منع الآلاف من ساكنة جرادة السلطات المحلية، صباح اليوم، من دفن الشابين اللذين توفيا في أحد الآبار العشوائية لاستخراج الفحم "دون أداء صلاة الجنازة ومراسيمها"، رغم الحضور المكثف للقوات الأمنية ومحاولاتها المتكررة التي باءت بالفشل. شعارات صدحت بها حناجر الغاضبين في وجه المسؤولين والسلطات المحلية من قبيل "الشهيد ضحى بدمو والساكنة هي للي تدفنو"، "حنايا جبدناهم حنايا ندفنوهم"، و"جرادة يا جوهرة خرجو عليك الشفارة"، و"بالروح بالدم نفديك يا شهيد"، و"المخزن يمشي بحالو الجنازة ماشي ديالو"، مطالبة السلطات المحلية والقوات الأمنية بالانصراف وترك مهمتي الدفن والتشييع للساكنة. وتدخل رئيس الجهة الشرقية في كلمة موجهة إلى المحتجين، مشيرا إلى أن مطالب العائلة تم تحقيقها، في انتظار وفد وزاري سيحل بالمدينة من أجل الإنصات إلى مشاكل وهموم الساكنة، قبل أن يقطع وعدا على نفسه قائلا: "في حالة عدم حضور الوفد الوزاري وتلبية مطالب الساكنة سأستقيل من منصبي". وفيما تراجعت السلطات عن قرارها مستجيبة لصياح وصراخ الساكنة، قادت الأخيرة جنازة "ضحايا الفحم" في جو مهيب بعد انسحاب القوات الأمنية، مباشرة بعد صلاة الظهر والجنازة التي تم أداؤها قبالة مستودع الأموات للمقبرة، مرددة شعارات وأدعية تترحم من خلالها على الضحايا.