تركز اهتمام الصحف الصادرة بأمريكا الشمالية، أساسا، حول تداعيات قرار الإدارة الأمريكية إلغاء "وضع الحماية المؤقت" الممنوح لنحو 200 ألف مواطن من السالفادور يعيشون في الولاياتالمتحدة، ومفاوضات تجديد اتفاق التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا) والاحتجاجات ضد الفساد في بنما. وكتبت صحيفة (نيويورك تايمز) في مقال افتتاحي حمل عنوان "لاتطردوا السالفادرويين" أنه على الرغم من أن قرار إدارة ترامب إلغاء برنامج "وضع الحماية المؤقت" "لا يبعث على الدهشة "، في ضوء موقف الرئيس من قضية الهجرة والقرارات السابقة المتعلقة بإنهاء ضريبة السلع والخدمات للهايتيين والنيكاراغويين، إلا أن الأمر يتعلق بخطوة "سيئة لأسباب انسانية وعملية". وذكرت بأن البرنامج تمت الموافقة عليه سنة 1990 للسماح للأجانب الذين يقيمون بصورة غير مشروعة في الولاياتالمتحدة بالبقاء هناك في حالة وقوع كارثة في بلدهم إلى أن يصبح الوضع أكثر أمانا، مشيرة الى أن السلفادوريين يتمتعون بهذا الوضع منذ أن ضرب زلزالان مدمران بلدهم سنة 2001، وأن هذا الوضع تم تمديده عدة مرات من قبل إدارتي جورج دبليو بوش وأوباما. وأكدت الصحيفة أن لا شيء يمنع الكونغرس وإدارة ترامب من إعادة صياغة قانون الهجرة لتجنب مثل هذه الخيارات الصعبة في المستقبل، خاصة وأن الرئيس أعلن أنه سينظر في حل وسط بشأن مئات الآلاف من المهاجرين "الحالمين" الذين جاؤوا الى الولاياتالمتحدة في سن الاطفال. من جانبها، وصفت (واشنطن بوست) هذا القرار بأنه "جرح جديد" تقدم عليه إدارة ترامب "و سيحجم مكانة أمريكا".وتوقفت الصحيفة في افتتاحيتها عنذ تداعيات هذا القرار الذي سيخلق عشرات الآلاف من المهاجرين الجدد الذين لا يحملون وثائق في الولاياتالمتحدة، ويفاقم النقص في اليد العاملة في بعض المدن الأمريكية، كما أن من شأنه زعزعة الاستقرار بأحد أكثر البلدان اضطرابا في نصف الكرة الغربي الذي سيواجه مشاكل غير مهيأ للتعامل معها والإضرار بعشرات الآلاف من المواطنين المزدادين في الولاياتالمتحدة والذين سيجد آباؤهم أنفسهم مجبرين فجأة على العيش كمهاجرين غير شرعيين أو العودة إلى بلد لا مستقبل لهم فيه. في كندا،كتبت (لو جورنال دو كيبيك) أنه تزامنا مع اقتراب موعد الجولة السادسة من إعادة التفاوض حول اتفاق التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا)، سيتوجه زعيم الحزب المحافظ، أندرو شير، الى الولاياتالمتحدة الاسبوع القادم لتعزيز التجارة الحرة مع كندا. وذكرت الصحيفة أن زعيم المحافظين سيتواجد في واشنطن لبضعة أيام مع عدد من أعضاء حزبه بهدف الدفاع عن مناصب الشغل المرتبطة بالاتفاقية. من جهتها، كتبت (لو دروا) أنه على الرغم من أنه قال إنه مستعد لأي احتمال، فإن وزير الهجرة الاتحادي، أحمد حسين، لا يشعر بالجزع من قرار الولاياتالمتحدة بإنهاء "وضع الحماية المؤقتة"لما يقرب من 200 الف مواطن من السلفادور، مشيرا إلى أن إدارة دونالد ترامب أمهلت السلفادوريين المتضررين حتى سنة 2019 لتسوية أوضاعهم. وذكرت الصحيفة أن كيرستجين نيلسن سكرتير وزارة الامن الداخلي الامريكية أكد الاثنين انهاء العمل برنامج "الحماية المؤقتة" للمهاجرين من السلفادور مما سيجبر حوالى 200 ألف منهم على مغادرة البلاد أو مواجهة الترحيل. وفي بنما، ذكرت يومية "لابرينسا" أن المئات من البنميين خرجوا في مظاهرة، الثلاثاء، بالعاصمة بنما للتنديد بمظاهر الفساد في البلاد والمطالبة بتعزيز مكافحة هذه الظاهرة ووضع حد لإفلات المتورطين في قضايا الفساد من العقاب. وأشارت الصحيفة إلى أن المشاركين في هذه المظاهرة، التي نظمت بمبادرة من عدد من الفعاليات المدنية المحلية، وعلى رأسها منظمة "مواطنون من أجل بنما خالية من الفساد"، رفعوا شعارات تطالب بمحاسبة ومعاقبة المتورطين في قضايا الفساد، لاسيما بحرمانهم مدى الحياة من تولي مناصب ترتبط بتدبير الشأن العام. وأضافت أن منظمي المظاهرة أكدوا عزمهم على تقديم مقترح قانون يروم حرمان السياسيين المتورطين في قضايا الفساد، مدى الحياة، من إعادة الترشح لأي استحقاق انتخابي أو شغل أي منصب عمومي، وكذا عزمهم تنظيم وقفة احتجاجية في 23 يناير الجاري أمام مقر النيابة العامة للمطالبة بالكشف عن أسماء المتورطين في فضيحة رشاوى شركة "أودبريشت" البرازيلية العملاقة لمسؤولين حكوميين مقابل الظفر بصفقات مشاريع عمومية. من جانبها، توقفت صحيفة "إل سيغلو" عند الزلزال العنيف الذي ضرب مساء الثلاثاء في البحر الكاريبي قبالة سواحل الهندوراس وبلغت قوته 6ر7 درجات، حسب هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، والتي حددت مركز الزلزال على عمق 10 كلم، وعلى بعد 202 كلم شمال شرق بارا باتوكا في الهندوراس و307 كلم جنوب غرب جورج تاون في جزر كايمان. ونقلت اليومية عن مدير النظام الوطني للوقاية المدنية ببنما، خوسي دونديريس، تأكيده في تغريدة بحسابه في تويتر، أن الهيئات التقنية والعلمية والوقاية المدنية بالبلاد تستبعد خطر حدوت مد بحري ببنما عقب هذا الزلزال العنيف الذي ضرب البلد المجاور.