ما زال الناشط والباحث في الشأن الإسلامي محمد رفيقي، الشهير بلقب "أبو حفص"، يثير الجدل داخل الأوساط الفقهية، والسلفية على وجه الخصوص، بمواقفه التي تخالف ما تضمه كتب التراث الإسلامي. فبعد دعوته في وقته سابق إلى مراجعة أحكام الإرث، سجل السلفي السابق خرجة جديدة ينفي فيها "عذاب القبر". وقال أبو حفص، في لقاء إعلامي مثير على إحدى القنوات الفضائية الخاصة، إن "عذاب القبر يعد خرافة من الخرافات التي دخلت العقل الإسلامي وأسطورة من الأساطير التي صدقها كثير من الناس"، معتبرا أنه يبقى "أمرا غيبيا لا يستند فيه على حديث نبوي واضح ومتواتر وصحيح". وعاكس المتحدث ما تعتقد به غالبية المسلمين منذ عهد ظهور الإسلام، قائلا إن "الإنسان لا يعذب في قبره، بل لا يشعر بأي شيء"، موردا: "ليست هناك آية في القرآن تدل على عكس ذلك، ولم يرد بتاتا في الكتاب الكريم مفردة عذاب القبر"، معتبرا أن "من يثبت عذاب القبر فهو يكذب القرآن"، مضيفا أن "الغيبيات لا تستند إلى أحاديث مضطربة، ولا يمكن إثبات أحداث غيبية كبرى بأحاديث الأحاد". موقف أبو حفص المثير جر عليه انتقادات لاذعة من نشطاء سلفيين، في مقدمتهم حسن الكتاني، الذي سارع إلى بث حلقة سمعية بصرية على صفحته الرسمية بموقع "يوتيوب"، أسماها "وجوب الرد على أهل الباطل"، قال فيها إن مثل مواقف محمد رفيقي تندرج ضمن "تعمد استفزاز المسلمين في عقيدتهم ودينهم". واتهم الكتاني أبا حفص بالتهجم على "أصل من أصول الإسلام"، معتبرا أن ظهور مثل تلك المواقف في الآونة الأخيرة جاء بسبب "صمت أهل العلم والعلماء"، ودعا إلى حملة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل "الكتابة والرد على شبهات أهل الباطل"، على حد تعبيره. ناشط سلفي آخر، هو حماد القباج، خصص تدوينة مطولة عن محمد رفيقي، أورد فيها: "من سمات قلة العقل واستحكام التيه وتضخم الغرور في النفس أن يتجرأ إنسان على المجاهرة برأي في ما لا مجال لعقله القاصر فيه". وخصصت بعض الصفحات السلفية ردودا حادة على أبي حفص، وصفته بأنه "فهامة زمانه ومفتي الإذاعات والشاشات وفيسبوك، محمد رفيقي الملقب سابقا (أيام المنابر والزنازن) بأبي حفص"، مضيفة أنه "صار ألذع من لسان العلمانيين في مهاجمة الأحكام الشرعية؛ إذ يخاطب المخدوعين بلسان الباحث في الشرع، والمتحدث بلسان العالم، وبذلك يمرر المغالطات"، وفق تعبير تلك الصفحات.