عبد الحق بنشيخة، الحاصل على الماجستير في منهة التدريب، والمحاضر في الاتحاد الإفريقي، دخل بدوره تاريخ الكرة المغربية، كأول جزائري يقود فريقا مغربيا (الدفاع الحسني الجديدي) إلى الفوز بكأس العرش، أول أمس (الاثنين)، على حساب الرجاء الرياضي، فمواطنوه رابح سعدان، وعز الدين أيت جودي، ومزيان إيغيل، رغم أنهم سبقوه في دخول التاريخ الكروي المغربي، إلا أنهم فشلوا في الفوز بهذه المسابقة، ولو أن الأخير، كان أقرب للتويج بها، حين قاد القلعة الخضراء إلى نهائي في موسم 1991/1992، وآل اللقب، آنذاك، إلى الأولمبيك البيضاوي (جمعية الحليب)، الذي كتب عليه الاندماج لاحقا مع البيت الرجاوي. رابح سعدان، الملقب ب"شيخ المدربين العرب"، كان سباقا إلى كتابة ميلاد بروز الأطر الجزائرية باقتدار في الكرة المغربية، حين قاد الرجاء الرياضي، سنة 1989، إلى الفوز بأول لقب دوري أبطال إفريقيا، (كأس إفريقيا للأندية البطلة سابقا)، في تاريخ القلعة الخضراء، ومن غرائب الصدف أنه كان على حساب مولودية وهرانالجزائري، ومازال الرجاويون "القدامى"، إلى اليوم، يذكروه باعتزاز، ويروه صانع أول أمجادهم القارية. بعد ذلك سيأتي الدور على مزيان إغيل لقيادة القلعة الخضراء، التي ارتبط اسمهما بالجزائريين حتى خلال تأسيسها، إذ قاد الرجاء إلى نهائي كأس العرش، وكان الفريق، حينذاك، يضم جزائريا ثانيا، وهو اللاعب شريف الوزاني، الذي أقيم له، قبل رحيله عن البيت الأخضر، حفل تكريمي. عز الدين أيت جودي، وبعدما ضاق به الحال من نكران جميل بين عشيرته، حلق إلى المغرب، وحط على مقربة من بلاده، وبالضبط في مدينة وجدة، فقاد المولودية المحلي، موسم 2004/2005، إلى البقاء في القسم الأول، وعاد في موسم 2007/2008، ليقود حسنية أكادير إلى المشاركة في دوري أبطال العرب، بعد احتلال الفريق تحت قيادته الرتبة الرابعة، وعاد للمرة الثالثة، في الموسم الماضي، لقيادة المغرب الفاسي إلى احتلال المركز الثالث، المؤهل إلى المشاركة في كأس الاتحاد الإفريقي، ورحل مكرها بعدما ضاق به الحال، هذه المرة، بين أهل فاس. ولا يقتصر الحضور الجزائري في الكرة المغربية على الإنجازات، ففريق الرجاء الرياضي ولد بمباركة جزائرية، إذ أن الجزائري حجي بن أبادجي، المزداد في مدينة تلمسان سنة 1908، هو من كان قد تقدم، رسميا، بطلب تأسيس الفريق، سنة 1949، إلى سلطات الاستعمار الفرنسي، فقد طرح، حينذاك، أمام المؤسسيين، وهم مجتمعون في مقهى "بويا صالح"، في حي درب السلطان، إشكال قانوني، وهو ضرورة إسناد رئاسة الفريق لشخص يحمل الجنسية الفرنسية، حسبما كان مفروضا على المغاربة من أجل تأسيس الأندية وقتذاك، فحل بن أبادجي المشكل، ودخل تاريخ القلعة الخضراء كأول رئيس للفريق. واعترافا بفضل بن أبادجي في تأسيس القلعة الخضراء، وما قدمه سعدان وإغيل للرجاء سعى أنصار الأخير، في موسم 2009/2010، في مباراة الديربي، إلى رفع علم الجزائر ولافتة عملاقة كتب عليها "لله يا جزائر"، لكن السلطات المغربية صادرت العلم والاحتفال بالأشقاء إلى أجل غير مسمى، في الغالب إلى أن يصير البلدان "سمن على عسل". ولم يقتصر الحضور الجزائري في الكرة المغربية على المدربين، فلاعبون كثر حملوا قمصان مجموعة من الفرق الوطنية، ودخلوا قلوب مشجعيها، واحتفي بهم أيضا، ومجموعة منهم ارتبط اسمهم بالوداد الرياضي، كالحارس عبد السلام بن عبد الله سنة 1997، وفاس المشري سنة 2009، وحمزة ياسيف سنة 2008، ويضم الفريق حاليا اللاعب بلال صبايحي، وكان قريبا، سابقا، من التعاقد مع آخرين، على غرار عنتر يحيى، سليمان رحو… في مقابل الحضور الجزائري في المغرب الكروي، لا نرى لاعبين أو مدربين مغاربة مارسوا اللعبة في الجزائر، ربما، حسب البعض، يتوجسون المجهول، فالجزائر رضعت من رحم الكرة المغربية، ويكفي أن فريق مدينة تلسمان الأول سُمي بالوداد تيمنا وتبركا بالوداد الرياضي المغربي.