أفردت الصحف الصادرة، اليوم الاثنين ببلدان أمريكا الشمالية، حيزا هاما من صفحاتها لنشر البيت الأبيض قائمة أولويات الرئيس دونالد ترامب بشأن أي تشريعات مرتبطة بالهجرة في الولايات المتحدة، وللحملة الدبلوماسية الأمريكية ضد كوريا الشمالية والانتقادات الموجهة لحكومة جوستين ترودو في أعقاب تخلي شركة "ترانس -كندا" عن مشروع خط الأنابيب "إنيرجي إست"، وكذا العوائق التي تعترض تحقيقات النيابة العامة في قضايا الفساد ببنما، وتنظيم حفل موسيقي تضامني كبير بمكسيكو في أعقاب الزلزالين اللذين ضربا البلاد. فبالولايات المتحدة، كتب صحيفة "واشنطن بوست" أن إدارة الرئيس ترامب نشرت، أمس الاحد قائمة أولويات بشأن أي تشريعات مرتبطة بالهجرة في الولايات المتحدة، تتضمن بناء جدار حدودي مثير للجدل مع المكسيك وتسريع اجراءات الترحيل وزيادة أعداد المسؤولين المعنيين بتطبيق القانون، ما يقلص من حظوظ تسوية أوضاع مئات الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين. وأضافت أن إدارة ترامب ربطت هذه الأولويات بسعي الديمقراطيين الى منح حماية قانونية لحوالي 690 ألف مهاجر ممن يطلق عليهم "دريمرز" أو "الحالمون" الذين قدموا بشكل غير شرعي إلى البلاد كأطفال وكانوا محميين في ظل مشروع يحمل اسم "داكا"، أطلقته ادارة الرئيس السابق باراك اوباما قبل أن يلغيه الرئيس ترامب الشهر الماضي. واشارت اليومية إلى أن اللائحة، التي تشمل منعا للمهاجرين من كفالة عائلاتهم للانتقال إلى الولايات المتحدة، أثارت فورا انتقادات القادة الديمقراطيين في الكونغرس الذين اعتبروا أن هذه الأولويات تذهب "أبعد بكثير مما هو منطقي". من جهتها، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن هذا الخطوة من شأنها سد الثغرات القانونية التي تشجع الآباء في غواتيمالا والسلفادور والهندوراس على إرسال أبنائهم بشكل غير قانوني إلى الولايات المتحدة، حيث ينصهر كثير منهم داخل الجاليات الأمريكية ويصبحون مهاجرين غير شرعيين. واعتبرت أنه في الوقت الذي لم يحدد فيه ترامب ما إذا كان يعتبر هذه الأولويات مطالب مطلقة أم انها ستخضع للمفاوضات، فإن هذه المقترحات، ظل على العموم أقرب إلى "أماني نهاية السنة" التي عبر عنها المكلفون بملف الهجرة بالبيت الأبيض، مشيرة إلى أن المدافعين عن حقوق المهاجرين نددوا بقوة بالعديد من هذه المقترحات التي اعتبروها قاسية، بل عنصرية. من جانبها، سلطت "وول ستريت جورنال" الضوء على الحملة الدبلوماسية التي تقودها الولايات المتحدة ضد كوريا الشمالية، مشيرة إلى أن أزيد من 20 بلدا جمد علاقاته الدبلوماسية أو التجارية مع الحكومة الكورية الشمالية بعد جهد دبلوماسي لأزيد من عام من قبل وزارة الخارجية الأمريكية، وهو ما يعطي مؤشرا على حجم الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة وراء الكواليس في التعاطي مع الملف النووي الكوري الشمالي. وأضافت الصحيفة أنه بعدما درست الولايات المتحدة إيجابيات وسلبيات أي عمل عسكري ضد بيونغ يانغ، فإن الدبلوماسيين الأمريكيين، الذين يقودون حملة هادئة إلى جانب عقوبات الاممالمتحدة والمحادثات مع الصين، قد باشروا اتصالات مع بلدان كبرى مثل ألمانيا، وصغرى مثل فيجي، وقدموا طلبات محددة جدا، تستند أحيانا الى معلومات استخباراتية أمريكية، من أجل قطع العلاقات الخارجية لكوريا الشمالية. وفي كندا، كتبت "لا برس'' أن رئيس الوزراء جوستين ترودو اتهم معارضيه باستغلال تخلي شركة "ترانس /كندا" عن مشروع خط الأنابيب "إنيرجي- إست" لتصوير الأمر على أنه صراع بين المناطق ، مشيرة إلى أن ترودو حمل منتقدي الحكومة الفيدرالية المسؤولية عن إجهاض هذا المشروع. من جانبها، كتبت "لو جورنال دو مونريال" أن ترودو وصف الحزب المحافظ بأنه يفتقد للنزاهة الفكرية بشأن مسألة الطاقة، مذكرا بأن الطاقة والموارد الطبيعية تمثل أكبر القطاعات المصدرة بالنسبة لكندا. وأوردت الصحيفة أن رئيس الوزراء صرح بأن السياسة