كما كان متوقعا، تم اليوم انتخاب نبيلة منيب، خلفا لمحمد مجاهد، الأمين العام السابق للحزب، وذلك بالمقر المركزي بمدينة الدارالبيضاء، رغم أن المرشح الأبرز الذي كان اسمه مطروحا من قبل، هو محمد الساسي. ولكنه تخلى عن السباق إلى القيادة، منذ إعلانه عدم الترشح لعضوية المكتب السياسي، لظروف قال إنها خاصة، وفق ما نقل على لسانه، مفضلا العمل من داخل المجلس الوطني. واختار المجلس الوطني للحزب لائحة نبيلة منيب، بعد سحب محمد العوني للائحته، "تعبيرا عن المطالبة بمزيد من الشفافية في تقديم الترشيحات"،حسب تصريحه لموقع "مغارب كم"، مؤكدا موقفه الداعم لنبيلة منيب، وملحا على تطبيق بعض المعايير، وهي"التجديد داخل المكتب السياسي، والاستعداد والحضور الإشعاعي للمناضلين، وتوفر روح العمل الجماعي، وروح الفريق". وأوضح العوني أن لائحته ضمت مقترحات في هذا الصدد،" حتى يكون المجلس الوطني هو صاحب القرار والقيادة الحقيقية للحزب"، على حد تعبيره. وفي تعليق لها عن الأجواء التي جرى فيها انتخابها لهذه المسؤولية السياسية، قالت أمينة منيب ، في اتصال مع موقع "مغارب كم" إنها أجواء عادية بالنسبة لها، وتؤشر عن تغيير جذري، إذ لأول مرة تنتخب المرأة كأمينة عامة لحزب يساري. وذكرت نبيلة في نفس التصريح أن اللقاء عرف نقاشا حادا حول أفق العمل السياسي للحزب، انطلاقا من أرضيتين تم تقديمهما، وكان حولهما حوار صريح وواضح، في احترام تام للآلية الديمقراطية. ولدى سؤالها من طرف الموقع عن إمكانية مشاركة الحزب في الانتخابات الجماعية المقبلة، وتخليه عن موقف المقاطعة، ردت بالقول "إن المجلس الوطني هو صاحب القرار، وسوف يكون هناك نقاش في الموضوع"، ووصفت هذه الانتخابات "بأنها بالغة الأهمية، وتساهم في البناء الديمقراطي من أساسه". يذكر أن لائحة نبيلة منيب لعضوية المكتب السياسي للحزب اشتملت على الأسماء التالية: نبيلة منيب، محمد مجاهد، سعيد زريوح، محمد العيساوي، عبد العالي كميرة، مصطفى مسداد، المهدي لحلو، قيلش عبد اللطيف، محمد بولامي، محمد الوافي، عبد الغني القباج، عبد الوهاب البقالي، مصطفى الشافعي، كمال السعيدي، فاطمة الزهراء الشافعي، نعيمة الكلاف، حياة التيجي، منذر السهامي، رشيد نور الدين. وتعتبر نبيلة منيب من أنشط المناضلات داخل هذا التنظيم السياسي، وتسجل حضورا مكثفا في كل أنشطته، وهي أستاذة جامعية، بكلية العلوم عين الشق بالدارالبيضاء، ويضعها المراقبون السياسيون في خانة التيار المحسوب على محمد بن سعيد أيت أيدر، أحد رموز الحزب البارزين.وهي من المدافعات عن مختلف الفئات الاجتماعية، وخاصة الطبقة الكادحة، وكذا حقوق المرأة، كما عرف عنها أيضا استماتتها في التعريف بالقضية الفلسطينية. يذكر أن الحزب الاشتراكي الموحد الذي يحمل شعار "الشمعة" يصنف مرجعيته ، ضمن موقعه الاليكتروني، في إطار "الاشتراكية المنفتحة على الاجتهاد والمرتبطة بالواقع"، وهو" ثمرة تجميع فصائل مناضلة من حركة اليسار الجديد والحركة الاتحادية".