عادت مناجم الموت بجرادة إلى خطف ضحية جديدة صباح اليوم الخميس؛ وذلك إثر انهيار جزء من منجم الفحم الذي كان يشتغل به. وأظهر فيديو تداوله نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" لحظة تجمع ساكنة منطقة "حاسي بلال" التي يتواجد بها المنجم المذكور، في محاولة لإنقاذ الضحية استمرت، وفق المصدر ذاته، حوالي ساعة ونصف. واستعمل العمال والحاضرون بالمنطقة وسائل بدائية استغرقت وقتا طويلا من أجل استخراج جثة الضحية، في حين بدت أم الراحل في المشهد وهي تبكي فقيدها. كما أظهر الفيديو تجمهرا غفيرا جدا للسكان أفادت مصادر متطابقة بأنهم توجهوا مباشرة بعد إخراج الضحية إلى عمالة المدينة في مسيرة احتجاجية، مرفوقين بجثة الضحية التي نقلت داخل سيارة من الحجم المتوسط. حري بالذكر أن الحادث يأتي أسابيع قليلة فقط بعد فاجعة الأخوين جدوان والحسين، اللذين ذهبا أيضا ضحية انهيار ما أصبح يعرف ب"مناجم الموت". كما كانت السلطات المحلية بإقليم جرادة قد أفادت، منذ حوالي أسبوع، بأن شخصا (حوالي 51 سنة) أصيب بإصابات متفاوتة الخطورة إثر انهيار جزئي لنفق تحت أرضي عشوائي لاستخراج معدن الرصاص بجماعة سيدي بوبكر بإقليم جرادة. وبحسب المصدر ذاته، فقد تم حينها إخراج الرجل الخمسيني من داخل النفق من طرف مجموعة من مرافقيه. وكان عزيز الرباح، وزير الطاقة والمعادن، قد حاول، في إطلالة إعلامية، طمأنة ساكنة جرادة بتأكيده على محاسبة كل المتورطين في استنزاف ثروات المنطقة من الفحم الحجري، خاصة أن المواطنين يتهمون أسرا كبيرة ذات نفوذ سياسي، يلقبونها ب"بارونات الفحم"، بالوقوف وراء ذلك.