الكندية في مجال الطاقة والمناخ وضعتها حكومته، مشيرا إلى أنه حتى قبل انتخابات سنة 2015، كان الليبراليون يصرون على التلازم بين تحقيق النمو الاقتصادي وحماية البيئة . وفي موضوع آخر، تطرقت صحيفة "لو جورنال دي كيبيك" الى التعقيدات المرتبطة بالتحقيق الوطني في قضية النساء والفتيات المنحدرات من السكان الأصليين، المفقودات واللواتي تعرضن للقتل، وذلك بعد استقالة عضوين آخرين من فريق التحقيق في أعقاب تعيين مديرة عامة جديدة للفريق. وفي بنما، كتبت يومية "لابرينسا"، تحت عنوان "العوائق التي تعترض تحقيقات النيابة العامة في قضايا الفساد"، أن أولى هذه العوائق تتمثل في أجل التحقيقات، والتي تتم في مدد قصيرة يحددها القانون القضائي والجنائي، وهو عامل "يخدم الإفلات من العقاب"، مضيفة أن العائق الثاني يكمن في عدم تعاون المؤسسات الحكومية، مثل الجمعية الوطنية (البرلمان) والتي لا تقدم مساعدة في بعض الأبحاث، والمفتشية العامة للجمهورية، المعنية بإعداد الافتحاصات اللازمة لرصد الخروقات التي قد تطال المال العام. وأوضحت الصحيفة أن العائق الثالث والأبرز الذي يعترض عمل النيابة العامة يتمثل في كيفية اشتغال الهيئة القضائية، والتي تساهم في عرقلة التحقيقات من خلال تأخير النطق بالأحكام وقبول الطعون التمييزية المقدمة من قبل الأشخاص موضع التحقيقات، مبرزة أن هذه العراقيل، وكذا حفظ ملفات العديد من قضايا الفساد، تحد من مكافحة الفساد بالبلاد. من جهتها، وفي موضوع ذي صلة، ذكرت صحيفة "إل سيغلو" أن قضاة محكمة العدل العليا قاموا بحفط أزيد من 10 شكاوى ضد نواب الجمعية الوطنية، وهو ما أثار استياء عدد من فاعلي المجتمع المدني، لأن أغلب حالات حفظ التحقيقات أو رفضها تتم بسبب عدم وجود "أدلة كافية"، مشيرة إلى أن هذا التعليل أصبح بمثابة "حماية" للنواب. وفي موضوع آخر، أشارت يومية "بانما أميريكا" إلى إمكانية تأثر الاستثمارات في القطاع الاجتماعي ببنما بعدما أرجعت لجنة الميزانية التابعة لوزارة الاقتصاد والمالية مشروع ميزانية سنة 2018 وأرفقته بتوصيات بخفض ميزانيات بعض القطاعات الأخرى. وأضافت الصحيفة أن لجنة الميزانية اقترحت على الحكومة رفع حجم الموارد المرصودة لبعض المؤسسات، مثل الهيئة القضائية (9.5 مليون دولار)، والنيابة العامة (5 مليون دولار)، والمحكمة الانتخابية (1.9 مليون دولار)، والمعهد الوطني للثقافة (18 مليون دولار). وبالمكسيك، اهتمت يومية "إل صول دي ميخيكو" بالحفل الموسيقي الذي أقيم مساء أمس الأحد وسط العاصمة مكسيكو، للتعبير عن التضامن مع ضحايا زلزالي 7 و19 شتنبر المنصرم، مشيرة إلى أن الحفل الذي نظم تحت شعار "متحدون من أجل المكسيك" نجح في استقطاب ثلة من الفنانين المكسيكيين والأجانب الذي قدموا للتعبير عن تضامنهم مع مدينة ميكسيكو، بحضور نحو 170 ألف شخص. من جانبها، تطرقت "إل أونيفرسال" إلى الأزمة السياسية في إسبانيا بعد الاستفتاء الذي نظمه القادة الانفصاليون في كاتالونيا في فاتح أكتوبر الجاري، مضيفة أن نحو مليوني من الكاتالونيين والإسبان خروجوا، أمس الأحد، في مسيرة وسط برشلونة للدفاع عن "وحدة اسبانيا"، بعد أسبوع من الترقب والحزن في جميع أنحاء البلاد. وفي موضوع آخر، تناولت "لاخورنادا" قائمة الاولويات التي كشف عنها البيت الأبيض بشأن أي تشريعات مرتبطة بالهجرة بالولايات المتحدة، حيث كتبت تحت عنوان "ترامب يشترط تمويل الجدار على الحدود مع المكسيك لتسوية قضية +الحالمين+"، أن الرئيس الأمريكي بعث رسالة إلى الكونغرس أرفقها بلائحة أولويات تتضمن بناء جدار ضخم على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة والتي تعهد ترامب بأن تدفع المكسيك تكلفته، وهو ما رفضته الأخيرة. وأضافت أن ترامب يسعى أيضا إلى زيادة عدد المسؤولين المعنيين بإنفاذ القانون، عبر توظيف عشرة آلاف ضابط إضافي في وكالة الهجرة والجمارك وألف محام، إضافة إلى 370 قاضيا متخصصا في قضايا الهجرة و300 مدع فدرالي.