شَهدت البطولة المغربية منذ سنوات وجود مدرّبين عرب تعاقبوا على تدريب العديد من الأندية، ولم يقتصر حضورهم إلى المغرب فقط من أجل السياحة أو تنشيط الدوري، بل تعدى ذلك إلى التتويج بالألقاب المحلية وصنع تاريخ بعض الفرق. اختلفت الجنسيات العربية التي حطّت الرحال في المغرب في مجال التدريب، لكن أبرز الأسماء هاجرت دولا مجاورة للمملكة، وأغلبها من الجزائر أو تونس، ونافست مدرّبين عالميين على درع البطولة أو حتى كأس العرش. الجزائري بنشيخة يستقر في المغرب ويدخل تاريخ الدكاليين لن ينسى أنصار فريق الدفاع الحسني الجديدي مدرّبهم السابق، الجزائري عبد الحق بنشيخة، كيف لا وهو المدرب الذي أهداهم اللقب الوحيد في تاريخ ناديهم، وذلك بعد 57 سنة من الغياب عن التتويج بإحرازه لقب كأس العرش، لتخوّل له هذه التجربة الناجحة أن يكون من أفضل المدربين العرب في المغرب، ويجعل فرقا أخرى تتهافت عليه، ليتعاقد مع أندية الرجاء البيضاوي واتحاد طنجة والمغرب التطواني. سعدان ومزيان يحرزان لقبين هامين للرجاء قاد الجزائري رابح سعدان الرجاء البيضاوي للفوز بلقب كأس أفريقيا للأندية البطلة سنة 1989، على حساب مولودية وهرانالجزائري، وهو إنجاز لا يمكن نسيانه ولا التستر عليه، لأنه ساهم في إغناء خزينة ألقاب الكرة المغربية وإشعاع صورتها قاريا، كما أن مواطنه إيغيل مزيان، حقّق لقب كأس العرش مع نفس الفريق سنة 1994. حضور وازن للمدرّبين "التوانسة" وإنجاز عالمي للبنزرتي حضرت بصمة الإطار التونسي في الدوري المغربي بشكل واضح منذ سنوات، حيث نافس أولمبيك خريبكة بقيادة مدربه أحمد العجلاني، على لقب البطولة سنة 2015، واحتل وصافة الدوري الاحترافي، إلى جانب تتويجه بلقب كأس العرش في الموسم نفسه على حساب الفتح الرياضي، فيما نشّط بعض مواطنيه البطولة، أمثال لطفي رحيم مع أولمبيك آسفي، وكمال الزواغي مع شباب أطلس خنيفرة وشباب الريف الحسيمي والكوكب المراكشي. ولا يمكن التحدث على "التوانسة" في المغرب وإغفال الحديث عن إنجاز فوزي البنزرتي، المتعاقد حديثا مع الوداد الرياضي، بعدما قاد الرجاء لتحقيق ما لم يقدر عليه أي فريق عربي في بطولة كأس العالم للأندية، بعد بلوغ النهائي ومواجهة بايرن ميونخ الألماني، ليحتل الرتبة الثانية بعد الخسارة بهدفين نظيفين. فشل المدرب المصري في الدوري المغربي يمكن اعتبار أن حضور المدرب المصري في البطولة الوطنية لم يكن ناجحا، إذ تعد تجربة المدرّب حسن شحاتة أكبر دليل على ذلك، حيث استبشر "الدكاليون" خيرا في التعاقد مع مدرب من حجم "المعلم" سنة 2014، قبل أن يغادر دون إشعار ويتعاقد مع فريق مصري دون علم إدارة النادي، ليعوّض بمساعده طارق مصطفى، الذي انسحب بدوره بعد أسابيع قليلة. * لمزيد من أخبار الرياضة والرياضيين زوروا Hesport.Com