أفردت الصحف الصادرة ببلدان أمريكا الشمالية حيزا هاما من صفحاتها، على الخصوص، لإعلان الرئيس دونالد ترامب استعداده للإدلاء بشهادته تحت القسم في ما يتعلق بالتحقيق في التدخل الروسي المحتمل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لسنة 2016، ولجهود كنداوالمكسيك من أجل حماية اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا)، ولموافقة لجنة برلمانية في بنما على تعيين قاضيتين اقترحهما رئيس البلاد لشغل منصبين شاغرين بالمحكمة العليا. فبالولايات المتحدة، توقفت صحيفة "واشنطن بوست" عند إعلان الرئيس الأمريكي استعداده للشهادة تحت القسم بخصوص محادثاته مع رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي، جيمس كومي، الذي عزله ترامب من منصبه في ماي الماضي، متهما إياه بشكل غير مباشر بالكذب. وذكرت الصحيفة ان ترامب أكد استعداده أيضا للخضوع لاستجواب من جانب المحقق الخاص روبرت مولر المكلف بملف التدخل الروسي المحتمل في الانتخابات الأمريكية، وجدد التأكيد على أنه لم يكن هناك "تواطؤ" بين حملته الانتخابية وموسكو لتشويه سمعة المرشحة هيلاري كلينتون التي نافسته في الاستحقاق الرئاسي الأخير. وأشارت إلى أن فريق المحقق الخاص مولر كان قد أبلغ مؤخرا هيئة دفاع ترامب أنه يود أيضا استجواب الرئيس حول إقالة مستشاره لشؤون الأمن القومي، مايكل فلين، ومدير مكتب التحقيقات الفدرالي، جيمس كومي. وفي موضوع آخر، كتبت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن الدولار الأمريكي يوجد في أدنى مستوى له في ثلاث سنوات، مقابل سلة العملات الرئيسية، وذلك في أعقاب التصريحات التي أدلى بها وزير الخزانة الأمريكي، ستيفن منشن في منتدى دافوس، وأشار فيها إلى أن ضعف الدولار سيخدم التجارة والصادرات الأمريكية. وأضافت أن تصريحات منشن، التي تأتي في ظل الرسوم الجديدة التي فرضتها واشنطن ومواقفها المتشدد بشأن اتفاقية ''نافتا''، تؤكد توقعات الأسواق المالية بخصوص سياسة "أمريكا أولا" التي اعتمدها الرئيس ترامب منذ وصوله للبيت الأبيض. وفي كندا، كتبت "لودروا" أن رئيس الوزراء جستن ترودو، وبعد إعلانه عن التوصل إلى اتفاق مبدئي حول النسخة الجديدة من اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادي، دخل معتركا تجاريا آخر في دافوس، بسويسرا، لمعالجة ملف ضخم آخر يتعلق باتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية. واشارت اليومية إلى أن ترودو بدأ يومه الثاني في المنتدى الاقتصادي العالمي بحضور مائدة مستديرة تجارية بين كندا والولايات المتحدة، انعقدت خلف أبواب مغلقة بحضور عدد من الفاعلين الاقتصاديين الأمريكيين، مضيفة أن رئيس الوزراء الكندي أكد في تصريحات لوسائل الإعلام أن "هناك دائما أشياء لتحسين أي اتفاق، وأن هناك الكثير من الناس على جانبي الحدود يعتمدون على نافتا". من جهتها، ذكرت صحيفة "لوسولاي" أن شركة صناعة الطائرات الكندية بومبارديي سيتعين عليها الانتظار لمعرفة حكم لجنة التجارة الدولية الأمريكية بشأن نزاعها التجاري مع نظيرتها الأمريكية "بوينغ" حول طائرات "سيريز". وأشارت الصحيفة إلى أن قرار الهيئة الأمريكية، تأجل ليوم الجمعة بفعل