في تجربة هي الأولى من نوعها بالمغرب، استفاد العديد من المكفوفين وضعاف البصر من عملية توزيع للمصحف الشريف بتقنية القلم الناطق والذي يمكن بواسطته للمكفوفين قراءة القرآن الكريم عن طريق جهاز قارئ ومخزن لكل صور المصحف. وجاءت فكرة المبادرة، التي احتضنتها المكتبة الوطنية للمملكة بالرباط عشية الاثنين، بشراكة بين مؤسسة مودة الإماراتية الراعية للمبادرة وبين مؤسسة تسنيم الماليزية والوزارة المكلفة بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني بالإضافة إلى وزارة الثقافة والاتصال، وكذا مؤسسة عيون لإبداع المكفوفين. واعتبر مصطفى الخلفي، وزير العلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني والناطق الرسمي باسم الحكومة، في تصريح لجريدة هسبريس، أن الحفل هو مناسبة لرد الاعتبار إلى هذه الفئة وخاصة الذين يعيشون وضعا صعبا في القراءة، حيث بإمكانهم اليوم تلاوة كتاب الله بتقنية جديدة. ونوّه الناطق الرسمي باسم الحكومة بقوة العلاقات المغربية الإماراتية، شاكرا لمؤسسة مودة تعاونها في هذه المبادرة، مشيدا في الوقت ذاته بعمل الجمعيات المتخصصة في ملف الإعاقة، وعلى رأسها مؤسسة عيون لإبداعات المكفوفين. وأضاف المتحدث أن الحكومة، وخاصة الوزارة المعنية بالعمل الجمعوي، منفتحة على كل المبادرات التي تهدف إلى تيسير المعرفة للأشخاص في وضعية إعاقة، معتبرا أن معاهدة مراكش للملكية الفكرية المتعلقة بالمكفوفين وضعاف البصر ينبغي أن تشكل الأساس في العمل على هذا المستوى. ومن جهته، قال إبراهيم اليعربي، عن مؤسسة مودة الإماراتية، في تصريحه لهسبريس، إن هذه المبادرة هي انطلاقة لإيصال أزيد من 5000 مصحف مزود بالقلم الناطق للمكفوفين وضعاف البصر داخل المملكة المغربية، موضحا أن الحضور الكبير للمكفوفين وضعاف البصر يظهر مدى حاجة المغرب إلى مثل هذه المبادرات. كما أشاد المتحدث بأواصر العلاقات المتميزة بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المغربية منذ سنوات طويلة، موضحا أن مؤسسة مودة ستنخرط في كل المبادرات الجمعوية التي تهم هذه الشريحة من المجتمع المغربي. وبعد انطلاق الحفل ووسط حضور كثيف للمكفوفين الذين ظل أكثرهم خارج رحاب المكتبة الوطنية نظرا لامتلاء القاعة الكبرى عن آخرها وبحضور سفيرة ماليزيا وممثل السفارة الإماراتية، احتج العديد من المعطلين وسط القاعة على وزير العلاقات مع البرلمان والناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي، هاتفين بشعارات مناوئة لسياسة الحكومة في مجال تشغيلهم. ووجد المنظمون صعوبة في ضبط القاعة، حيث استمرت الشعارات لدقائق، قبل أن يفتح الوزير مع المحتجين حوارا تم خلاله أخذ الكلمة من الفئة المعنية والذي عبر ممثلوها عن مطالبهم المتمثلة في الإدماج المباشر في الوظيفة العمومية وإيجاد حل لمعاناتهم اليومية. ورد الناطق الرسمي باسم الحكومة على مطالب المحتجين بتجديد تعهدات الحكومة بحل هذا الملف عبر تنظيم مباريات خاصة سيتم إعلانها لاحقا، معتبرا أن الحكومة وبشراكة مع بعض الجمعيات ستعد لائحة للمهن والوظائف التي يمكن لفئة المكفوفين العمل فيها، في إطار تسهيل تنظيم المباريات الخاصة، على حد وصف المتحدث.