خلّفت تدخلات أمنية لمنع تظاهرات دعت إليها حركة 20 فبراير في فاس، مساء يوم الأحد الماضي، ما يقرب من 30 مصابا نقل منهم 11 وُصِفت حالتهم بالخطيرة إلى قسم المستعجلات في المستشفى الجامعي الحسن الثاني، فيما تم اعتقال نبيل طلحة، عضو شبيبة النهج الديمقراطي وأحد شباب الحركة المعروفين في المدينة، بعدما أدخل قسم المستعجلات لتلقي العلاج من إصابات نتيجة التدخل الأمني لتفريق المحتجين الذين انطلقوا من الحي الشعبي «عوينات الحجاج» في اتجاه وسط المدينة، حيث كان مقررا أن تخوض الحركة أولى اعتصاماتها الإنذارية. وكانت قوات الأمن قد ضربت طوقا على ساحة «فلورنس»، وسط المدينة، بعدما صدرت قرارات بمنع تظاهرتين لحركة 20 فبراير، المنقسمة على نفسها، في الآونة الأخيرة. ولجأ طرف من الحركة إلى الاحتجاج في الحي الشعبي «عوينات الحجاج»، فيما قرر طرف ثانٍ الاحتجاج في وسط المدينة. وانطلقت الاحتجاجات الأولى في مسيرة انتهت في منتصف الطريق بتدخل أمني أدى إلى إصابات. وتعرضت محاولة احتجاج الطرف الثاني في وسط المدينة، بدورها، للتفريق. ووصف أحد أعضاء مجلس دعم الحركة التدخل الأمني ب»المجزرة» في حق المحتجين الذين قرروا التظاهر السلمي من أجل التعبير عن مطالبهم. وقال تقرير للجمعية المغربية إن ثلاثة أعضاء من الجمعية أصيبوا خلال عملية تدخل الأمن لتفريق المحتجين، ويتعلق الأمر بسعيد بوعلي، عضو مكتب فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في فاس والمسكيني محمد ولحسن استيتو (الذي صودرت منه آلة للتصوير) وهما عضوا فرع فاس، ولفضيل السطي، عضو فرع غفساي وناشط في حزب النهج الديمقراطي. وخلافا لتدخلات أمنية سابقة انتهت بإصابات بليغة في حق نشطاء حقوقيين وسياسيين في مدينة صفرو، تظاهر العشرات من المواطنين في المدينة ورفعوا شعارات تطالب بإقرار إصلاحات حقيقية. وقد جابت المسيرة مختلف أرجاء المدينة وشارك ما يقرب من 5000 مشارك في مظاهرة للحركة في مكناس. ورفع المحتجون شعارات من قبيل «يا مكناس يا جوهرَة.. خرجوا عليك الشفّارَة» و»علاش جينا واحتجينا.. الماء والضو غلاو علينا». وندد المحتجون، في كلمتهم، باعتقال الصحافي رشيد نيني وأعلنت الحركة تضامنها المطلق واللا مشروط معه، وطالبت بإطلاق سراحه وسراح كافة معتقلي الرأي وقالت إنها تتشبث بمطالبها الرامية إلى بناء الدولة المدنية الديمقراطية، عبر دستور ديمقراطي، شكلا ومضمونا، يُرسي قواعد الملكية البرلمانية، واستنكرت الانقاطعات المتتالية للماء الصالح للشرب في المدينة تحت مبررات وصفتها بالواهية، وأوردت أنها، في المقابل، تسجل هدر مبالغ خيالية في المهرجانات. وطالب المحتجون في مكناس بإيجاد حل فوري لحاملي الشهادات وبفتح تحقيق نزيه وبالقضاء على المفسدين في المدينة.