الإغلاق الجزئي للحكومة الفيدرالية. وفي بنما، ذكرت يومية "لابرينسا" أن لجنة الاعتمادات بالجمعية الوطنية (البرلمان) صوتت لصالح تعيين قاضيتين اقترحهما الرئيس خوان كارلوس فاريلا لشغل منصبين شاغرين بالمحكمة العليا بالبلاد، مشيرة إلى أن اللجنة أوصت البرلمان بتأييد الاسمين المقترحين خلال التصويت المنتظر عقب جلسات المناقشة التي ينتظر أن تنطلق الاثنين المقبل. وأوضحت أن اللجنة أيدت بخمسة أصوات مقابل اعتراض أربعة تعيين زوليكا مور، المدعية الخاصة المكلفة بمكافحة الفساد، والمحامية توفار دي زاراك، زوجة النائب السابق لوزير الاقتصاد والمالية، لشغل المنصبين القضائيين الشاغرين خلال العشر سنوات القادمة، مشيرة إلى أن الصوت الحاسم كان هو صوت النائب خوصي مونيوث، العضو السابق بحزب التغيير الديمقراطي المعارض، الذي انشق عن الأخير وأسس تشكيله السياسي الجديد "حزب التحالف''. من جهتها، أوردت صحيفة "لاإستريا'' أن دفاع الرئيس البنمي السابق، ريكاردو مارتنيلي (2009-2014)، المعتقل منذ يونيو الماضي بأحد السجون الفيدرالية بولاية فلوريدا، بالولايات المتحدة، ضد قرار تسليمه لبلاده، على خلفية متابعته باتهامات بالفساد خلال السنتين الأخيرتين من ولايته، يعتزم تقديم طلب للمحكمة لتمكين مارتينيلي من المتابعة في حالة سراح مقابل كفالة، وذلك بعد رفض القاضية الأمريكية، مارسيا كوك، لطعن قدمه الأخير ضد قرار تسليمه. واشارت اليومية إلى أن دفاع الرئيس السابق استغل هذه الإمكانية التي تركتها القاضية الأمريكية مارسيا كوك مفتوحة إلى غاية السادس من فبراير المقبل، رغم رفضها للطعن في قررا التسليم، مذكرة بأن مارتينيلي يواجه في بلاده تهما تتعلق ب الاختلاس وبالتنصت غير القانوني على عدد من خصومه السياسيين. من جانبها، ذكرت صحيفة "إل سيغلو'' أن شركة البناء البرازيلية العملاقة "أودبريشت" التي تورطت في فضائح رشاوى لمسؤولين حكوميين بالعديد من الدول، لاسيما بأمريكا اللاتينية، مقابل مساعدتها على الظفر بصفقات مشاريع عمومية، توصلت إلى اتفاق مع الحكومة الغواتيمالية تدفع بموجبه الشركة البرازيلية حوالي 9ر17 مليون دولار كتعويض اقتصادي عن "الأعمال الإجرامية" التي تورطت فيها بالبلد الكاريبي. وفي المكسيك، توقفت يومية "لاخورنادا" عند استئناف الجولة السادسة من المحادثات لتعديل اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية بمونريال، مشيرة إلى أن وزير المالية المكسيكي، خوسي أنطونيو غونزاليس أنايا، أكد أن "السيناريو الأساسي هو أن تفضي المفاوضات الى اتفاق جيد". ونقلت الصحيفة عن الوزير المكسيكي قوله "إننا نود التوصل إلى اتفاق ثلاثي، وطالما اشتغلنا في هذا الاتجاه"، مشيرة الى ان جولة المحادثات الحالية ستنتهي الاثنين المقبل، في حين لم يتم بعد تحديد موعد انعقاد الدورة القادمة. من جانبها، ذكرت صحيفة "إل أونيفرسال" أن الرئيس المكسيكي، إنريكي بينيا نييتو، ورئيس الوزراء الكندي، جوستين ترودو، أجريا محادثات هاتفية حول مسلسل التوقيع على اتفاقية "الشراكة الشاملة والتقدمية عبر المحيط الهادي" وعزمهما العمل من أجل التوصل إلى اتفاقية للتجارة الحرة لأمريكا الشمالية تخدم البلدان الثلاث.