لا أحد يعلم حجم المصاريف التي رصدت من أجل أن تكون مدارة حي النرجس الكبرى مساحة خضراء كما كان الوضع قبل أسابيع، المدارة المتنفس رأت النور قبل شهور فقط ظلت عبارة عن مساحة خضراء دائرية تم غرسها بأنواع من الزهور والنباتات، وترسيم ساحتها بالعاب وبممرات يقصدها العشرات بل المآت من الأسر رفقة صغارهم قصد الترويح والتنفيس. ومن دون شك ، فإن الجماعة الحضرية هي صاحبة قرار مفاجئ يقضي بتبليط الحديقة بالكامل واقتلاع شجيراتها وأغراسها فجأة، وتنبيت مكانها نافورة مرصعة بآلاف الأمتار من الكارلاج في إطار صفقة عائلية مربحة في زمن قياسي. وإذا كان للأمر أن يمر في دورات المجلس دونما أسئلة ولا افتحاص وبلا وجع دماغ لأسباب يعلمها الجميع، فان ساكنة حي النرجس الكبير المنكوبة في كل ما هو أخضر ترى ليس من الحكمة اجتثاث الأزهار والاغراس وإنبات بدلها بلاط على عجل تنقصه اللمسة الفنية، ويفتقد الكثير من الذوق، كما أن وآفاقه ميئوس منها في أقرب الأحوال حيث تحولت النافورة ذات ليلة في غياب حراسة لصيقة إلى مسبح للأطفال عوينة الحجاج. ويرى الأستاذ امحمد العسري ان الحي رغم شساعته وتنام ديموغرافيته بشكل مهول ما زال يفتقد إلى مرافق ضرورية اقلها دار للشباب ونوادي ثقافية وتربوية ،أما أحد الظرفاء فقد علق ساخرا "ت أنه بات لزاما تثبيت مركز الإسعافات الأولية 24/24 بعين المكان ، وذلك بالنظر إلى صلابة الكارلاج ، وسهولة الانزلاق خصوصا أن المدارة باتت مرتعا لعدد كبير من الأطفال المتزحلقين الذين تعودوا اللعب فوق عشبها الأخضر الرطب" تقول سيدة مستاءة . ويضيف زميل له « إن جحافل من الشباب بلا أفق تغزو كل ليلة فضاء الحي كل همها معاكسة الفتيات ودهسهن بدراجات هوائية أو نارية متهورة » ويمكن ملاحظة ركام الازبال وبقايا أكل ملقى على الجنبات كل مساء في مسلك يسئ للفضاء كما ان العشرات من بائعي المأكولات يفسدون الفضاء بنفايتهم وسوء تنظيمهم مما يحول الفضاء إلى سوق قروي في أحسن الأحوال « البيئيون بفاس يضعون أياديهم على قلوبهم خوفا من الإجهاز على كل ما هو أخضر في سياق حملة إسمنتية مسعورة ويدقون ناقوس الخطر توجسا ، التفكير في مصير العشرات من المواقع و المساحات الخضراء بالمدينة بات يؤرق هؤلاء بالنظر الى جشع بلا ضفاف ، كما من المحتمل جدا استغلال كل تلك المساحات الخضراء على قلتها عكس التيار في إطار مركب انتهازي مصالحي يفكر في استرداد ما صرفه إبان حملته الانتخابية القذرة ل12 يونيو المنصرم ،سواء في شكل صفقات ملفقة ومشبوهة، أو التزامات بغض الطرف عن كل تجاوز، لا حرج ان يفاجأ المواطن بمقهى وقد نبتت في فضاء إحدى المدارات، أو مقشدة وقد رتبت طاولاتها وكراسيها فوق حديقة عمومية تم تفويتها لأحد مستشاري الدائرة والبقية تأتي..