عكس باقي المدن المغربية، التي استقبلت العام الجديد بالحلويات والاحتفالات، رفع الغاضبون من عمال "الساندريات" وساكنة جرادة شعار "ما محتفلينش حيت في جرادة ما عايشينش"، مطالبين بفتح تحقيق في مناجم وآبار الموت وبالتعجيل ببديل اقتصادي. وفي إبداع جديد للتعبير عن غضبهم، خرج المئات من عمال "الساندريات" بملابس العمل، رافعين نعوش ضحايا الفحم والرغيف الأسود على أكتافهم في مسيرة جابت مجموعة من الأحياء الشعبية بجرادة، وحاملين الخبز ومصاحف قرآنية بأيديهم السوداء الملطخة ب"الشاربون"، قبل أن تنتهي المسيرة بساحة "شهداء الفحم" قبالة مقر الجماعة الحضرية لجرادة، بشعارات وأشعار صدحت بها حناجر السكان الغاضبين، الذين نددوا بسكوت الحكومة وعدم تجاوبها مع مطالبهم العادلة والمشروعة إلى غاية اليوم. ولم يسلم والي الجهة وعامل الإقليم، هذه المرة، من انتقادات نشطاء الحراك، من خلال كلمات تناوب عليها الغاضبون، واصفين اللقاءات الأخيرة، التي عقدت مع المنتخبين والسياسيين وأعضاء المجلس البلدي وفعاليات المجتمع المدني، أول أمس السبت، بأنها محاولة لإسكات غضب المحتجين. كما طالبوا بإحضار وفد وزاري لينصت إلى هموم ومشاكل الساكنة، معتبرين أن "من يحق محاورتها هي "اللجنة الكبرى"، التي تشكلت من لجان الأحياء الشعبية، والتي تضم ممثلين عن كل حي". حكومة العثماني لم تسلم هي الأخرى من شعارات صدحت بها حناجر المحتجين، من قبيل: " باراكا عيقتو.. واش ما زال ماشبعتو"، و"الحكومة وهمية وقالوا إسلامية"، و"يا الوالي خاصك تفهم.. ولد جرادة عايش فالهم.. والحكومة ما بغات تفهم"، و"كي الهمة كي الفهري وكي بنكيران كي العثماني وجرادة كتعاني"، و"يا مسؤول جات الساعة باي باي زمان الطاعة.. هذا زمان المقاطعة". كما طالبت شعارات أخرى بالتعجيل بالاستجابة لمطالب السكان، والإنصات إلى غضب الشارع قبل وقوع الانفجار والتصعيد. هذا، وقد تميزت احتجاجات أمس بمشاركة ساكنة وجدة ومنطقة بركم، التي جاءت من أجل التضامن مع الساكنة، بالإضافة إلى مجموعة من المناطق، التي تحيط بمدينة جرادة، مثل تاكفايت وعين بني مطهر وكنفودة وغيرها. كما شارك مبدعون محليون بقصائد شعرية وزجلية تتغنى بمدينة جرادة، وتستنكر تجاهل المسؤولين، مطالبين بالعدل في توزيع الثروات والاستفادة من التنمية كباقي أقاليم المملكة.