قلل محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، من الأزمة الحادة التي تعرفها مكونات الأغلبية الحكومية الحالية، خاصة بعد التصريحات المتهكمة والمسيئة التي أصدرها الأمين العام السابق ل"العدالة والتنمية"، عبد الإله بنكيران، في حق زعامة حزبي التجمع الوطني للأحرار والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. وخلال الجلسة الافتتاحية لاجتماع الدورة التاسعة للجنة المركزية لحزبه، اليوم السبت بالرباط، دعا بنعبد الله مكونات الأغلبية إلى "تصفية الأجواء لتجاوز الصورة التي لا تليق بما يُطمح إليه في الحكومة"، مضيفا: "نريدها قادرة على طرح تصورات مرتبطة بالإصلاح والانتظارات الشعبية". الوزير السابق، الذي خرج من تركيبة الحكومة بسبب قرار ملكي يرجع إلى تعثر مشاريع "الحسيمة منارة المتوسط"، لم يفوت الفرصة دون الحديث عن هذا الإعفاء الصادم الذي طاله ورفيقه الحسين الوردي، وزير الصحة السابق، موردا: "خرجنا مرفوعي الرأس، واسترجعنا الحقائب الوزارية التي كان يدبرها الحزب". وفضل "زعيم الكتاب" وصف هذا التعويض الذي طال وزراء حزبه ب"التطعيم" لحكومة سعد الدين العثماني، وأورد محمد نبيل بنعبد الله أن ما جرى "تأكيد على المكانة التي يتبوؤها حزب التقدم والاشتراكية في الساحة السياسية". وشدد الأمين العام نفسه على أن "الأغلبية الحكومية في أمسّ الحاجة إلى التماسك خلال المرحلة الراهنة"، وأن "ما عرفته من جدل حاد بين بعض زعمائها لا يعدو أن يكون مجرد قضايا هامشية وثانوية لا تفيد المواطن المغربي في شيء، ولا الوطن ولا المجتمع". وتابع بنعبد الله متسائلا: "هناك سؤال عريض يطرح أمام هذه القضايا الهامشية، ما هو نفعها للجماهير الشعبية؟"، لافتا الانتباه إلى أن تلك القضايا التي تهم أزمة التصريحات الأخيرة، التي كادت أن تعصف بتماسك فريق سعد الدين العثماني الحكومي "تأتي في ظل قضايا أهم من احتجاجات اجتماعية في جرادة، وغيرها، وانتظارات المواطن المغربي". وحسم الوزير المغربي السابق هذا الجدل، من وجهة نظر حزبه، متوجها بكلامه إلى زعماء الأغلبية الحكومية: "أقول لكم كفى من الصراعات الهامشية والخلافات الثانوية!"، داعيا إلى "ضرورة الاشتغال المشترك والقوي وفق تصور يعطي نفسا ديمقراطيا جديدا للاستجابة لانتظارات المواطنين، ويملأ الساحة بالمشاريع وليس بالخلافات".