استضافت دار الأطفال ببويزكارن منذ 24 دجنبر 2014 نزيلا ذو مواصفات استثنائية إذ بالرغم من تاريخ ازدياده في 22 ماي 2000 إلا انه يظهر اصغر سنا بفعل توقف في النمو كما أن ملامح وجهه تفيد بأنه من فئة أطفال" القمر" الذين يعانون في صمت من مرض نادر. وبالطبع قلة من الناس يمكنها التعرف على هذا المرض، أو حتى المرضى المصابين به، والذين يفضلون مكرهين لا مخيرين التواري عن الأنظار. إنه مرض" كزينوديرما" وهو مرض وراثي نادر. تم اكتشافه لأول مرة سنة 1870 من طرف الدكتور" موريتز كابوسي"، عندما لاحظ ظهور نمش أو بقع لونية على وجوه بعض الأطفال بعد تعرضهم للشمس، ويمكن ترجمته بالتقرح الجلدي الإصطباغي. ويتميز المرض بحساسية جلدية شديدة ضد أشعة الشمس، والتهابات في العين وبخطر الإصابة بسرطان الجلد والعين، بنسبة مضاعفة تصل 1000 مرة مما هو عليه الحال لدى الأشخاص العاديين نظرا لغياب انزيم 1 و 3 الذي يعمل على معالجة الطفرات الناتجة عن اختراق الأشعة فوق البنفسجية للجلد والذي يؤدي إلى تقرحات سرطانية تؤدي بدورها إلى الموت. و كان هذا الوافد من طانطان نزيلا سابقا بدار الأطفال كلميم وتكفل به أيضا ولفترة محدودة احد الأشخاص بكلميم و هو طفل متخلى عنه منذ ولادته غير انه غير متمدرس فيصعب تصنيفه كمستفيد من خدمات دور الأطفال و اليوم وفي اتصال مع "صحراء بريس" يتساءل احد مسيري دار الأطفال عن مصيره في فترة العطلة الصيفية المقبلة لان هذا المركز يغلق أبوابه خلالها . كما أكد أن حالة هذا الطفل بدأت تتفاقم مؤخرا لتعرضه لأشعة الشمس وبسبب ارتفاع درجة الحرارة. كما انه يعيش منعزلا دون التقاء بأطفال من عمره ودون اهتمام من لدن المسئولين المحليين و الجمعيات المهتمة بشؤون الطفولة كما انه لا يتوفر على ملف طبي لتتبع حالته.. حالة "يونس شريف" تضاف إلى 300 حالة أخرى في المغرب وعنوانها الأبرز المعاناة في صمت الليل الطويل والتحرك فقط وراء الجدار وفي ظلالها نهارا دون القدرة على الخروج لإسماع أنينها . مع كل إشراقه شمس تسود الفرحة في القلوب، لكن بعض الناس يحمل لهم الشروق رعبا حقيقيا، جلدهم لم يتصالح مع الشمس، والليل فرصتهم الوحيدة في البقاء، أطفال القمر أعداء الشمس يعيشون بيننا ويموتون في صمت. كما أن بزوغ هلال عيد هؤلاء بعيد المنال في وقت يبدو فيه المسئولين عن حقوق الأطفال غير مهتمين بمصيرهم.