اهتمت الصحف الصادرة ببلدان أمريكا الشمالية، على الخصوص بالجدل الدائر حول وفاة أربعة جنود أمريكيين في كمين في النيجر، وبالتزام كندا إزاء بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وبتنظيم مسيرة احتجاجية ببنما للمطالبة بالزيادة في الأجور، وبإجراء أول إحصاء لتعداد النزلاء بسجون هذا البلد، بتمويل من الاتحاد الأوروبي، وكذا بالوضع الأمني بالمكسيك وبالعلاقات التجارية المكسيكية الروسية. فبالولاياتالمتحدة، كتبت صحيفة "واشنطن بوست" أن فريق القوات الخاصة الأمريكية الذي سقط قبل ثلاثة أسابيع في كمين بالنيجر لم يطلب مساعدة القوات الفرنسية المجاورة إلا بعد ساعة من بدء إطلاق النار. ونقلت الصحيفة عن الجنرال جوزيف دونفورد، رئيس اركان القوات المسلحة الامريكية، قوله ان الطائرات المقاتلة الفرنسية لم تحلق فوق القوات الأمريكية إلا بعد ساعة من بدء الهجوم، ما يعني أن القوات الامريكية واجهت، لمدة أطول، الهجوم دون مساعدة إضافية. وذكرت اليومية أن أربعة جنود أمريكيين قتلوا وجرح اثنان آخران في هذا الهجوم الذي وقع في 4 أكتوبر الجاري واسفر أيضا عن مصرع خمسة جنود نيجيريين، مضيفة أن العملية اثارت عاصفة سياسية في الولاياتالمتحدة وطرحت اسئلة حول مهمة الجيش الامريكي في إفريقيا، وحول سبب التأخر لمدة يومين في استعادة احد الجنود الذين سقطوا، الرقيب ديفيد جونسون. من جانبها، تطرقت "ذي هيل" لآخر المستجدات المرتبطة بالجدل الدائر منذ أكثر من أسبوع بشأن تعامل الرئيس دونالد ترامب إزاء الجنود المفقودين في ساحة المعركة. واشارت إلى أن هذا الجدل بلغ ذروته يوم الاثنين، عندما كسرت أرملة أحد الجنود الأربعة صمتها ووصفت كيف أغضبتها وأبكتها طريقة تقديم الرئيس ترامب التعازي لها. وذكرت الصحيفة أن الأرملة ميشيا جونسون، وعلى الرغم من أن ترامب شدد لاحقا على أنه "تعامل معها باحترام بالغ"، قالت إن الرئيس صرح أن زوجها "كان يدرك ما قد يواجهه في مهمته"، مؤكدة بذلك الرواية التي قدمتها ممثلة الديمقراطيين، فريدريكا ويلسون، وطعن فيها الرئيس ترامب، وايضا السكرتير العام للبيت الأبيض، الجنرال المتقاعد جون كيلي، خلال مؤتمر صحفي الخميس. وكتبت "نيويورك تايمز" في افتتاحيتها، تحت عنوان "جون كيلي، احترم الحقيقة"، أن الجنرال كيلي هو المؤهل بشكل أكبر لمخاطبة أسرة جندي قتيل، لأن رئيس البحرية السابق سبق أن فقد ابنه، الذي قتل في أفغانستان سنة 2010. وفي كندا، كتبت "لا بريس" أن حزب جوستين ترودو وعد بتعزيز انخراط أوتاوا في بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، غير أن إحصاءات جديد للمنظمة الأممية أظهرت أن البلاد سجلت في شتنبر المنصرم أقل عدد من قوات حفظ السلام المنتشرة في العالم خلال السنوات الأخيرة، بما في ذلك فترة ولاية المحافظين في عهد ستيفن هاربر. واشارت اليومية إلى أن كندا كانت تتوفر على 112 من الجنود ورجال الشرطة ضمن بعثات الأممالمتحدة في غشت 2016، عندما أعلن الليبراليون عن نيتهم توفير ما مجموعه 600 جندي و150 رجل شرطة لحفظ السلام، مضيفة أنه منذئذ انخفض عدد قوات حفظ السلام الكندية والقبعات الزرق في الميدان الى أدنى مستوى له ولم يتجاوز 68 عنصرا الشهر الماضي. وكتبت "لو دروا"، من جهتها، أن شركة إيرباص العملاقة الأوروبية تنتظر فقط إطلاق المناقصة من قبل حكومة ترودو لتقديم طائراتها المقاتلة "يوروفايتر تيفون"، في حين هددت أوتاوا بعدم إبرام صفقات تجارية مع شركة بوينغ لاستبدال 18 طائرة من طراز "سي إف-18" من أسطولها القديم، بطائرات "سوبر هورنيت"، بصفقة تقدر بنحو 6 مليار دولار. من جانبها، نقلت "لو جورنال دو كيبيك" عن رئيس الوزراء كويار قوله إن تمديد