احتشد جمع غفير من المتظاهرين من ساكنة جرادة، مساء اليوم، قبالة مقر المجلس الجماعي وعمالة الإقليم، من أجل التعبير عن غضبهم والمطالبة بتحقيق مطالبهم المستعجلة، والتي تتجلى في فتح تحقيق نزيه في قضية "شهيدي الفحم" وتوفير بديل اقتصادي. ورغم محاولة السلطات المحلية والأمنية تطويق ساحة البلدية إلا أن الحشد الغفير الذي توافد على المكان، من شيوخ ونساء وشباب وأطفال جرادة، استطاع كسر الحاجز الأمني والاستحواذ على ساحة الجماعة بكاملها، لتصبح مكانا للتعبير عن غضبهم واستيائهم العارم. واعتلى المنصة، التي نصبت فوق "تريبوتور" به مكبرات للصوت بباب الجماعة الترابية لجرادة، مجموعة من النساء والأطفال والشباب للتعبير عن غضبهم وسخطهم العارم من مناجم الفحم الحجري والآبار التي نعتوها ب"آبار الموت"، مطالبين في الوقت ذاته ببديل اقتصادي عاجل، والتحقيق الجدي في الاختلالات التي تعرفها مناجم الفحم، مع ضمان وتوفير فرص الشغل لشباب المدينة، واستكمال المشاريع التنموية التي دشنها الملك محمد السادس، وتحقيق وعود المسؤولين. وعرفت الوقفة الاحتجاجية مشاركة عدد كبير من النساء والأطفال والشباب والشيوخ على غرار الأيام الماضية؛ وذلك قصد الضغط على السلطات لتحقيق الوعود، من قبيل "الوفد الوزاري الذي سيحل بالمدينة" من أجل السماع لهموم ومشاكل المواطنين، مطالبين في الوقت ذاته بضمان حقوقهم وحقوق عائلات "ضحايا مناجم الفحم والآبار". شعارات صدح بها المحتجون والمحتجات، من قبيل "جرادة يا جوهرة خرجوا عليك الشفارة" و"الشعب يريد بديل اقتصادي"، و"كلنا مستهدفون..كلنا ميتون"، و"علاش الخوف علاش الخوف والشياع بالألوف"، و"حرية كرامة عدالة اجتماعية"، و"علاش جينا واحتجينا الماء والضو غالي علينا"، تطالب بتنمية المنطقة ببديل اقتصادي وفلاحي، وبالتحقيق النزيه والعادل في فواتير الكهرباء وسقوط ضحايا الفحم، مع إيجاد حلول آنية ومحاسبة المتورطين من "أباطرة الفحم" ومسؤولين ومنتخبين. وسجلت بعض الإغماءات في صفوف الأطفال والقاصرين، ليتم نقلهم على وجه السرعة إلى مستشفى جرادة على متن سيارات الوقاية المدنية التي كانت حاضرة في المكان؛ في حين لم يسجل أي تدخل أمني.