منذ أكثر من موسم مضى من عمر البطولة الاحترافية، غزت ظاهرة المدربين الأجانب الملاعب الوطنية وأضحت مشهدا مألوفا لدى المتتبع الرياضي المغربي الذي ينقسم بدوره ما بين مؤيد للمسألة ورافض لها، جون توشاك، عبد الحق بنشيخة، رود كرول، سيرجيو لوبيرا وغيرهم من الأسماء التي باتت تؤثث المشهد الكروي المغربي الذي لم يعد حكرا على الإطار الوطني فحسب ليسارع رؤساء الأندية إلى الظفر بخدمات المدرب الأجنبي الذي يرون فيه الشخص المناسب للتعامل مع عقلية اللاعب المغربي التي تتطلب الكثير من الجدية والصرامة. عبد الحق بنشيخة ابن مدينة برج بوعريريج، أصبح اسما مألوفا في البطولة الاحترافية، كيف لا وهو المدرب الذي قاد فريق الدفاع الجديدي للظفر بأول لقب في تاريخ النادي سنة 2013 عندما انتزع كأس العرش من حامل اللقب آنذاك الرجاء البيضاوي في إنجاز غير مسبوق للفريق الدكالي، ليشد الرحال بعد ذلك لتولي الدكة الفنية للرجاء البيضاوي في تجربة لم تدم سوى أشهر قليلة، بعد خلافات مع رئيس النادي الأخضر ليتولى بعد ذلك مهمة الإشراف على فريق إتحاد طنجة الصاعد حديثا إلى قسم الأضواء، وكل عشاق فارس البوغاز أمل في إعادة تكرار الإنجاز التاريخي للفريق الجديدي. الويلزي جون توشاك دخل تاريخ البطولة الاحترافية من أوسع الأبواب، بعد أن قاد الوداد البيضاوي في أول موسم له مع النادي الأحمر إلى التتويج بلقب الدوري، بعد صيام عن الألقاب دام أربع سنوات. مدرب سبورتينغ لشبونة وريال مدريد الأسبق وجد فيه الرئيس الجديد للنادي سعيد الناصيري ضالته ورأى فيه الربان الذي سيعيد المارد الأحمر إلى أمجاد الماضي، وهو يرتبط بعقد يمتد إلى سنة 2017، معتليا قائمة المدربين الأعلى أجرا في البطولة، براتب شهري يقارب 55 ألف دولار. الهولندي رود كرول، وصيف بطل العالم سنة 1974 مع منتخب الطواحين، بعد تجارب عديدة في الملاعب العربية، في كل من مصر مع نادي الزمالك وتونس حيث أشرف على تدريب كل من النادي الصفاقسي والترجي الرياضي ومنتخب نسور قرطاج، يدخل هذا الموسم مدربا لفريق الرجاء، وعينه على إعادة التوهج لوصيف بطل مونديال الأندية سنة 2013، في مهمة لن تكون سهلة على نجم آياكس السابق. التونسي أحمد العجلاني بعد أن راكم تجارب طويلة في الملاعب السعودية مع كل من أندية الحزم والقادسية والشعلة كان قاب قوسين من قيادة أولمبيك خريبكة للتتويج بلقب الدوري بعد غياب ثماني سنوات ليكتفي بمركز الوصافة خلف الوداد البطل. مدرب شباب برشلونة السابق، الإسباني سيرجيو لوبيرا حط رحاله صوب البطولة الاحترافية للإشراف على فريق المغرب التطواني بعد مشاركته غير الموفقة في مونديال الأندية سنة 2014، ليتم الانفصال عن المدرب عزيز العامري، الذي قاد الفريق للتتويج ببطولة الدوري في مناسبتين لأول مرة في تاريخ النادي التطواني. وبالرجوع إلى السنوات الماضية نجد أن أغلب نجاحات الأندية المغربية صنعها مدربون أجانب فيكفي أن نذكر أسماء مثل الجزائري رابح سعدان والبوسني هاليلودزيك والأرجنتيني أوسكار فيلوني والفرنسي هنري ميشيل الذين قادوا الرجاء البيضاوي للتتويج ببطولاته القارية خلال سنوات سطوة الفريق الأخضر على الكرة الإفريقية. في المقابل أيضا نجح عدد من المدربين المغاربة في معانقة الألقاب على المستوى القاري ويمكن أن نذكر أسماء مثل عبد القادر يومير ومحمد فاخر ورشيد الطاوسي وحسين عموتة الذين تمكنوا من قيادة أندية الكوكب والجيش والمغرب الفاسي والفتح الرباطي للظفر بكأس الإتحاد الإفريقي المسابقة الأهم في القارة السمراء بعد دوري الأبطال. اختلفت إذن الأسماء والمدارس الكروية للمدربين الأجانب في البطولة الاحترافية، لكنها أجمعت على أنهم أضحوا رقما صعبا في معادلة كرة القدم الوطنية، بشكل غير مسبوق أصبح من خلاله ينافس الإطار الوطني الذي قد يجد نفسه في الهامش يوما ما.