تخوف من وقوف متطرفين وراء هذه العمليات لتمويل إعتداءات إرهابية لصوص البنوك يحيرون الأمن ويغضبون أعلى السلطات بالمغرب تواصل الأجهزة الإستخباراتية ومصالح الشرطة تحريات مكثفة للبحث عن مقنعين مجهولين متخصصين في السطو المسلح على البنوك، إذ في ظرف أسبوع، تمكنوا من سرقة أربع وكالات بنكية بمدن (الدارالبيضاء، القنيطرة، الرباط، المحمدية)، والإستيلاء على مبلغ مالي يقدر بأكثر من 125 مليون سنتيم، إلى جانب عملة صعبة من الدولار واليورو. وحمل تزايد السرقات ضد البنوك مصالح الدرك الملكي والإستخبارات المدنية والعسكرية إلى عقد اجتماعات مكثفة، آخرها الثلاثاء الماضي، بولاية الدارالبيضاء، لإتخاذ الإجراءات الضرورية لرصد وتعقب المتهمين، فيما ذكرت مصادر أمنية أن هذه العمليات أثارت غضب أعلى السلطات في مراكز القرار بالمغرب. "" وفيما خلقت هذه السرقات حالة خوف في صفوف المواطنين ومراقبين من أن تكون جماعات إرهابية وراء هذه العمليات، بهدف تمويل مشاريع تخريبة في المستقبل، أكدت المصادر ذاتها، أن المحققين تمكنوا من الإمسكاك بأول خيط قد يقودهم إلى أفراد العصابة المذكورة، مبرزة أنها "حددت هوية أحد المشتبه فيهم الذي يقطن في أحد الأحياء الشعبية بالعاصمة الاقتصادية"، دون أن تضيف تفاصيل أخرى حول الموضوع. ولاحظ المحققون أن السارقين يعتمدون التقنية نفسها في عملياتهم، إذ يرتدون نظارات شمسية وقبعات على رؤوسهم، ويحملون أسلحة بيضاء، باستثناء السطو الذي تعرضت له وكالة القنيطرة، حيث استعان المنفذون بالفلفل الحار لرميه على أعين الموظفين، قبل أن يقوموا بتكبيلهم. وبدأت سيناريوهات أخرى تصب في خانة أن عصابات الجريمة المنظمة بدأت تخترق المغرب، خصوصًا أن السرقات خط لها بإحكام واختير لها توقيق دقيق، كما أن المنفذين كانوا يتفادون الكاميرات المثبتة في زوايا الوكالات. وفي جولة داخل بعض المؤسسات البنكية، وقفنا على حالة القلق التي بدأت تنتاب الموظفين وحراس الأمن الخاصين، إذ باتوا يدققون النظر في ملامح كل من يدخل إلى هذا الفضاء وهويات الزبناء، في حين دخل المدراء في اتصال مباشر مع المسؤولين الأمنيين الذي وزعوا هواتفهم المحمولة عليهم لإبلاغهم باحتمال وجود أي خطر للانتقال على وجه السرعة إلى المكان عينه. وقال رضى (س)، موظف في القطاع الخاص، "لم أهتم كثيرا إلى هذا الأمر، غير أنني بعد أن قرأت عن توالي السرقات في مدن مختلفة بدأ الأمر يثير قلق بعضنا، إذ أضحى هذا الموضوع هو محور حديثنا اليومي داخل المنزل وفي نقاشاتنا على المقاهي". وكان آخر سطو طال وكالة بنكية في مدينة المحمدية، إذ اقتحمها، نهاية الأسبوع، أربعة أشخاص، مقنعين ومدججين بالسكاكين ومسدسات بلاستيكية وهمية، وتمكنوا من الاستيلاء على مبلغ مالي يقدر ب169 ألف درهم. وأكدت مصادر متطالبقة أن المشتبه فيهم اقتحموا وكالة "التجاري وفا بنك"، الواقعة بشارع فلسطين، وأرغموا الموظف المكلف بالخزينة على تسليمهم مبلغ 130 ألف درهم المودع لديه، منها 80 ألف درهم من العملة الصعبة، قبل إقدامهم على الاستحواذ أيضا على 39 ألف درهم أخرى كان أحد الزبناء ينوي إيداعها لدى الوكالة البنكية المذكورة. وأضافت أن هذه العملية، التي لم تخلف أي إصابات، كادت أن ترتفع غنيمتها لولا تعذر فتح الخزينة الحديدية التي كان بها مبلغ مالي بقيمة مليونين ونصف درهم. وكانت عمليات سرقة البنوك بدأت من منطقة الألفة في الدارالبيضاء، حيث قام أربعة أشخاص مسلحين بسكاكين بالسطو على وكالة هناك والاستيلاء على حوالى مليون درهم. وهدد المسلحون الموظفين وزبونة بسلاحهم الأبيض، كما أرغموا رئيس الوكالة على فتح صندوق إيداع الأموال بالبنك.