رغم برودة الطقس والزخات المطرية، التي شهدتها مدينة جرادة مساء اليوم، لم يتردد آلاف المحتجين في تلبية الدعوة إلى الاحتجاج لليوم الثالث على التوالي بعد دفن ضحايا "الخبز الأسود" أو ما بات يعرف ب"ضحايا الفحم". ورغم أن القوات الأمنية حاولت منع وصول المتظاهرين إلى ساحة مقر الجماعة الحضرية وتطويقها، فإن الكم الهائل المتدفق على المكان حال دون ذلك، وكسر الحاجز الأمني، حيث أرغمت القوات الأمنية على الانسحاب، تاركة الساحة للمحتجين الذين اختاروها مكانا لتجمهرهم والتعبير عن غضبهم، مرددين شعارات من قبيل: "ارحل.. ارحل" و"جرادة تبقى حرة والمخزن يطلع برا". واحتشد آلاف المواطنين من مختلف الفئات العمرية والأحياء الشعبية لمدينة جرادة، من أجل الاستمرار في التعبير عن غضبهم واستيائهم من الأوضاع الكارثية التي تجتازها المدينة إلى غاية تحقيق مطالبهم "العادلة والمشروعة"، وعلى رأسها خلق بديل اقتصادي عاجل وآني. ولأزيد من أربع ساعات ظلت حناجر الغاضبين تردد شعارات تطالب بالتعجيل بفتح تحقيق نزيه وعادل في وفاة ضحايا الفحم والمناجم والمشاريع التنموية العالقة بالمدينة. ودعت مجموعة من الإطارات السياسية والنقابية والحقوقية بجرادة إلى الانخراط بشكل واسع في الإضراب العام الإقليمي ليوم الجمعة، واضعة ثقتها في شباب الحراك لقيادة التظاهرات والأشكال النضالية في اليوم ذاته. فيما أكد نشطاء "حراك جرادة" لهسبريس أنه تمت معاينة مجموعة من أعوان السلطة المحلية وبعض أفراد السلطات المحلية يتوجهون نحو المحلات التجارية والمقاهي للضغط على أصحابها بعدم الاستجابة لنداء الإضراب العام المزمع تنظيمه يوم الجمعة، وتخويفهم بالعواقب التي يمكن أن تأتي بعده. وأضافت المصادر ذاتها أنه تم، مساء اليوم، تعزيز القوات الأمنية، حيث تم إخلاء داخلية إحدى الثانويات التأهيلية من التلاميذ من أجل أن تستغلها عناصر من القوات الأمنية، مشيرة إلى أن الاحتجاجات ستظل سلمية إلى غاية تحقيق مطالب المحتجين.