس دائرة ابن أحمد، ضمّ صوته إلى صوت السكان، قائلا "إن التنمية بالجماعة الترابية لا تزال ضئيلة، على الرغم من تحقيق بعض المكاسب كأسطول النقل المدرسي المكوّن من ثلاث حافلات، بالإضافة إلى المصادقة مؤخّرا على إنجاز ملعب للقرب، كما تم اقتناء وعاء عقاري لتصريف النفايات". وأشار الفارسي إلى أن إعادة الدراسة لإعادة الهيكلة قد أنجزت، لتجاوز مخلفات البناء العشوائي خلال الربيع العربي، بإنجاز التصاميم لجميع البنايات، منوّها بمبادرة المحسنة نظير ببناء مؤسسات تعليمية، بعدما عاينت بنفسها معاناة التلاميذ والاكتظاظ ببعض المدارس. وشدّد الفارسي على النقص الكبير في الخدمات الصحية، بسبب نقص الموارد البشرية وقلة الأدوية بالمستوصف؛ وهو ما جعل المرضى وذويهم في ورطة، ومعاناة إضافية بسبب التنقل إلى السكامنة من أجل تلقي الإسعافات الأولية، باعتبارها الجماعة القريبة لأولاد فارس، موضّحا أنه راسل المسؤولين على المستويين الإقليمي والمركزي مع فتح حوار مع وزير الصحة حول الوضع الصحي بالمنطقة، رادّين ذلك إلى نقص الموارد البشرية بالإقليم. واعتبر الرئيس المسالك الطرقية لفك العزلة مشكلا عويصا، على الرغم من أهمية تلك المسالك بالنسبة إلى ساكنة الجماعة، موضّحا أنه بشراكة مع جهة الدارالبيضاء – سطات وجمعية فتح الخير جرى تحقيق بعض الكيلومترات لربط الدواوير، بالإضافة إلى إنجاز بعض المسالك من ميزانية الجماعة البسيطة، في انتظار الوفاء بوعد الجهة المتمثل في استفادة الجماعة مما يفوق 43 كيلومترا . وأكّد الطاهر أن مستوى تغطية الكوانين بالإنارة بلغ 99 في المائة، مشيرا إلى الكوانين المتبقية البالغ عددها 49 ستتم برمجتها في أقرب وقت، نافيا وجود أي مشكل على مستوى الماء الصالح للشرب، باستثناء دوار أولاد "بلعامري" بسبب بعده عن قنوات الربط، موضّحا أن الدراسة أنجزت وقد وضعت بالإدارة المختصة. ولخّص الرئيس المشاكل التي تعانيها الجماعة في قلة مواردها أمام كثرة المصاريف، ودعم الجمعيات التي لها علاقة طيبة مع الجماعة، على الرغم من وجود جمعيات توشوش على العمل ولو أنها تنشط خارج المجال الترابي للجماعة، مستبعدا الدوافع السياسية لذلك. وأوضح الطاهر أن باب الجماعة الترابية مفتوح في وجه الشباب الضائع بالمنطقة، واعدا إياهم بإنجاز ملعب للقرب ومسبح، واعتبر أن الخزانة العمومية غير صالحة، معللا ذلك بعدم تجديد الكتب التي عمّرت تسع سنوات وباتت محفوظة لدى التلاميذ، وكشف في الوقت ذاته أن المجلس سيراسل عامل الإقليم قصد تحويل الخزانة إلى نادي نسوي.