بعد النقاشات الحادة التي شهدتها الأغلبية الحكومية خلال الأسبوعين الماضيين وما رافقها من تصريحات وتصريحات مضادة، طوى زعماء الأغلبية المشكلة للحكومة خلافاتهم، وأعلنوا تماسك الائتلاف السداسي المكون للحكومة. زعماء الأغلبية، الذين اجتمعوا اليوم الاثنين، للتوقيع على ميثاق العمل المشترك، أكدوا عزمهم على الاستمرار في الاشتغال جنبا إلى جنب، وهو ما عبر عنه رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، صراحة، بالتأكيد على أن أغلبيته ستستمر إلى نهاية ولايتها الطبيعية. وفي هذا الصدد، أكد عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، أن "ميثاق الأغلبية عقد مهم وسيجعل هناك رؤية واضحة حول تماسك الأغلبية"، موردا أن "الأحزاب تختلف ولكن تجتمع على البرامج وطرق العمل". وبعدما أكد أن الوفاء والالتزام أمران مهمان داخل الأغلبية، قال أخنوش إن "التجمع حزب له وفاء والتزامات داخل الأغلبية، ويساند هذا الميثاق لإنجاح برامج المغرب، لأن المهم هو برنامج البلاد لتزيد إلى الأمام"، معلنا "سرور حزبه بالتزام جميع الأحزاب لأن الأساس هو أن تسير الحكومة في مشاريعها إلى الأمام". من جانبه وصف امحند العنصر، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، لحظة التوقيع على ميثاق الأغلبية ب"المهمة بالنسبة لمكوناتها"، نافيا أن يكون قد أكد أن الحكومة لن تكمل ولايتها العادية. وأمام إصرار رئيس الحكومة على توضيح التصريحات الصادرة عن العنصر قال أمين عام الحركة الشعبية: "قلت إن هذه الحكومة لن تستمر لأربع سنوات إذا استمرت التصريحات للهجوم على بَعضنا البعض"، موردا أن "الميثاق جاء ليؤكد أن الأغلبية صفت الأجواء وأنها متماسكة". من جهته أكد إدريس لشكر، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أن "الحكومة لم تكن تحتاج هذا الميثاق للاشتغال، لكن هدف تنظيم العمل بين مكوناتها دفعها إلى توقيعه"، معلنا أن حزبه مرتاح للمسار الذي تسير فيه الحكومة في حقوق الإنسان والمرأة وغير ذلك. أما محمد ساجد، الأمين العام لحزب الاتحاد الدستوري، فسجل أن حزبه "انخرط في هذا الميثاق منذ البداية اعتمادا على مبدأي الوفاء والالتزام"، مؤكدا أن تنظيمه مجند للوفاء بهذا الميثاق. وأشار ساجد إلى ضرورة التنسيق أكثر بين فرق البرلمان ليكون هناك انسجام كبير، مبررا ذلك "بأن هناك تحديات تنموية كبرى"، وزاد موضحا: "هي انتظارات المواطنين، والتي توجد على عاتقنا جميعا، بما في ذلك المعارضة". ودعا ساجد إلى "التفكير في نموذج تنموي جديد ووفقا لما أعلنه الملك محمد السادس"، مبرزا أن "هذا يلزم أن كون هناك تنسيق للخروج ببرنامج تنموي جديد يخدم مصلحة المواطنين". نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، أكد أن الأغلبية بصدد لحظة لها رمزية لتجدد لبعضها الوفاء للمبادئ التي تم الاتفاق عليها، داعيا إلى "تقوية التلاحم بين مكونات الأغلبية في إطار السعي إلى بلورة مضامين التصريح الحكومي الذي التزم به رئيس الحكومة أمام البرلمان". "بعد فترة التعاليق علينا الانطلاق لنقول إننا نريد العمل والإصلاح، وأن نعطي هذا البعد الإصلاحي القوي في مختلف المجالات لإسعاد الشعب المغربي في جميع المستويات"، يقول الأمين العام ل"حزب الكتاب"، الذي تمنى "توفير الجو الكفيل باشتغال الأغلبية وسيكون التوفق لتكمل هذه الحكومة ولايتها".