تعاني مدينة عين تاوجطات من غياب المساحات الخضراء، التي تعدّ المتنفس الوحيد والفضاء الأكثر متعة لأطفال حرموا من الاستمتاع بألعاب داخل فضاء أخضر، على الرغم من سعي المجتمع المدني إلى المطالبة بتوفير متنفس لسكان المدينة وضواحيها التي تخطى عدد قاطنيها 100 ألف نسمة. واتحدت جل المجالس الجماعية، التي مرت خلال ولايات متعاقبة، على إهمال الجانب البيئي بالمدينة؛ وهو ما حرم السكان من رئة ومتنفس كفيل بتعويضهم عن التلوث البيئي الذي تعانيه، في وقت تحولت فيه بعض الحدائق التي تحوي بعض الشجيرات الذابلة إلى سوق لبيع الملابس المستعملة والمتلاشيات، وهو ما شوّه شكل المدينة وأدخلها في دوامة فوضى لا متناهية. وتحولت "جردة حي التقدم"، أقدم حديقة بالمدينة، إلى مرتع لمدمني المخدرات و"مرحاض" يقضي فيه المتشردون حاجاتهم البيولوجية. كما تحولت من منطقة خضراء إلى مطرح للأزبال، بالرغم من تموقعها بقلب المدينة وغير بعيد عن مركز الشرطة. ولحق حجم دمار كبير بالمساحات الخضراء الخاصة بالمدينة، التي تحولت مع مرور الزمن إلى أسواق فوضوية كبيرة في غياب تام لأية رقابة. ومع تعاقب السنوات على هذه الظواهر الشاذة صارت بلدية المدينة تجد صعوبة في إخراج هؤلاء الباعة من هذه الأسواق، بعدما صاروا يحققون أرباحا طائلة من الملابس المستعملة، من دون أن يتعاملوا مع مصالح الضرائب. أما المساحة التي كان يقام فيها السوق الأسبوعي داخل المدينة، فقد أفرغت "بدعوى إعادة تأهيلها كحديقة بميزانية تخطت 100 مليون سنتيم؛ لكنها لم تعرف تغييرا ملحوظا، حيث غرست فيها بعض الشتائل الهزيلة دون تسجيل شبر من العشب الأخضر "، كما جاء في تصريح زكرياء لزعر الفاعل الجمعوي بالمدينة. وأضاف لزعر متسائلا في حديث لهسبريس: "أين صرفت تلك الميزانية الضخمة؟" وزاد قوله "فالمدينة تحتوي على خمس حدائق تشهد إهمالا كبيرا قتل معالمها وجعل منها مرتعا للمدمنين ومطرحا للأزبال". وفي ظل الإهمال الذي طال المواطنين وطال المساحات الخضراء أيضا يشدد المتحدث على أنه "لا يمكن نعت هذه الأماكن بالحدائق كونها أضحت مساحة يابسة عبارة عن مزبلة لا تتوفر على إنارة ولا على حبة عشب". وسبق للمجتمع المدني أن قام بتوقيع عريضة مطلبية قدمت إلى رئيس المجلس البلدي وإلى عامل إقليمالحاجب تطالب بحديقة نموذجية بالمدينة تتوفر على مساحة كبرى تقدر 3 هكتارات لتأهل لاستيعاب أنشطة الساكنة الترفيهية؛ لكن المطلب لا يزال إلى حد كتابة هذه الأسطر معلقا. وفي ختام حديثه لهسبريس، طالب الفاعل الجمعوي المسؤولين بإعادة النظر في حساباتهم باتجاه هذا القطاع المنعدم بالمدينة، وتقليص المساحات الخضراء وتحويلها إلى أسواق فوضوية للشباب العاطلين عن العمل. وتحول بعض الأراضي المخصصة للمساحات الخضراء إلى مكب كبير لمختلف بقايا السلع من كرتون وأكياس بلاستيكية وغيرها من المتلاشيات، التي لا يمكن تصورها، خاصة مع تعامل المواطنين بسلبية كبيرة أسهمت في ضياع مساحات جميلة، وتحولت إلى أسواق فوضوية واسعة.