يعاني عزيز خرباش، البالغ من العمر 23سنة، من مرض نادر، يدعى "جفاف الجلد المصطبغ"، وهو مرض يصيب بالأساس الأطفال، الذين لا يستطيعون التعرض لأشعة الشمس، ويطلق عليهم علميا "الأطفال القمريون". عزيز ناشد، عبر فيديو ل"اليوم 24″ الملك محمد السادس، ووزير الصحة، من أجل التدخل لإنقاذه من المحنة، التي يعيشها اليوم، بسبب مرضه، إذ أصبح لزاما عليه صرف مبلغ 1000درهم كل شهر، كتكلفة للمراهم، والعقاقير، التي يتناولها لمنع جفاف جلده. وبحكم ضيق ذات اليد، والفقر المدقع، الذي يعيشه عزيز، فإنه اليوم لا يستطيع النوم، وتتسبب له حرارة جسده في حكة شديدة، ما يجعل جلده مليئا بالجروح. وأضاف عزيز، الذي ينحدر من منطقة شيشاوة، في تصريحه للموقع، أن حالته العائلية استثنائية، لأن والده، الذي كان عامل بناء بسيط، توفي في سن مبكر، ووالدته يعتبرها في عداد الموتى، لأنها تخلت عنه، وتركته يصارع الحياة بمرضه، بعدما انتقلت إلى العيش في مدينة أكادير، وكونت لنفسها حياة مستقلة. واليوم، يقول عزيز، إنه لم يجد السند، والصدر الحنون سوى من عمه، وزوجته، اللذين يقطن معهما اليوم في مدينة كلميم. وشاءت الأقدار أن يعيش عزيز محنة حقيقية، تبدأ كل يوم مع بزوغ أولى ساعات الفجر، إذ يكون الجميع يستعدون للذهاب إلى أعمالهم، بينما تجده هو يبحث عن غرفة مظلمة تقيه من أشعة الشمس، التي تنفذ إلى المنزل، حيث يبقى رهين محبسين المرض اللعين، والوحدة القاتلة، وما يؤزم وضعيته أكثر، أنه لا يملك لباسا خاصا بالقمريين، ليتمكن من الخروج من البيت في واضحة النهار. عزيز حلمه الأول اليوم، أن يحصل على لباس خاص بالأطفال القمريين، حتى يتمكن من التحرك، والخروج للاستمتاع بالحياة نهارا، كما يرغب في تعلم القراءة، والكتابة، وزيارة مدينة أكادير، التي تبعد عن مدينة كلميم بحوالي 200 كلم، ويناشد المحسنين التدخل لتحقيق طموحاته. وعلى الرغم من الظروف الصحية الصعبة لعزيز، فإن عزيمته قوية "أعلم جيدا أن الله ابتلاني بهذا المرض الخبيث، وحرمني من الدراسة، ومن شغب الطفولة، ولكن إيماني بالله كبير، وحتما سأجد يدا رحيمة تنقذني من الوقوع في براثين التسول، خصوصا أن بعض الجهات تسعى إلى استغلال محنتي المرضية للتسول باسمي".