تطرقت الصحف الصادرة ببلدان أمريكا الشمالية، على الخصوص، لتراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض سلسلة جديدة من العقوبات على روسيا، ولخطط الإدارة الأمريكية بشأن مستقبل الوجود الأمريكي في سوريا، ولتأثير اتفاقية التجارة الحرة بين كندا والاتحاد الأوروبي على العلاقات الكندية الفرنسية، وكذا للمستجدات المرتبطة بقضايا الفساد وبالقانون الانتخابي في بنما، ومفاوضات تحديث اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا). فبالولاياتالمتحدة، ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن الرئيس ترامب أوقف خطة أولية لفرض عقوبات اقتصادية إضافية على روسيا، وتطرقت في هذا الصدد إلى تصريح لسفيرة الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة، نيكي هالي، الأحد، سارع الكرملين إلى إدانته ووصفه بأنه "نهب اقتصادي دولي". وكانت هالي، تورد الصحيفة، صرحت لشبكة "سي بي اس نيوز" أن وزير الخزانة، ستيفن منوشن، سيعلن عن فرض عقوبات على الشركات الروسية التي تقف وراء معدات مرتبطة بهجوم مزعوم بالأسلحة الكيميائية من قبل النظام السوري. غير أن ترامب تباحث مع مستشاريه للأمن القومي مساء الأحد وأبلغهم أنه غير مرتاح لإنزال عقوبات جديدة، تضيف اليومية نقلا عن مصادر مطلعة. وبخصوص نفس الموضوع، كتبت "نيويورك تايمز"، نقلا عن خبراء روس، أن هذا التغيير في السياسة يكشف، مرة أخرى، على إدارة تكافح من أجل إيجاد صوت موحد بشأن روسيا، التي ضمت شبه جزيرة القرم في شرق أوكرانيا سنة 2016 ، وحاولت التأثير على الانتخابات الأمريكية سنة 2016، وقامت بتسميم جاسوس روسي سابق يعيش في بريطانيا وبدعم حكومة الرئيس بشار الأسد القاتلة في سوريا. وأضافت الصحيفة أن ترامب تحدث، على الخصوص، بتفاؤل عن جهوده لإقامة صداقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لاسيما تهنئته بإعادة انتخابه، بل واقتراح عقد اجتماع في البيت الأبيض. لكن، وفي الوقت ذاته، تضيف الصحيفة، فإن إدارة ترامب فرضت سلسلتين من العقوبات ضد روسيا الشهر الماضي، وطردت 60 دبلوماسيا روسيا وأغلقت القنصلية ردا على تسميم العميل السابق سكريبال في بريطانيا. من جهتها، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن إدارة ترامب تسعى إلى حشد قوة عربية لتحل محل الوحدة العسكرية الأمريكية في سوريا والمساعدة في استقرار المنطقة الشمالية الشرقية من البلاد بعد هزيمة تنظيم "داعش". وفي كندا، كتبت "لوجورنال دو كيبيك" أنه بالرغم من بعض المعارضة من جانبي المحيط الأطلسي، فإن رئيس الوزراء الكندي، جوستن ترودو، دافع، في باريس، عن اتفاقية التجارة الحرة مع أوروبا في ختام لقاء مع الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون. وذكرت اليومية أن ترودو صرح أن الاتفاقية الاقتصادية والتجارية الشاملة بين كندا والاتحاد الأوروبي تمثل خطوة إلى الأمام تعكس القيم المشتركة وتضع معيارا جديدا لجميع الاتفاقيات التجارية في المستقبل. من جانبها، ذكرت "لوجورنال دو مونريال" أن حكومة كيبيك أعلنت أنها ستحد