سبق لمجلس المدينة أن أدرج في جدول أعماله خلال إحدى دوراته السابقة نقطة تتعلق بتنظيم السير والجولان في المدينة ، لكن مجلس المدينة ولأسباب مجهولة لم يناقشها ، مع أن هذا المشروع حسب مستشارين اتحاديين بمجلس المدينة، طرح منذ عدة سنوات لكن دون أن يخرج إلى حيز الوجود ، والحقيقة أن الشوارع الرئيسية لمدينة فاس أصبحت لا تستوعب العدد الضخم من الهياكل السيارة التي يتزايد عددها يوما بعد يوم، خاصة أوقات الذروة ، فيما ظلت خرائط المدينة بشوارعها وأزقتها على حالها ، والملاحظ أن هناك أوراشا طرقية تفتح في اماكن مختلفة ،لكن بدل ان تيسر طبيعة السير والجولان بالمدينة ، فهي تعمل بجد على تعميقها ، وكمثال على ذلك حذف أزقة وممرات كما هو الحال بالنسبة لتلك التي كانت موجودة على طول شارع الحسن الثاني، فتح بعض الشوارع لحركة السير ذهابا وإيابا نموذج شارع محمد الخامس الذي كان نظام السير به باتجاه واحد . إن تسويق فكرة الحرص على توسيع المدارات الطرقية من أجل توسيع دائرة الحركة من غير استشراف تجريبي لهذه الابتكارات خلق المزيد من الاختناق والارتباك ، كما هو الحال بالنسبة لشوارع رئيسية كالجيش الملكي ومولاي عبد الله والمرينيين وطريق ايموزار، فيما استحالت الطرق والمعابر بالضواحي والأحياء الهامشية خرائط طرقية للنكبة ، أضف إلى ذلك شراسة احتلال الملك العمومي من طرف بعض ملاك المقاهي و تقاعس السلطات في ردع وتحجيم طموح الباعة المتجولين في احتلالهم الشارع العام محولين إياه إلى ممرات يصعب شقها أمام العابرين ، باعة حولوا العديد من الشوارع والأزقة إلى أسواق عشوائية كما الشأن لطرقات مونفلوري وسيدي بوجيدة والنرجس وبن دباب ، فضاءات مفتوحة للفوضى والاضطراب والاحتقان، ومن تداعيات ذلك ، عجز عناصر الشرطة المكلفة بالمرور عن ضبط العملية خاصة في أوقات الذروة وعند مفترقات الطرق الرئيسية ، فيعجزون عن السيطرة على الوضع وفرض احترام قانون السير . واللافت هنا أن نظام السير الجديد بمدارات الطرق يعطي حق الأسبقية لمن يلج المدار ، لكن الكثير من مدارات مدينة فاس تشهد فوضى يومية حيث تارة يسمح بالمرور لمن يلجها ، وتارة أخرى لمن هو على اليمين ، كما تم نصب إشارات المرور الضوئية عند بعض المدارات، وهو ما ينتج عنه الكثير من الارتباك والحوادث وزجر المخالفين من دون أن يكونوا مسؤولين أحيانا عن هذه الفوضى . إلى ذلك يتحدث الكثير من السائقين عن صعوبات في التنقل واتباع المسارات السليمة في غياب علامات التشوير العمودي والأفقي مما يجعلهم يسقطون بسهولة في «شباك» رجال الأمن ، حيث يتم تحرير محاضر ضدهم كما يتعرض عدد من المارة لحوادث ومضايقات نتيجة الارتباك الحاصل في حركة المرور وغياب علامات التشوير، ويبدي الكثير من السكان استياء كبيرا إزاء معالم الإزعاج والفوضى التي تتخبط فيها بعض شوارع وأزقة الأحياء والمدينة بسبب أشغال إعادة تهيئتها حيث تنطلق ولا احد يعرف متى تنتهي .معضلة اختناق المرور واندثار علامات التشويرالطرقي وأضواء المرور وانقراض المساحات الخضراء لا تمس فقط الشوارع الرئيسية بل تستفحل بالعديد من الأحياء والمحاور الطرقية الدائرية والهامشية خاصة سيدي بوجيدة الذي احتلت مساحاته مقاهي سطت وتمددت على شوارع من الجانبين مما جعل سكان هذه الأحياء الآهلة والشعبية يعبرون عن أسفهم الشديد لتباطؤ المسؤولين في الشروع في استعادة الملك العام وزجر أصحاب المقاهي وترصيف الطرق العام ونصب أضواء المرور في نقط الرئيسية وهو ما يعرقل في الكثير من الأحيان حركة المرور ويساهم في حدوث حوادث سير تكون أحيانا قاتلة، الأمر الذي يستدعي تعميم الإشارات الضوئية وعلامات التشوير في العديد من المواقع وتشذيب أغصان الأشجار التي تحجب الرؤية.