حظيت أرضية الأفق الجديد، التي تقودها نبيلة منيب، الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد المنتهية ولايتها، بإجماع مؤتمري الحزب خلال المؤتمر الرابع المنعقد ببوزنيقة تحت شعار "دعم النضالات الشعبية من أجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية". وتتحدث الأرضية عن توجهات استراتيجية كبرى، من ضمنها الهوية اليسارية المتجددة المستوعبة للتطورات والمستفيدة من الوجه المشرق للتراث الديني والثقافي، وتشير إلى تحضير عرض سياسي جديد في أفق الانتقال الديمقراطي. وتتطرق الأرضية إلى ضرورة بناء حزب متطور من طراز جديد قادر على الجمع بين المبادئ والنجاعة، عبر بناء حزب يساري عصري وازن يضم الأحزاب الثلاثة لفدرالية اليسار الديمقراطي، وهي إلى جانب الحزب الاشتراكي الموحد، كل من حزب المؤتمر الوطني الاتحادي، وحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي؛ وذلك لتعبيد الطريق المفضي عبر نضال متعدد إلى الملكية البرلمانية. وتشدد الأرضية على ضرورة تكثيف أشكال التعاون، والتنسيق والتشاور اليومي، والعمل الموحد، لتهيئة شروط اندماج الأحزاب الثلاثة في حزب واحد يرجى منه توفير شروط بناء جبهة للانتقال الديمقراطي في المغرب. الأرضية تتحدث كذلك على ضرورة تدقيق علاقة الحزب بالمسألة الدينية، وتقول: "يجب الرد على الذين يتهمون اليساريين بمعاداة الإسلام ومحاربة التدين ونشر الإلحاد وإنكار الحق في الإيمان وتقديم المزيد من الإيضاحات التي تهم منظورنا في التعامل مع الدين الإسلامي ومفهوم الدولة المدنية". وترى الأرضية أن هناك حاجة إلى التأكيد على عدم وجود تعارض بين الانتماء الديني والانتماء اليساري، ورفض التأويل المتحجر للنص الديني والتوظيف السياسي للدين واحتكاره، واحترام حرية المعتقد وكافة الأديان. وقد حظيت هذه الأرضية أيضاً بدعم عدد من قياديي الحزب، أبرزهم محمد الساسي ومحمد بولامي وعمر بلافلايج ونجيب أقصبي وفاطمة الزهراء الشافعي وعبد الوهاب البقالي وكمال السعيدي. وتناظرت ثلاث أرضيات، اليوم الأحد، في المؤتمر؛ الأولى قادها أحمد الخمسي، وهي "تيار اليسار المواطن والمناصفة"، والثانية هي "الأفق الجديد" وقدمها محمد الساسي، والأرضية الثالثة هي "التغيير الديمقراطي" وقدمها حميد مجدي. وقد أفرزت عملية التصويت تأييداً للأفق الجديد ب80 في المائة. وكان المؤتمر الوطني الثالث ل"PSU"، الذي انعقد نهاية سنة 2011، قد انتخب نبيلة منيب أمينةً عامةً للحزب، وكان يتعين أن ينعقد المؤتمر الرابع نهاية سنة 2015، بعد أربع سنوات كما ينص على ذلك القانون التنظيمي للأحزاب، لكن تزامنه مع الانتخابات الجماعية (2015) والبرلمانية (2016) دفع ب"الرفاق" إلى تأخيره، وباتت بذلك منيب على رأس الحزب لست سنوات. ويبدو أن الحزب يواجه غياب بديل لنبيلة منيب، التي واجهت معارضة كبيرة داخل المكتب السياسي بلغت حد انقطاع قياديين بارزين عن اجتماعاته، على رأسهم الأمين العام الأسبق محمد مجاهد، ورغم ذلك حصد تيارها 80 في المائة من أصوات المؤتمرين. ومن المنتظر أن يتم انتخاب المجلس الوطني للحزب اليوم الأحد، على أن يتم عقد أولى دوراته فيما بعد من أجل انتخاب المكتب السياسي الجديد، الذي سيختار بدوره أميناً عاماً جديداً؛ وهو المنصب الذي بات مؤكدا أنه سيعود من جديد إلى نبيلة منيب لتقود الحزب لولاية ثانية.