أثارت مواقف الشيخ محمد عبد الوهاب رفيقي، المعروف باسم "أبو حفص"، جدلا كبيرا بعد سلسلة المراجعات التي قام بها بعد خروجه من السجن رفقة بعض شيوخ السلفية الجهادية، كانت آخرها موقفه من عذاب القبر، والذي اعتبره "خرافة من الخرافات التي دخلت العقل الإسلامي، وأسطورة من الأساطير التي صدقها الكثير من الناس". وذكرت يومية "الأحداث المغربية"، التي أوردت الخبر في عدد نهاية الأسبوع، أن موقف الشيخ أبو حفص أثار جدلا واسعا على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي، وداخل الأوساط المهتمة بالفكر والفقه الإسلاميين، وذلك قبل أن يتم بث الحلقة كاملة على قناة "تيلي ماروك". وأضافت الجريدة، أن محمد عبد الوهاب أكد أنه كان يتوقع هذا الجدل لأنه يعلم جيدا أنه "ينحت في صخور تكلست قرونا من الزمن، وهو أمر ليس بالسهل، وتعود عليه في مواضيع سابقة". وعبّر أبو حفص عن عدم اكتراثه كثيرا لهذه الردود باعتبار أن أصحابها "ضحايا سياسات عمومية ومدرسية متخلفة عن أداء دورها، ومن لم يترب على احترام المخالف وتشغيل ملكة النقد والسؤال والبحث فطبيعي جدا أن تصدر منه هذه الردود". وأشار أبو حفص إلى أن عذاب القبر خرافة، وأن الأمر "مخالف للقرآن والعقل، فالقرآن لم يشر نهائيا للموضوع بل على العكس تحدث عن الجزاء بعد الحساب وليس قبله"، متسائلا، وباستغراب شديد، عن كيف يعذب من لم يحاسب بعد، وما قيمة الحساب إذا كان قد عرف مقامه ومنزله، مضيفا أن "الزمن بعد الموت يساوي الصفر، وبالتالي ليس بحياة ولا إحساس فيها بنعيم أو عذاب". وجر هذا الموقف على الباحث غضب المهتمين بالفكر الإسلامي والمتشددين، إذ نشر السلفي محمد القباج، المقرب من حزب العدالة والتنمية، في صفحته على الفايسبوك تدوينة قال فيها: "من سمات قلة العقل واستحكام التيه وتضخم الغرور في النفس، أن يتجرأ إنسان على المجاهرة برأي في ما لا مجال لعقله القاصر فيه…عقل الأخ محمد رفيقي لم يستطع أن ينتج فكرا مبدعا يبصم به عالم الشهادة الذي أتاح الله له وسائل الخوض فيه تطويرا وابتكارا واختراعا وتنمية".