عدد طالبي اللجوء الذين يمكن استيعابهم على الحدود بين كنداوالولاياتالمتحدة في 1.850 شخص، مؤكدة أن هذا التوجه الجديد سينطلق اعتبارا من 24 أبريل الجاري. ونقلت الصحيفة عن وزير الهجرة في كيبك، دافيد هورتل، قوله إن حكومة المقاطعة مستعدة للعمل مع الحكومة الفيدرالية لبلورة حلول جديدة، لكن الوضع الحالي غير مقبول. وفي بنما كتبت صحيفة "لابرينسا"، تحت عنوان "المجتمع المدني ينتقد الإفلات من العقاب في فضيحة بلو آبل"، أن قطاعات مدنية عديدة انتقدت اتفاق التعاون الذي أبرمته النيابة العامة، مؤخرا، مع إحدى الشركات المتورطة في قضية الفساد التي تعرف محليا باسم فضيحة "بلو آبل"، والمتعلقة بتورط شركات بناء محلية ارتبطت بمشاريع مع الدولة، في تضخيم فواتير كان يتم تحويل نسبة من قيمتها تتراوح بين 5 و10 في المائة كرشاوى لجهات وأشخاص آخرين، مقابل الحصول على امتيازات وتسهيلات، وذلك من خلال حسابات بنكية وهمية تم إحداثها لهذا الغرض. واوردت اليومية أن منظمة "شبكة الشباب من أجل الشفافية" اعتبرت أن "المؤسف" في الاتفاق، الذي تم إبرامه في فاتح دجنبر الماضي، هو انه يسمح للشركة بإمكانية إبرام صفقات مع الدولة مستقبلا "كأن شيئا لم يحدث"، في حين اعتبرت "الحركة المستقلة" أن" "من غير المقبول" أن تستمر الشركات، بعد انكشاف ممارسات الفساد التي قامت بها، في التعاقد مع الدولة، رغم كونها تعاونت مع التحقيقات. وذكرت الصحيفة أن المنظمة المدنية "الحركة المستقلة" كانت دعت الرئيس خوان كارلوس فاريلا، إلى إقرار مشروع القانون الذي صادق عليه البرلمان مؤخرا وينص على عدم تقادم جرائم الفساد المرتكبة بالبلاد سواء بالنسبة للأشخاص الذاتيين أو المعنويين، وعلى حرمان الشركات المتورطة في فضائح الفساد من المنافسة على إبرام صفقات مع الدولة. من جهتها، كتبت يومية "لاإستريا" أن 34 مادة من القانون الانتخابي تواجه عشر دعاوى بمحكمة العدل العليا بحجة خرق الدستور، مشيرة إلى أن الدعاوى التي رفعها فريق من المحامين باسم عدد من السياسيين، تستهدف مواد القانون المنظم للعملية الانتخابية، لاسيما المتعلقة منها بمواعيد الحملات الانتخابية وبإنجاز ونشر نتائج الاستطلاعات، على الخصوص. وبالمكسيك، توقفت "إل صول دي ميخيكو" عند التقدم المحرز في المفاوضات الجارية لتحديث اتفاقية "نافتا"، مشيرة إلى أن وزير الاقتصاد المكسيكي إلديفونصو غواخاردو ألمح إلى أن الشركاء الثلاثة للاتفاقية قد يتوصلوا إلى توافق قبل متم أبريل الجاري. ونقلت الصحيفة عن المسؤول الفيدرالي المكسيكي قوله إن الوزراء الثلاثة المسؤولين عن مفاوضات تجديد الاتفاقية التجارية سيجتمعون قريبا في واشنطن لبحث التقدم المحرز للتوصل إلى اتفاق حول العناصر الرئيسية للاتفاقية وتخطي الحواجز التقنية المرتبطة بقطاعات التجارة والاتصالات والطاقة والبيئة. وتحت عنوان "اتفاق مبدئي حول عشرة فصول من اتفاقية نافتا"، كتبت "لا خورنادا" أنه سيتعين على المتفاوضين التوصل، قبل نهاية الشهر الحالي، إلى توافق بشأن ستة فصول، بعد الحسم في أربعة فصول خلال الجولات السابقة من المفاوضات.