يعيش عزيز خرخاش في صمت مع مرضه النادر في أحد أحياء تيرت بكلميم، يعاني الشاب العشريني من مرض يسمى "جفاف الجلد المصطبغ"، ويطلق على الأطفال الذين يصابون به "أطفال القمر" أو "القمريون"، بسبب عدم قدرتهم على البقاء تحت أشعة الشمس، ولا يعيشون بشكل طبيعي إلا ليلاً، تحت ضوء القمر، ويقدر عددهم في المغرب بأكثر من 500 شخص. يقول الأطباء إن هؤلاء المرضى يصابون بحروق وتقرحات جلدية بعد التعرض للشمس، وتظهر على جلودهم بقع من تغيرات اللون، إضافة إلى تقشر الجلد وتورم جفون العيون والتهابها. تحدث عزيز لهسبريس بكثير من الألم عن طفولته التي ذاق فيها مرارة اليتم بفقدان الأبوين، ومعاناته مع هذا المرض النادر، وقال: "أنا الوحيد في الأسرة المصاب بهذا المرض، لدي إخوتي من أبي سالمين ولم يصابواْ به"، وأضاف بنبرة حزن: "خرجت للحياة ولم أجد أبي، وبعده توفيت والدتي وعشت يتيماً منذ صغري، كل ما تبقى لي حينها هي جدتي، التي ربتني واحتضنتني حتى توفاها الله، وأصبحتُ الآن أعيش عند عمتي هنا بكلميم". وأشار هذا الشاب إلى أنه لا يستطيع البقاء تحت الشمس لمدة طويلة، وأوضح قائلا: "كنت أعيش في قرية ضواحي شيشاوة، وعانيت كثيراً بسبب الظروف القاسية للبادية وارتفاع درجات الحرارة التي تزيدني مرضاً"، مضيفاً: "لما أتيت إلى كلميم تحسنت حالتي كثيراً، وأصبحت أتناول دوائي بانتظام ويمكن أن أخرج وأقضي أغراضي نهاراً ولكن بسرعة كبيرة"، وزاد: "إذا بقيت في الشمس طويلاً ترجع أعراض المرض بقوة من جديد وأبدأ في حك الجلد حتى يتشقق ويخرج منه الدم". وعبر الشاب القمري عن شكره لبعض الجمعيات بكلميم وبعض المحسنين الذين يساعدونه، وقال بنبرة تأثر: "لم أحظ بفرصة الولوج الى المدرسة في طفولتي بسبب هذا المرض الذي منعني من الخروج إلى الشمس، إضافة إلى ظروف اليتم القاسية وعدم وجود مدرسة خاصة بمثل هؤلاء المرضى بقريتنا". وطالب عزيز الجهات المعنية بمساعدته والالتفات إلى معاناته، هو وكل الأطفال والشباب الذين يعانون من هذا المرض النادر، مبرزا أنه يحتاج الدواء والمراهم الضرورية للتخفيف من المرض، وقال: "أسكن حالياً مع عمتي التي لم تفرط في منذ وفاة جدتي رحمها الله". ولم يمنع المرض هذا الشاب من متابعة فريقه الرياضي المفضل في كرة القدم، ومحاولة التعايش مع المرض والتغلب على معاناته. في المقابل، أورد إبراهيم آيت بنعلي، المندوب الإقليمي لوزارة الصحة بكلميم، أن المندوبية الإقليمية لا تتوفر حالياً على إحصائيات دقيقة للمصابين بهذا الداء بإقليم كلميم، وقال: "هذا مرض نادر يعاني المصابون به من صعوبة العيش تحت أشعة الشمس". وأضاف: "لدينا طبيبة متخصصة في أمراض الجلد، والمصلحة الاجتماعية في المندوبية الإقليمية تفتح أبوابها للمساعدة الاجتماعية لهؤلاء المرضى"، كاشفا أن هؤلاء المرضى "يمكنهم التقدم إلى المندوبية، ونحن سنقدم لهم المساعدة اللازمة"، مقرا بأن "مستلزمات الدواء تستنزف الأسر لأنه مرض مزمن". للتواصل مع عزيز خرباش: 0643209914