بالرغم من تصنيفه تراثاً وطنيا، باشرت بلدية مولاي علي الشريف بمدينة الريصاني عملية حفر بناء مركب سوسيوثقافي ومسبح فوق جزء مهم من موقع سجلماسة الأثري، الذي اعتبره باحثون يمثل جزءاً مهماً من الذاكرة المغربية، واقترن بصناعة الفخار قبل تشييد القصبة السجلماسية من لدن السلطان مولاي إسماعيل بين القرنين ال15 وال17. لحسن آيت لفقيه، الباحث في التراث الثقافي، اعتبر أنّ موقع سجلماسة الأثري، الذي صنف تراثاً وطنياً، في حاجة ماسّة إلى التأهيل وترميم ما يُمكن ترميمه، والحفاظ عليه للأجيال المقبلة. وتابع آيت لفقيه، في تصريحات لهسبريس، أن "تقدير بلدية مولاي علي الشريف لإحداث المركب فوق هذا المجال التراثي تقدير خاطئ، يُدمر الحضارة الإسلامية وذاكرة المغاربة"، داعياً إلى تكثيف جهود الجميع وخاصة جمعيات المجتمع المدني من أجل تصنيف كل المآثر والمعالم التاريخية بتافيلالت، والحفاظ عليها للأجيال المُقبلة. في مُقابل ذلك، أوضحت بلدية مولاي علي الشريف أن هذا المركب السوسيوثقافي يتضمن مسبحاً بمواصفات عالية إلى جانب مرافق ثقافية ورياضية وترفيهية، ويندرج ضمن المنطقة المرموز لها ب"المنطقة الرياضية" حسب تصميم التهيئة الخاص بالجماعة، الذي تمت المصادقة عليه سنة 2013. وبررت اختيار الموقع، بمحضر اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية، أخذاً بعين الاعتبار حدود الموقع الأثري سجلماسة، المرسم بوثيقة تصميم التهيئة الخاص بالجماعة. وتعد سجلماسة على مدى التاريخ ملتقى للحضارات والتلاقح الثقافي، لم يتبق منها اليوم سوى رسوم وأطلال ستظل شاهدة على عظمة الحضارة والتاريخ المغربي. وفي هذا الصدد، أبرز الباحث المغربي أنّ "الذاكرة التاريخية، وهذا الموروث الحضاري، وخاصة الموقع الأثري لسجلماسة، أصبح اليوم عرضة للاندثار والخراب". كما تعدّ سجلماسة أول مدينة في المغرب درس بها علم البيان من لدن الفقيه والعالم الشريف الحسن بن القاسم القادم من ينبوع النخيل في العهد المريني؛ وهو ما أعطى للمدينة شهرة كبيرة جعلتها قبلة لطلاب العلم ولعدد من العلماء. ولعل كتاب "الدرر البهية" لمؤلفه مولاي إدريس الفضيلي يقدم الكثير عن هذه المدينة، من الناحية العلمية والازدهار العلمي الذي كان بها، إلى جانب عدد من المصادر والمراجع، التي كتبت الكثير عن تاريخ هذه المدينة وحضارتها.