فترة المفاوضات بشأن تحديث اتفاقية أمريكا الشمالية للتجارة الحرة (نافتا) بين الولاياتالمتحدةوكنداوالمكسيك حتى بداية العام المقبل يعد عاملا في صالح كنداوكيبيك، مشيرة الى ان الانتخابات القادمة في المكسيك وانتخابات منتصف الولاية بالولاياتالمتحدة يمكن ان يكون لها تأثير إيجابي على مصير المفاوضات بالنسبة لكندا. وفي بنما، تطرقت صحيفة "بنما أميريكا" للمسيرة الاحتجاجية التي تعتزم المركزيات النقابية تنظيمها غدا الأربعاء للمطالبة بالزيادة في الأجور، في ظل تراجع القدرة الشرائية للبنميين بسبب الارتفاع المتواصل للأسعار. وذكرت اليومية أن المركزية النقابية "المجلس الوطني للعمال المنظمين" (كوناتو) دعت، خلال مؤتمر صحفي يوم الاثنين بالعاصمة بنما، إلى التعبئة من أجل المشاركة في هذه المسيرة للمطالبة ايضا بزيادة وتوحيد الحد الأدنى للأجور بالبلاد، مشيرة إلى ان المسيرة ستنطلق من ساحة بوسط المدينة نحو مقر رئاسة البلاد. من جانبها، ذكرت يومية "إل سيغلو'' ان السلطات البنمية باشرت، الاثنين، أول إحصاء للنزلاء بسجون البلاد، من أجل وضع قاعدة بيانات تساعد على رصد الجوانب النفسية والاجتماعية والديموغرافية والجنائية للمعتقلين، مشيرة إلى أن الإحصاء يحظى بدعم الاتحاد الأوروبي. وأوضحت الصحيفة ذاتها أن هذا الإحصاء يندرج في إطار مشروع التعاون الأمني بين بنما والاتحاد الأوروبي، الذي يمول المشروع بحوالي 34 مليون دولار، في حين يشرف على إدارته بنك البلدان الأمريكية للتنمية. واشارت إلى أن المرحلة الأولى من هذا الإحصاء بدأت الاثنين، وتشمل النزلاء المراهقين، في حين ستشمل المرحلة الثانية، التي ستنطلق في يناير المقبل السجناء البالغين بمختلف المؤسسات السجنية بالبلاد، مضيفة أن آخر الأرقام غير المحينة تشير إلى وجود نحو 16 ألف و500 سجين بالبلاد. وفي المكسيك، توقفت صحيفة "لا خورنادا" عند التقرير السنوي للوكالة الأمريكية لمكافحة المخدرات حول الاتجار بالمخدرات، الذي كشف أن العصابات المكسيكية تأتي في مقدمة المجموعات الإجرامية التي تدخل كميات أكبر من المخدرات إلى الولاياتالمتحدة، وأن تواجدها في السوق الأمريكية سيتواصل على المدى القصير. واضافت الصحيفة تحت عنوان "الاتجار بالمخدرات في الولاياتالمتحدة: المكسيكيون يهيمنون والكولومبيون يساهمون"، أن المجموعات الإجرامية المكسيكية تسيطر على الطرق "المربحة" لتهريب المخدرات، لاسيما على طول الحدود الجنوبية الغربية للولايات المتحدة، مما يتيح لها جلب كميات كبيرة من المخدرات، وخاصة الكوكايين الكولومبي الذي يشكل تهديدا للولايات المتحدة. من جهتها، أبرزت صحيفة "ميلينيو" استمرار انعدام الأمن والعنف المميت في البلاد، مشيرة إلى أن عدد حالات القتل المسجلة خلال الأشهر التسعة الأولى من السنة الجارية بلغ 18.505 ضحية، وهو ما يتجاوز أرقام نفس الفترة من 2011، السنة الأكثر دموية حتى الآن، حسب معطيات للحكومة المكسيكية. وفي موضوع آخر، أشارت صحيفة "إل فينانسيريو" إلى أن روسيا أبدت رغبتها في إبرام اتفاق بشأن منطقة للتجارة الحرة مع المكسيك في أقرب وقت ممكن، وذلك حسب ما جاء على لسان وزير التجارة والصناعة الروسي، دينيس مانتوروف، الذى كان يتحدث يوم الاثنين أمام حشد من رجال الأعمال الروس والمكسيكيين في مكسيكو سيتي شاركوا في لقاء لاستكشاف فرص الاعمال والتعاون الاقتصادي بين البلدين. فتحت عنوان "روسيا تعرض شروطا خاصة" لتشجيع الشركات المكسيكية على الاستثمار في هذا البلد"، كتبت الصحيفة أن روسيا مستعدة للتعاون مع المكسيك من أجل إبرام اتفاق، مشيرا إلى أن حجم المبادلات التجارية بين البلدين بلغ العام الماضي حوالي مليار و481 مليون دولار.